واشنطن تروّج لاقتراب إيران من القنبلة النووية

الإيرانيون يواصلون التخصيب في الوقت الذي يجمد فيه الغرب العقوبات على طهران.أرشيفية - رويترز
 
عرضت إسرائيل على الولايات المتحدة معلومات جديدة تفيد بأن نشاط «مجموعة السلاح» الايرانية استؤنف، وأن ايران قريبة من القدرة على تركيب «رأس متفجر نووي» على صواريخها بعيدة المدى. وقد عرضت المعلومات في الاتصالات التي عقدت أخيرا بين اسرائيل والولايات المتحدة، وكذلك في لقاء الحوار الاستراتيجي الذي عقده الفريق الاسرائيلي برئاسة نائب رئيس الوزراء شاؤول موفاز، في واشنطن خلال اليومين الماضيين.

 

وبحسب المعلومات التي وردت في اسرائيل، ففي الاشهر القريبة من المتوقع أن ينشر في الولايات المتحدة تقدير استخباري «وطني جديد ومحدث»، بعد أن فاجأ التقدير الأخير العالم بقوله إن خطة «مجموعة السلاح» السرية الايرانية اغلقت في عام .2003 والآن يأملون في اسرائيل في أن يغير الاميركيون تقديرهم، وبحسب مصادر استخبارية رفيعة المستوى، فإن البريطانيين، والفرنسيين والألمان شركاء في المعلومات وفي التقديرات الاسرائيلية، بينما بقي الاميركيون وحدهم في هذه المرحلة على رأيهم.

 

وبحسب المعلومات في اسرائيل وفي عواصم عديدة في اوروبا، فإنه في عام 2009 سيصل الايرانيون الى القدرة على تخصيب ما يكفي من اليورانيوم لتركيب قنبلة نووية. وفي السنة التالية، سيصل التخصيب الى مستويات عسكرية وانتاج مادة مشعلة بكميات كافية، بما في ذلك القدرة على تركيب القنبلة النووية على منصة  صاروخ بعيد المدى. وكشفت معلومات أن لإيران خطة عسكرية تسمى عاشوراء، لزيادة مدى الصواريخ بآلاف الكيلومترات، بحيث تغطي في المرحلة الاولى معظم الاراضي الاوروبية.

 

وفي هذه المرحلة، تصطدم الجهود الاسرائيلية بمعارضة اميركية غير بسيطة. وقال وزير الحرب، ايهود باراك، أخيرا في محادثات مغلقة أن «ليس لاسرائيل نافذة فرص سياسية لمهاجمة ايران». أما موفاز فحاول في واشنطن ممارسة ضغط اضافي. 

 

وفي العاصمة الاميركية تجري خلف الكواليس معركة عنيدة بين نائب الرئيس ديك تشيني الذي يؤيد مهاجمة ايران ويحتفظ برأي متشدد في الموضوع، ووزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس اركان القوات المتداخلة، اللذين اطلقا أخيرا تصريحات تصالحية ويفرضان فيتو على هجوم اسرائيلي.

 

وخلال الحوار مع الاميركيين حذر موفاز من مواصلة «التسويف» من جانب ايران، وقال إنه في إطار خطة «التجميد المزدوج» يواصل الايرانيون تخصيب اليورانيوم فقط في اجهزة الطرد المركزي القائمة لديهم، بينما يجمد الغرب العقوبات، ووصف الأمر بـ«الكارثة».  فقد تجاوز الايرانيون منذ الآن خط الـ3000 جهاز طرد مركزي ولديهم الآن نحو 3500 جهاز عامل. وحذر موفاز محادثيه من أنه يجب مواصلة زخم العقوبات ويجب الحرص ايضا على موعد الانذار الذي طرح أخيرا على ايران. وقال «إن ايران خبيرة في استغلال الوقت وجر الأرجل.

 

كل تأخير من الغرب يعتبر في طهران دليل ضعف. لا يمكن ان نسمح لأنفسنا بكارثة اخرى ونحن في اسرائيل سنضطر الى اعداد أنفسنا لكل الخيارات».

 

وأعرب عن معارضة حازمة لإمكانية السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم لأهداف مدنية. أما وقف العقوبات، كما قال موفاز يجب فقط ان يكون مقابل نقل تخصيب اليورانيوم الى خارج ايران. وأضاف «كل حوار مع الايرانيين، يستغرق وقتا، يسمح لهم بمواصلة السباق المجنون نحو القنبلة النووية التي ستعرض كل العالم للخطر». 

 

الأكثر مشاركة