باكـــو رابان.. ابن الموضة الشقي
|
|
|
| تصاميمه أدهشت العالم وتزامنت مع التغيرات الاقتصادية والثقافية في ستينات القرن الماضي."أ.ف.ب" عرف المصمم الإسباني باكو رابان بـ «ابن الموضة الشقي» في ستينات القرن الماضي، وصاحب الريادة في إدخال مواد صناعية غير مسبوقة إلى عالم الأزياء، وهو مبتكر الفستان البلاستيكي، والورقي المباع في أظرف، ويُعد أشهر من عاش جنون الستينات، محولا ثورتها نحو الحرية إلى غزو للغرابة على مشهد الأزياء، وبين طفولة عاشها في مشاغل المصمم كريستوبال بالمين، وشباب في تصميم الإكسسوارات ودراسة الهندسة، وشغف بـ«الماورائيات»، تحول رابان إلى أحد رواد صناعة الأزياء العالمية، ومن أبرز المبتكرين فيها.
جنون مصمم
جميع هذه التفاصيل جعلت اسمه وأفكاره مادة دائمة في أهم الصحف والمجلات العالمية المختصة بالازياء، ومما كُتب عن أحد عروضه الباريسية «هي مجموعة من 12 فستانا تجريبيا وغير ملبوس، باستخدام مواد معاصرة، هي مجموعة بعنوان يبدو أقرب إلى البيان الرسمي، مربعات بلاستيكية، معدن، حلي معلقة، وخامات ملابس الجيش، وعارضات أزياء سمر البشرة يرقصن على إيقاع الموسيقي الشهير بيير بوليز، لتتلاحق المجموعات واحدة تلو الأخرى، مع خامات من الجلد، والمعدن، وخامات مالت إلى الانسيابية والمرونة»، إلا أن جنون رابان لم يتوقف عند هذا الحد، حيث وصلت غرابة ابتكاره إلى أن يصمم فساتين ورقية.
«ماورائيات»
لم تتوقف اهتماماته الشخصية بالماورائيات عند الحد الشخصي في حياته، حيث كتب رابان كتابه «جورني» أو رحلة، وهو الكتاب الذي قدم من خلاله وصفا وشرحا حول رحلته وبحثه في المجالات الروحانية، ذاكرا كيف استطاع الاستفادة من تجربته الروحانية الفريدة، عبر ابتكاراته في تصميم الأزياء ليلحقه بكتابين آخرين، كما اشتهر بتنبؤه الخاطئ بسقوط المكوك الفضائي الروسي «مير» في باريس عام 1999، وهو التصريح الذي أسمته الصحافة ساخرة الـ «باكوليبسي». تصاميم ومشاهير قدم رابان الكثير في مجال تصميم ازياء الافلام السينمائية وصار اسمه اساسيا في نتاجات هوليوود ومن اعماله زي الممثلة الأميركية جين فوندا في فيلم الخيال العلمي الشهير «بارباريلا» عام 1968، كما صمم لإليزابيث تايلور، وأودري هيبورن، وبريجيت باردو، وفرانسوا هاردي، كما أنه أسهم في التصميم لنحو 35 فيلما سينمائيا.
ابتكر رابان عام 1970، ملابس غير حقيقية وما عرف بالمواد الشبيهة أو قماش الـ «سويد» المزغب، وارتكزت الكثير من مجموعاته على الشرائط الحريرية، والريش، أضفى عليها ذلك التأثير الناعم والمرن، إلا أن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في ابتكار تصاميم حملت بصمته المعتادة لتحويل مواد قاسية ومعاصرة وصناعية إلى فساتين، لكن وفي أواخر السبعينات خف انبهار المهتمين بالموضة بتقليعاته التي كانت في الغالب غير قابلة للارتداء، ورغم ذلك لم يتوقف عن استخدام الخامات الصناعية الغريبة، مثل الأوراق المجعدة، ورقائق من الألمونيوم، وقماش القطن الخشن الذي تصنع من المناشف، ومادة البلاستيك القاسية، والجلد، وريش النعام، وشرائط من قماش التنجيد لينال عام 1989، على جائزة «الكشتبان الذهبي» العالمية، وهي التي نالها في الدورة الأولى للمهرجان الدولي للأزياء.
وفي العام 1990، قرر رابان أن يعيد تصميم دار أزيائه في باريس، وهي المهمة التي تم تسليمها للمهندس المعماري إريك رافي، والذي تأسست فكرته على ثلاث مؤثرات رئيسة، وهي المعدن، والزجاج، والضوء، الأمر الذي قد يكون بداية لقراره في تغيير خطه في الأزياء من تلك الغريبة المستخدمة لمواد غير قابلة للارتداء العملي، إلى مظهر أكثر نعومة، مبتعداً عن المواد المعدنية والبلاستيكية فقط، ومتمسكاً ببقية المواد التي اعتاد الاعتماد عليها، مقدماً بذلك تصاميم أكثر نعومة، معتمداً على خامات صناعية مثل خامات الجلد الصناعي «سوفرينا»، و«أماريتا».
اعتزال
معرض فني
و تضمن معرضه، رسما غرافيتيا بالأبيض والأسود، يصور طفلا يتخلى عن بالون أبيض وحمامة بيضاء تطيران في السماء، وهو المشهد الذي استوحاه رابان، من حفل إحياء ذكرى هجمة بيسلان في روسيا، التي قتل فيها 319 رهينة، من ضمنهم 186 طفلا، و12 جنديا، و31 من خاطفي الرهائن، وقد أراد أن يذهب ريع الرسم إلى نساء وعائلات الضحايا في بيسلان، وأوضح رابان، أنه أراد أن يقيم معرضه في روسيا، كونه يحمل علاقة خاصة جدا بروسيا، بدأت حكايتها منذ زيارته الأولى لها عام 1950، حين التقى القائد السوفييتي ستالين، واصفا إياه بصاحب «الشخصية المغناطيسية».
|