ذوو الشهداء ينشدون العزاء في «مقابر الأرقام»
|
|
|
| جنود الاحتلال الإسرائيلي ينبشون مقبرة «الأرقام» لاستخراج رفات الأسرى تمهيداً لصفقة التبادل. أ.ب
«اعيدوا لي ذراعه، او قدمه، فليكن أي قطعة من جسده، احب أن اقرأ عليها السلام وأهديها التحية وأدفنها في قبر قريب، لتكون لي مزاراً». كلمات والدة الشهيد المحتجز محمود زهير سالم من جباليا، منفذ عملية ميناء أسدود البحرية مع رفيقه الشهيد نبيل مسعود، وقد اختلطت دماؤهما بمياه البحر في 14من مارس 2003 .
تضيف أم محمود «أعلم أن جسده قد تحلل بعضه، وقد اكلته الكلاب الضارية والوحوش في مقابر الأرقام، ولكن كم أرغب في أن أزوره في قبر قريب، واحتضن التراب الذي يحميه». اما شقيقة الشهيد ربحي أحمد الكحلوت من جباليا فتقول، ان جثمان شقيقها حكم بالمؤبد منذ 13 عاماً وهي لا تعرف أين يدفن وقد توفيت والدته فور استشهاده. ونفذ الشهيد الكحلوت عملية «كفار داروم» في عام 1995، واستشهد مع رفيقه الذي نفذ تلك العملية محمد أبو هاشم من محافظة رفح وتحفظت اسرائيل على جثمانيهما وأصدرت بحقهما احكاما عدة. قبورهم التي دفنوا فيها بأكياس سود لا تحمل أسماء، ما تحمله رقم مدون في ملف خاص مختبئ في أدراج المخابرات الاسرائيلية، هم فقط من يعرف لمن ذاك القبر ولمن تلك الرفات، في حين تستميت عائلاتهم الفلسطينية والعربية لدفن أبنائها في مقابر اسلاميةو يقرأ عليها السلام في كل حين. ثلاجات ومقابر «قذرة» وأحياناً ألواح زجاجية تحيط بجثامين محنطة لبعضهم، تلك الأماكن التي تحفّظ فيها الاحتلال الاسرائيلي على جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب، وقد كشفت في الآونة الأخيرة عن ثلاث مقابر لتدحض الزعم الاسرائيلي بأنه لا مقبرة أرقام سوى واحدة. ولطالما ناشدت الفصائل والعائلات الفلسطينية والعربية من ذوي الشهداء الذي يختطف الإحتلال جثامينهم دوماً، الإفراج عن رفات أبنائهاو في حين استعملها الاحتلال الاسرائيلي ورقة سياسية للضغط والمساومة. مجموعات الشهيد أيمن جودة التابعة لكتائب شهداء الأقصى، باركت صفقة التبادل الاسرائيلية مع «حزب الله»، والتي تنص على الافراج عن رفات الشهيدة دلال المغربي وباقي رفاقها. وقالت «إن هذا أقل ما يمكن أن يقدم إلى أهالي الشهداء الذين ينتظرون تسليم رفات أبنائهم ودفنها في مقابر المسلمين». وتحتجز اسرائيل جثامين شهداء من قطاع غزة، ممن قضوا في عمليات فدائية، أو في مواجهة عسكرية مع قوات الاحتلال، حيث قدر مدير جمعية «واعد» للأسرى والمحررين صابر ابو كرش عددهم من القطاع بما لا يتجاوز 40 شهيدا، فيما قدر نشأت الوحيدي من لجنة اهالي الشهداء الاسرى العدد بـ88 شهيداً، آخرهم الشهيدان محمد فروانة وحامد الرنتيسي اللذين استشهدا في عملية الوهم المتبدد، حيث ربط الاحتلال الإفراج عنهما بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، والأمر ذاته ينطبق على احتجاز جثث شهداء حزب الله في حرب تموز من العام الماضي. ويقول الأسير المحرر والخبير في شؤون الأسرى عبدالناصر فروانة ان أربع مقابر إسرائيلية قد تضم ما يزيد على 300 شهيد فلسطيني وعربي، كُشف عنها في السنوات الأخيرة، معظمها يقع داخل أراضي عام 1948، وهي مقبرة الأرقام المجاورة لجسر «بنات يعقوب»، التي تقع في منطقة عسكرية عند ملتقى حدود فلسطين ولبنان وسورية، وهي تضم رفات مئات الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين الذين قتلوا في حرب 1982وما بعد ذلك، وفيها نحو 500 قبر، «وليس فيها ما يدل على هويات ساكنيها سوى لوحات معدنية تحمل أرقاماً أكلها الصدأ». |