أجهزة الرؤية الليلية تجعل القيادة أكثـر أماناً

السيارات العادية ستُزوّد بأنظمة الرؤية الليلية خلال السنوات القليلة المقبلة. أرشيفية 

حوّلت التقنيات الجديدة للرؤية الليلية، القيادة في الظلام إلى قيادة أكثر أماناً، كما أسهمت في الحد من الاصطدامات التي تحدث في الليل، فوفقاً لخبراء السلامة المرورية في ألمانيا فإن ربع الحوادث الخطيرة تقع في الليل، كما أن نحو 35% من الحوادث المميتة تحدث في الليل أيضاً.

 

 ويسعى مصنّعو أجهزة الرؤية الليلية إلى توسيع رقعة انتشار منتجاتهم عبر توفيرها بأسعار منافسة. وستكون أنظمة الرؤية الليلية خلال السنوات القليلة المقبلة أحدث إضافة تكنولوجية إلى السيارات العادية أو المتوسطة الثمن. فقد نجحت شركات الإلكترونيات في تطوير جيل جديد من أجهزة الرؤية الليلية، التي تستخدم في السيارات، بأسعار لا تزيد على 1000 دولار وهو تقريباً أقل من نصف سعر الجيل الأول منها. وقالت شركة «أوتو لايف» المتخصصة في صناعة أنظمة الأمن والسلامة في السيارات، التي طورت جيلاً جديداً من أنظمة الرؤية الليلية للسيارات بتكلفة تقل عن 1000 دولار، إنها تدرك أن هذا السعر مازال مرتفعاً بالنسبة للبعض، الذين يرون أنه لا يعد إضافة ضرورية في السيارة، وأن الحاجة إليه تقتصر فقط على عشاق رحلات السفر في الغابات والصحاري.

 

وأوضحت الشركة الأميركية أن النظام الجديد هو ثمرة تعاونها مع شركة «فلير سيستمز» المتخصصة في إنتاج أنظمة الرؤية التي تعتمد على الأشعة تحت الحمراء. ويستخدم نظام أوتولايف للرؤية الليلية في السيارات، تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء البعيدة، أو ما يعرف باسم «القائم الخامس»، وهي تتيح رؤية الطريق على مسافة بعيدة في حالات الظلام الدامس والتقاط الحرارة الصادرة عن الأجسام المختلفة، سواء كانت أجساماً بشرية أو حيوانية، أو حتى أحجاراً في الطريق اكتسبت تلك الحرارة من تعرضها للشمس أثناء النهار.

 

 تحذير ضوئي
ويصدر الجهاز تحذيراً ضوئياً وصوتيا في حالة وجود مثل هذه الأشياء على الطريق، لتنبيه السائق قبل الاصطدام به. ويصل مدى عمل جهاز الرؤية الليلية الجديد إلى 300 متر في الوقت الحالي، وأكدت شركة «أوتو لايف» أنها ستطرح جيلاً جديداً قريباً يصل مداه إلى 500 متر.

 

وأضافت أن الجيل الجديد من هذا الجهاز سيباع بأقل من نصف ثمن الأنظمة المتاحة حالياً، ويصل سعر الجهاز الواحد منها إلى نحو 2200 دولار.

 

المعادلة الصعبة
وأشارت إلى أن الجهاز الجديد يحل المعادلة الصعبة، وهي توفير إمكانات أكبر وتقليل السعر، حيث إن الجهاز الجديد يعطي صورة أشد وضوحاً بفضل وحدات الاستشعار القوية الموجودة فيه، حيث تصل شدة وضوح الصورة التي يعرضها أمام السائق إلى 320 في 200 بيكسل لكل بوصة. ويعتمد الجهاز على شاشة مسطحة يتم تركيبها ضمن لوحة عدادات السيارة لعرض الصور التي تلتقطها وحدات الاستشعار التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء.

 

ولفتت الشركة إلى أن الجهاز الجديد يزيد الوقت المتاح للسائق للمناورة قبل الوصول إلى الشيء الموجود على الطريق عند السير بسرعات عالية جداً من ثلاث ثوان في الجيل القديم إلى خمس ثوان في الجيل الجديد. في الوقت نفسه فإن التطورات الجديدة في الجيل المقبل من أوتو لايف لا تقتصر فقط على زيادة مدى الرؤية وإنما أيضاً على شكل الصور التي يعرضها، وهي صور أقرب إلى الواقع، حيث إنه لا يقتصر على مجرد عرض شكل بلا ملامح للشيء الذي يمكن الاصطدام به على الطريق، كما الحال في الأجيال الحالية، وإنما يعرض صورة أكثر تفصيلاً بحيث يمكن للسائق تمييز هذا الشيء من بعيد. 

 

كما يمكن تشغيل الجهاز الجديد على أي شاشة عرض موجودة في السيارة حتى لا تتعدد الشاشات الموجودة في لوحة العدادات مثل شاشة نظام الملاحة البرية. كما يتيح الجهاز الفرصة لكل شركة سيارات تستخدمه من أجل اختيار أسلوب التحذير الذي يستخدم لتنبيه السائق في حالة عدم التفاته إلى الشاشة، حيث يمكن أن يعرض الجهاز تحذيراً ضوئياً أو تحذيراً صوتياً.

 

انخفاض الأسعار
ووفقاً للمدير الإداري لقطاع أجهزة الرؤية الليلية في شركة أوتولايف ستورات كلابير فإن «أسعار أجهزة الرؤية الليلية الآن أصبحت تقريباً نصف أسعارها السابقة، وإن شركات صناعة السيارات أصبحت قادرة الآن على التوسع في استخدامها حتى مع الطرز غير الغالية».  وأكد كلابير أن شعبية أنظمة الرؤية الليلية بين عملاء السيارات زادت بشدة خلال السنوات القليلة الماضية حيث زاد الطلب عليها بنسبة 400% مقارنة بالتقديرات السابقة لشركة جنرال موتورز. 

 

وأضاف أنه يتوقع نمو الطلب على هذه الأجهزة بصورة أكبر خلال السنوات القليلة المقبلة مع تراجع أسعارها.  وأشار إلى أن الجيل الجديد من هذه الأجهزة سوف يقلل أيضاً من حوادث الطرق الناتجة من نقص الرؤية في المنحنيات الحادة، حيث يصدر الجهاز تحذيراً للسائق في حالة وجود عائق في الطريق خلف المنحنى.

الأكثر مشاركة