هاني شاكر: أشباه شعبولا والصــــــغيّر أساؤوا إلى الأغنية

هاني شاكر: «كليبات» الحمّامات والأسرَّة مشاريع مجدية «تجارياً». تصوير : ساتيش كوما

قال المطرب المصري هاني شاكر إن عدداً كبيراً من المحسوبين حالياً على الوسط الغنائي العربي لا يستحقون لقب «مطرب»، مضيفاً: «أشفق على لقب مطرب من أن يجمع بين أم كلثوم وعبدالحليم وفريد الأطرش وفيروز، وبين شعبان عبدالرحيم وسعد الصغير وأشباههما».
 
مضيفاً  « هم ـ قاصداً المصطلح على تسميتهم بالمطربين الشعبيين ـ يسيؤون إلى الأغنية العربية، بإصرارهم على أنهم مطربون، ويظلمون أنفسهم بمقارنات صعبة تضعهم دائماً أمام تهم الانحطاط بالذوق العام». مضيفاً «في تقديري أن معظمهم يندرج تحت فئة المونولوجست، وعليهم ان يعرفوا أن تصنيفهم في هذا الإطار لا يحمل ازدراء مما يقدمونه، بقدر ما يمثل توصيفاً دقيقاً لنتاجهم الذي يشبه إلى حد كبير، ما كان يقدمه محمود شكوكو، وإلى حد ما إسماعيل يس في بعض أفلامهما».

مطربو الأَسِرَّة
وأضاف شاكر في حوار مع «الإمارات اليوم» جرى في فندق «رافلز» بدبي: «كثيرة هي الجرائم التي تُرتكب بدافع الكسب التجاري فقط تحت اسم الفن والطرب، فالآن من يمتلك 20 ألف دولار فقط، يمكن أن يصور عملاً داخل غرفة نومه وعلى فراش سريره، أو حتى داخل حمّامه، مستلقياً في البانيو ويسوّقه لعشرات المحطات الفضائية على أنه «فيديو كليب» ليدر له الكثير من المال، وينضم إلى آلاف الأعمال الرخيصة التي يزخر بها أرشيف تلك القنوات ورفوفها».

وحول جديده قال شاكر «أجهز الآن لألبوم جديد من إنتاج «صوت الفن» لمحسن جابر يضم أغنيات لشعراء متعددين، منهم أحمد شتا وبهاء الدين محمد، لكنني سأسعى إلى تصوير إحدى أغانيه قبل طرحه في الأسواق مطلع الشتاء المقبل». مشيراً إلى أنه قام أخيرا بتصوير أغنية « أنا قلبي ليك» التي ضمها ألبومه السابق .

وأكد صاحب «هوا يا قلبي اللي اختار»، و«بعشق ضحكتك» و «يا ريتك معايا» وعشرات الألبومات الغنائية التي تضعه منذ عقود، في مصاف عمالقة الأغنية العربية ـ أنه صفى خلافاته مع محسن جابر مستطرداً «منذ أربع سنين في بداية تعاملي معه، كانت لديه مشكلات كثيرة فيما يتعلق بحملات الدعاية والتوزيع والتسويق للألبومات التي تنتجها شركته، لكنه قام بعد ذلك بمعالجة تلك الثغرات وأغلق بعض الفروع غير المستقرة من شركته في عدد من الدول العربية، وصارت الأمور بعد ذلك إلى الأفضل».

متعة الستينات
ونفى شاكر أن يكون تقديمه كما تردد لأغنية ثنائية مع شيرين عبدالوهاب، يحمل مجازفة فنية بالنسبة له، مضيفاً «كان هناك عمل ثنائي من المفترض ان يجمعني بشيرين لكنه لم يتم ، وهو امر لا يحمل أي انتقاص من مكانتي الفنية، بقدر ما يمثل انسجاماً مع واجبي، باعتباري واحداً من الذين يمثلون ما يُطلق عليه جيل المخضرمين، ومن الصحي أن تجمعني أعمال وليس عملاً واحداً مع مطربين ومطربات شباب أتوسم في مواهبهم الغنائية خيراً».

مضيفاً «في كل حفلة من الحفلات التي أقوم بإحيائها في الأوبرا، أحرص على اصطحاب أحد هؤلاء الشباب لأقدمه إلى الجمهور بشكل مختلف، في المكان الأهم في تاريخ الطرب المصري الذي سبق أن شهد غناء العمالقة. فهناك العديد من الأصوات المصرية القادرة على استكمال رسالة الفن، مثل أمل عرفة وغادة رجب ومحمد حماقي وتامر حسني، فهؤلاء شباب لم يسايروا الموجة الهابطة التي تجعل من الراقصة شريكاً ومعبراً لنجاح الأغنية، ولم يعوضوا نقيصة فنية بجرعة إثارة جنسية في مشاهد مفتعلة، ليقنعوا انفسهم بأن ما يقدمونه هو أغان مصورة وليست مشاهد خادشة لحياء المشاهد تقدم افتراء على أنها عمل فني».

وفيما يتعلق بعودته مجدداً  الى السينما قال «لدي رغبة شديدة في معاودة الإطلالة على جمهوري عبر الفن السابع، ولكنني اجد صعوبة كبيرة في العثور على سيناريو جيد، لذلك قمت بمخاطبة عدد من أصحاب الأقلام الموهوبة في هذا المجال، من أجل إنجاز نص سينمائي يعيد إلى المشاهدين متعة أفلام عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش في الستينات، بأسلوب عصري. فالرومانسية لم تقف عند جيل بعينه، وليس معنى أننا في عام 2008، أن شباب هذا الجيل أضحى غير قادر على نسج مشاعر  الحب والعشق وأحاسيسهما، لكن نستطيع القول إن التعبير عن تلك الرومانسية شابه قصور من مبدعي الكتابة السينمائية في عصرنا الحالي».

إبهار دبي
ولم يستسغ شاكر استغراباً صحافياً عن مشاركته في برنامج يعنى بالترويج السياحي لدبي، على إحدى القنوات المحدودة الانتشار، عبر برنامج تلفزيوني سيعرض في أغسطس المقبل، قائلاً «الترويج السياحي للمدن الكبرى لا يتم عادة بعيداً عن الوجوه المشهورة التي تنتمي للثقافة ذاتها، ودبي مدينة عربية في المقام الأول شديدة الإبهار لي شخصياً، وإذا كان محل الاستغراب، هو أنني لم أقم بهذا العمل فيما يخص مدناً أخرى، فإن الجواب متعلق بسبق هذا العرض الذي قدمه لي مجلس إدارة تلك القناة التي تبث من دبي»، معرباً عن أمنياته أن تشجع هذه الخطوة جهات أخرى في استثمار الشخصيات الفنية العربية في الترويج لمزيد من المدن.

واعترف شاكر أن تصوير أغنية «أحلى الليالي»، في دبي كانت جزءاً من شروط التعاقد لاستضافته في هذا البرنامج السياحي، فيما رفض الحديث عن القيمة المادية للتعاقد نفسه. وفيما يتعلق بمدى إمكانية انضمامه إلى «إمبراطورية روتانا» التي أصبحت تضم عشرات من الأسماء المعروفة في مجال الأغنية العربية قال «لست في حال عداء شخصي مع المسؤولين عن «روتانا» التي أرى أنها تتآمر على الفنانين والطرب المصري، فمجرد قراءة أولية لسياسة الشركة مع كل الفنانين المصريين الذين ارتبطوا معها بعقود احتكار ستكشف عن ذلك» مضيفاً : ماذا ستضيف لي «روتانا» إذا ما انضممت إليها؟ وماذا أضافت إلى الفنانين المصريين؟».  
 
 أشتاق إلى«الخليجية»
أكد الفنان هاني شاكر أنه يسعى حالياً لتقديم أغنية خليجية جديدة، قد يضمها ألبومه المقبل مضيفاً «في المرحلة الأخيرة شعرت بشوق شديد إلى معاودة تجربة الغناء باللهجة الخليجية التي أجيدها بشكل كبير، وهو شوق تضاعف بعد زيارتي إلى دبي التي لمست فيها أن أغنية «يا هلي» ما زالت في ذاكرة أهلها وزائريها الخليجيين».

وأضاف شاكر  «الأغنية الخليجية هي الأقل ضرراً وتأثراً  عربياً بموجة الابتذال الذي حاول طوفانه أن يعبث بمقدرات الطرب العربي، لذلك سنجد فيها أعمالاً يشعر متذوقها بأنها تعود إلى الزمن الجميل الذي مضى: على مستوى الكلمات و الألحان و الصوت الغنائي».  
 
نقيب فئة «المونولوجست»
وجه هاني شاكر دعوة عبر « الإمارات اليوم» إلى إنشاء نقابة خاصة بفئة «المونولوجست» الذي اعتبر تصنيفهم في إطار المطربين خطأ تصنيفياً غير مقبول. مضيفاً  «الكثير من المحسوبين على المطربين حالياً ليسوا كذلك، وما يؤدونه لا يمت بصلة إلى الأغنية».

مؤكداً أن «ثمة مغالطات اجتماعية صورت للبعض أن لقب «مونولوجست» يحمل استهزاء بصاحبه».
 
مشيراً إلى أن السبيل لإزالة هذا اللبس هو الاعتراف الرسمي بوجودهم، والسعي إلى إنشاء نقابة تعنى بقضاياهم الفنية، معتبراً أن شعبان عبدالرحيم وسعد الصغيّر ومن شابههما في نمطهما الأدائي، يقعون ضمن هذه الفئة .  
 

الأكثر مشاركة