الطوارق يفتتحون «وهران السـينمائي»

من حفل افتتاح المهرجان    الإمارات اليوم

 

افتتح مساء اول من أمس، المهرجان الدولي الثاني للفيلم العربي بعرض «رقصة الحرب» التقليدية الشهيرة عند الطوارق في مسرح الشهيد عبدالقادر علولة الذي كان مبنى لدار أوبرا، يعود بناؤه الى العام 1898 في مدينة وهران الجزائرية، وسط حضور لافت من النجوم العرب. ويتزامن المهرجان مع مناسبات وطنية جزائرية عدة أبرزها عيد الاستقلال.

 

وتضمن حفل الافتتاح عرض لوحتين استعراضيتين من تراث الطوارق، وتكريم اربعة نجوم عرب، وعرض شريط عن سيرة السينما الجزائرية منذ العام 1967 حتى العام الماضي. وفي حين اكتظت قاعة المسرح بجمهور المدعوين للمهرجان، ومن بينهم ممثلون عرب نجوم دخلوا القاعة، بعدما تهادوا على السجادة الحمراء، كان جمهور غفير يهتف ويحيي نجومه في الحديقة المجاورة للمسرح الواقعة في ميدان عبدالقادر الجزائري، حتى إن الممثل المصري محمود عبدالعزيز كسر تقليد السجادة الحمراء، وراح الى جمهور الحديقة يحييه ويصافح عددا منهم ويعانق الآخر وسط هتاف معجبيه.

 

وفي بداية الكلمات رحب والي وهران سكران طاهر بالضيوف، موجها تحية محبة وإكبار الى اسرة الفنانين العرب، وقال إن «الباهية وهران تحتضن مهرجان الفيلم العربي لتؤكد حضورها بوصفها عاصمة للسينما العربية» وهو الشعار الذي رفعه المهرجان مند انطلاقته الاولى العام الماضي. وأشار الى تزامن افتتاح المهرجان مع ذكرى الاستقلال الجزائري، بعد انتصار المقاومة الوطنية على الاستعمار الفرنسي.

ومن جانبه، ألقى رئيس المهرجان حمراوي حبيب شوقي الذي يشغل منصب المدير العام للتلفزيون الجزائري، كلمة عاطفية مؤثرة قال فيها «قد لا نملك قاعات فاخرة للعرض السينمائي، لكننا نملك قلوبا كبيرة تحتضن أشقاءنا العرب في مهرجانهم». موجها تحية خاصة الى المخرج يوسف شاهين.

 

وأضاف مخاطبا السينمائيين «شكرا لكم لأنكم تديرون أحلامنا جيدا»، وأشار وزير الاتصال والثقافة الاسبق حمراوي الى أن «لاختيار المكان والزمان للمهرجان دلالة كبيرة تتمثل في استذكار سيرة الشهداء الجزائريين خلال الثورة التي تكللت بالنصر».

ويعرض مهرجان وهران السينمائي في دورته الثانية التي تختتم في الثالث من يوليو المقبل  32 فيلماً، من بينها 26 فيلماً تدخل المسابقة الرسمية للمهرجان، منها 12 فيلماً طويلاً و14 فيلماً قصيراً، منها الفيلم الاماراتي «مرايا الصمت» للمخرج نواف الجناحي، إضافة الى ستة افلام خارج المسابقة.

 

واستعرض شريط «بانوراما السينما الجزائرية» الذي أعده وأخرجه سليم عقار مشاهد من الافلام الجزائرية منها افلام «معركة الجزائر» «ريح الاوراس» «وقائع سنوات الجمر» «الافيون والعصا» «دورية نحو الشرق» «باب الواد سيتي» «بوعمامة» «رشيدة» «عائشات»، وغيرها من الافلام التي رسمت صورة السينما الجزائرية خلال 40 عاماً.

 

وفي حفل الافتتاح كرّم المهرجان أربعة فنانين ومخرجين، هم الممثلة السورية منى واصف التي بدا عليها التأثر الشديد، ودمعت عيناها وهي تصعد لتسلم درع التكريم. وكرم المهرجان المخرج الجزائري احمد راشدي صاحب الفيلمين «الافيون والعصا» و«فجر المعذبين».

 

كما كرم الممثل المصري محمود عبدالعزيز الذي ابدع في 40 فيلماً، خلال مسيرته السينمائية. وعبر عن فرحته المزدوجة بزيارة الجزائر للمرة الاولى وتكريم المهرجان له على مجمل أعماله. وكرم المهرجان المخرج الشهيد السوري مصطفى العقاد صاحب فيلمي «الرسالة» و«عمر المختار».

 

وحضرت شقيقته الدكتورة ليلى العقاد التي قالت بعدما تسلمت درع التكريم من رئيس المهرجان إن «كل العرب اتفقوا على حب مصطفى العقاد». وحول افتتاح المهرجان من دون فيلم افتتاح قال الصحافي العراقي المقيم في إيطاليا، عضو لجنة تحكيم الافلام الطويلة في المهرجان عرفان رشيد لـ«الإمارات اليوم» إنه «ليس هناك قاعدة ثابتة في افتتاح المهرجانات السينمائية، اذ يسعى كل مهرجان لتكريس تقليد خاص به».

 

في حين أكد مدير مهرجان الخليج السينمائي، عضو لجنة تحكيم الافلام الطويلة في مهرجان وهران السينمائي، مسعود أمر الله، ضرورة أن يتضمن الافتتاح عرض فيلم «حتى لا يحدث خلط بين الفنون، فللمهرجان السينمائي خصوصيته» وقال «من المهم أن يتعرض حضور الافتتاح على اختلاف اهتماماتهم لشاشة العرض» موضحاً أن «غياب فيلم عن الافتتاح يروج لفن آخر غير السينما، مع انه مهرجان يُعنى بالافلام بالدرجة الاولى». وأشار المخرج العراقي عماد علي الذي يشارك في المهرجان بفيلم «شمعة لمقهى الشاهبندر» إلى «أن المهرجان يسعى الى التميز «إذ أنه يكسر ما تم الاعتياد عليه في كثير من المهرجانات السينمائية، من خلال افتتاح دون فيلم»، موضحاً أن «فيلم الافتتاح يظلم عادة، إذ تسلط الهالة الاعلامية على نجوم السجادة الحمراء».

الأكثر مشاركة