وافدون: الازدحام خانق في «طـبِّ وقائي» الشارقة

يعاني الوافدون من الوقوف في 5 طوابير من أجل إتمام عملية الفحص. تصوير: شاندرا بالان تصوير: الإمارات اليوم


وصف وافدون الازدحام في مركزي الطب الوقائي في الشارقة بأنه «خانق»، حيث يضطرون للوقوف في طوابير لساعات عدة، أثناء إجراءات الفحص الطبي لغرض الإقامة، مشيرين إلى أنه «لا توجد أماكن تكفي لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المراجعين يومياً، وبعض غرف الانتظار تضم نحو 50  كرسياً، في حين تفوق أعداد المنتظرين الـ100 في كل غرفة».

 

فيما أكد المدير التنفيذي للسياسات الطبية بوزارة الصحة رئيس اللجنة الوطنية العليا للتحصين، الدكتور محمود فكري، «أننا بدأنا في إجراءات تعيين 24 موظفاً جديداً لسد النقص وتلبية احتياجات المركزين».  وأشار إلى أنه «سوف نزيد من ساعات العمل ليصبح الدوام على فترتين صباحاً ومساءً، حيث يستمر حتى  العاشرة مساء في مركز المنطقة الصناعية».

 

وتابع قائلاً: «بالنسبة للمركز الصحي التابع لبلدية الشارقة الذي كان يقوم بأعمال الطب الوقائي نفسها، فقد تم الاستغناء عنه، تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء».

 

وفي التفاصيل، قال محمود العلي، أثناء وجوده في المركز لإجراء الفحص الطبي من أجل تجديد إقامته، لـ «الإمارات اليوم»: «انتظرت أكثر من ساعتين في مركز الطب الوقائي في المنطقة الصناعية ولم يصلني الدور، فاضطررت إلى الحضور في اليوم التالي».  وأضاف أن «المشكلة التي يعاني منها جميع الوافدين في مركزي الطب الوقائي في منطقتي الصناعية والغبيبة تتمثل في ضرورة الوقوف في خمسة طوابير من أجل إتمام عملية الفحص، الأول مخصص لتدقيق الأوراق، والثاني مراجعة طبيب العيادة، والثالث صور الأشعة، والرابع فحص الدم، والخامس لتسليم الأوراق للموظف المختص، ما يجعل المراجعين يشعرون بأن الازدحام خانق».

 

وأيّده نظام ياسين، قائلاً: «لا يوجد نظام في الطوابير، وأماكن الانتظار لا تستوعب الأعداد الكبيرة من الوافدين، وبعض غرف الانتظار موجود فيها نحو 50 كرسياً، وأكثر من 100 مراجع»، مشيراً إلى أن «موظفي الأمن لا يتعاملون مع المراجعين بصورة حضارية ولبقة، فبدلاً من تنظيم الدور يقومون بالصراخ على المراجعين».

 

وأشار فراس محمد إلى أن «تقسيم وقت العمل لثلاث فترات للتعامل مع المراجعين زاد المشكلة تعقيداً، حيث خصصت الأولى من الساعة 8-11 صباحاً، للعمال، والثانية من 11-30:2 ظهراً، لخدم البيوت، والثالثة من  30:2 ـ 5  مساءاً ، للمراجعين كافة، الأمر الذي يزيد من الازدحام والطوابير المتكدسة في الصباح والمساء».

 

وذكر وافد هندي يُدعى غاني: «حضرت في الصباح للمركز الوقائي في الغبيبة، وطالبني الموظفون بأن أذهب للمركز الثاني في المنطقة الصناعية، فقضيت اليوم كله متنقلاً بين المركزين بلا جدوى».

 

 وأيده هندي آخر يدعى سيشان قائلاً: «حضرت منذ الساعة الرابعة صباحاً وانتظرت قرب الباب الذي فُتح في الخامسة، وعند السابعة والنصف لم أنهِ الإجراءات، بسبب الازدحام الخانق في الطوابير».

 

 أما محمد جميل فأوضح «حضرت في التاسعة صباحاً وانتظرت في الطابور حتى الحادية عشرة، فطالبوني بأن أعود في المساء؛ لأن وقت العمل انتهى هذه الفترة، وحتى بعد الساعة السابعة مساء لم تنته الإجراءات». 

 

وتابع موضحاً «هناك ضغط كبير على الموظفين العاملين، ولا يوجد غير غرفتي أشعة فقط، إحداهما للسيدات والأخرى للرجال، والأولى الازدحام بداخلها شديد، بحيث يدخل كل 10 نساء في وقت واحد، وذكر أن «المكان المخصص لفحص الدم يوجد به موظفان فقط، وهذا يشكل عبئاً كبيراً على الموظفين، كما أنه خطر عليهم، خصوصاً موظفي الأشعة الذين يتعرضون لجرعات كبيرة منها، وباختصار يحتاج المركز للمزيد من الموظفين لمواجهة ضغط العمل».

 

وأشار محمد منصور إلى أنه «في السابق كان يوجد مركز في منطقة الناصرية، تابعاً للبلدية يقوم بالفحص، وكان مصمماً بشكل أفضل من مركزي الطب الوقائي الحاليين»، متسائلاً «لماذا لا يتم استغلال ذلك المركز من قبل الطب الوقائي؟ حيث كان العمل فيه منظم إلكترونياً، وكانت هناك أعداد كبيرة من المقاعد للمراجعين موجودة في قاعات واسعة».

 

وأضاف أن «قاعات الانتظار في المركز سيئة التهوية، وهناك بعض المكيفات لا تعمل في القاعات». وطالب بـ«أن يكون الدوام متواصلاً صباحاً ومساءً، على أن تتم زيادة الموظفين للعمل المتواصل».

 

من جانبه قال الدكتور محمود فكري «لدينا خطة لتطوير العمل تنقسم إلى مرحلتين، تبدأ الأولى منها بتعيين موظفين جدد وزيادة ساعات الدوام صباحاً ومساءً، وستبدأ المرحلة الثانية اعتـباراً من الأول من أكتوبر المقبل بعد أن تستـكمل التعيينات».

 

 وتابع أن «المرحلة الثانية تتضمن الالتزام بالتعليمات والقرارات الجديدة لوزارة الصحة، والمتعلقة بنظام فحص العمالة الوافدة في بلدانها، كما أننا سنطبق النظام الإلكتروني لإدخال البيانات، وسنعمل على منح الشركات فرصة تعبئة المعلومات والنماذج من طرفهم لتسهيل وتسريع إنجاز العمل».

 

 وقال الدكتور فكري: «من بين أسباب الازدحام خصوصاً في مركز المنطقة الصناعية أن البطاقة الصحية تصدر من المركز نفسه، ولذلك يعتبر هذا المركز مرغوباً ويشهد إقبالاً متزايداً من الوافدين».

 

 وعن نقص الموظفين أشار إلى أن «التعيينات المقبلة سوف تتكفل بحل المشكلة». مضيفاً أنه «في ما يتعلق بالأشعة فالمركز سيكون لديه جهازان جديدان «ديجيتال»، يتميزان بقلة انبعاث الاشعة وسرعة في الانجاز، والسيطرة على الأجهزة أفضل وكفاءتها ممتازة، إضافة إلى أنه سوف يتم العمل على زيادة فريق الاشعة». مؤكداً أن «فنيي الاشعة ملتزمون بالتعليمات والراحة والتناوب وارتداء الجهاز الذي يحميهم منها».

الأكثر مشاركة