«الجزيرة» رحلة في عـوالم السلطة ومافيا المخدرات
|
|
|
|
«الجزيرة» يرصد صراع قوات الأمن والعائلات المسيطرة على تجارة المخدرات. أرشيفية
أجمع مشاهدون للفيلم المصري «الجزيرة» الذي يعرض حاليا في دور السينما المحلية على أنه «علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية، وحالة من الرقي الفني في مرحلة متخمة بسيل من الافلام التجارية التي فرضت نفسها على الذائقة العامة».
وقال مشاركون في استطلاع أجرته «الإمارات اليوم» أنه «يطرح قصة جميلة ومهمة في عملية توريث المهن والاعمال، حتى لو كانت خطرة وخارجة على القانون»، وتحدث آخرون عن فنيات الفيلم التي وجدوها متكاملة ومصنوعة بحرفية عالية معهودة في غالبية أعمال مخرجه شريف عرفة»، وأثنى البعض على الدور الذي لعبه الفنان محمود ياسين العائد الى السينما بعد غياب طويل، حيث أدى دور والد بطل الفيلم أحمد السقا. وحاز الفيلم علامة تراوحت بين ثماني الى 10 درجات. وبصورة عامة فإن الفيلم يأخذ جمهوره في رحلة الى عوالم السلطة والامن ومافيا تجارة المخدرات في مصر.
عودة حميدة
قالت لوريس يوسف «الجزيرة من اجمل الافلام العربية في الفترة الاخيرة، فبعد أن أُتخمت السينما المصرية بالافلام التجارية يأتي هذا الفيلم ليعيد الامل الى عشاق هذه السينما من جديد»، ومنحت لوريس الفيلم 10 درجات. واعتبر منصور أحمد أنه «يسلط الضوء على قضايا مصرية موجودة في الواقع وليست مجرد قصة منسوجة من الخيال، فهي قصة حقيقية مستندة إلى أحداث حصلت بالفعل في الصعيد المصري»، واشار أحمد الذي منح الفيلم تسع درجات إلى أنها «عودة حميدة للسينما المصرية».
محمد زهير وشدد على ضرورة «أن يبحث المخرجون العرب عن نصوص سينمائية تعالج قضايا واقعية، وأن يوفروا لها ظروفاً إنتاجية لتظهر بالشكل اللائق»، واعتبر أن «جميع أفلام شريف عرفة تلتزم بهذه العناصر، لأنه مخرج مميز ويولي أفلامه عناية خاصة»، وقال «إن التجانس بين أداء الممثلين أعطى قيمة إيجابية للفيلم تجعله من اهم الافلام العربية التي ظهرت خلال الاعوام الخمسة الأخيرة»، وأعطى زهير الفيلم 10 درجات. وقال إبراهيم اليازجي «أن الفيلم على الرغم من تناوله للفساد السياسي والارهاب والمخدرات وتجارة السلاح، فإنه لا يخلو من جرعة رومانسية وقصص حب ناعمة»، وأضاف أن «الجزيرة» تضمن«توليفة درامية سلطت الضوء على جوانب متنوعة من الحياة والعلاقات الاسرية، خصوصا علاقة الاب والابن في منطقة الصعيد»، ومنح الفيلم 10 درجات. تلاقي الأجيال روعة الفيلم، حسب هالة تيسير، تكمن في «أنه يضم نخبة من الفنانين الذين ينتمون الى أجيال فنية عدة، الامر الذي ساعد في جعل أدوارهم أقرب الى أوركسترا متناغمة ومتوافقة جماليا»، ومنحت هالة الفيلم 10 درجات. وأثنى لؤي عساف على أداء محمود ياسين واعتبره سببا رئيسا لنجاح الفيلم، وقال «عودة ياسين الى السينما بعد فيلم «فتاة من اسرائيل» مع الفنانة رغدة قوية ومؤثرة، وستزيد من رصيده الفني الحافل»، ومنح عساف الفيلم 10 درجات. وترى شيرين سمير الرأي نفسه وقالت «كان أداء ياسين راقيا بمعنى الكلمة، وتلاقي اجيال الفنانين في الفيلم أعطاه نكهة خاصة»، وأضافت «الفيلم جميل جدا وقصته رائعة واداء جميع الممثلين فيه مبدع»، ومنحت الفليم تسع درجات. كروز العرب وقال حسب صابر حسب الذي خرج من الفيلم برأي مغاير «الفيلم هش ولا قيمة اخلاقية له، مللنا أحمد السقا وأدواره النمطية وكأنه يريد أن يتربع على عرش افلام الحركة في السينما العربية»، ورغم هذا الرأي السلبي في الفيلم إلا أن حسب لم يتردد في منحه ثماني درجات. أما عبدالله عبدالله فقد خالفه الرأي قائلا «لا يوجد في السينما المصرية فنان يجيد أداء مشاهد الحركة مثل السقا»، وأضاف «ان الحركة في الفيلم متقنة وعلى درجة كبيرة من الجودة»، ومنح الفيلم تسع درجات. وأيدت سارة محمد كلام عبدالله قائلة «أصبحت أحب أفلام الحركة بسبب أحمد السقا الذي لا أتخيل رؤيته في ادوار اخرى»، وأضافت «بنية جسمه القوية ونظراته الثاقبة وابتسامته الجميلة من الامور التي تسهم من جعله توم كروز الشرق»، ومنحت الفيلم 10 درجات. قصة الفيلم تدور أحداث الفيلم في صعيد مصر ويقدم حكايا من عالم تجارة الأفيون والسلاح، والعلاقات المشبوهة بين رجال الأمن ومافيات زراعة وتجارة المخدرات في صعيد مصر، بهدف التعاون ضد التطرف الأصولي الذي كان يتخذ من الصعيد بيئة خصبة، الامر الذي يؤدي الى تعاظم قوة ونفوذ العائلات المسيطرة على تجارة الأفيون، ما يؤدي في نهاية الامر الى معركة ضخمة بين قوى الامن وهذه العائلات». أحمد السقا بدأ السقا التمثيل باكراً، وصقل موهبته في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج، ثم تتلمذ على يد المخرج جلال الشرقاوي، وكان من الأوائل على الجامعة وتخرج بتقدير امتياز، ولكنه رفض أن يعمل معيدا في المعهد لعشقه للتمثيل. أطلق عليه البعض «فاندام السينما المصرية»، وقال عنه آخرون «فارس السينما الحديثة»، بينما يفضل هو لقب «دي نيرو السينما المصرية»، لعشقه الشديد لطريقة أداء ذلك النجم العالمي وتنويعه في ما يؤديه من أدوار. |