4 متغيرات تحدد موقف إسرائيل من ضرب إيران
|
|
|
|
موفاز أول من أعلن صراحة عن ضرب إيران. أرشيفية
كانت الرسائل التي حملها رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود اولمرت لكل من سفيره في واشنطن، سالاي ميريدور ووزير المواصلات شاؤول موفاز، واضحة تماما، ومفادها ان اسرائيل لن تقبل ولن تتحمل وجود ايران، التي دعا قادتها الى تدمير اسرائيل، وهي تمتلك السلاح النووي. ويمكن تفسير ذلك، اضافة الى المفاوضات بين القيادة الاسرائيلية وقادة العالم الآخرين على انه «تحضير المشهد العالمي» لامكانية قيام اسرائيل بضرب ايران.
ومن المؤكد ان جميع الاجهزة التي تتعامل مع القضية الايرانية، بما فيها الموساد والمخابرات العسكرية ومديرية العمليات في وزارة الدفاع الاسرائيلية والقوات الجوية الاسرائيلية وهيئة الطاقة الذرية الاسرائيلية، وضعت في خططها حدوث الأسوأ، فهذا من صميم عملهم. ولكن ذلك كله لا يعني ان الضربة الاسرائيلية باتت وشيكة، حتى ان قرار الهجوم لم يناقش بعد، اذ يعتبر قرار مهاجمة ايران لتدمير برنامجها النووي، هو الخيار الاخير. وتعتمد فرص تنفيذه على أربعة متغيرات تتنوع مع الزمن.
ويتمثل اهم هذه المتغيرات في تعاون اسرائيل مع الولايات المتحدة ، كما حدث في عدد من المناسبات مثل حرب يونيو 1967، وحرب اكتوبر 1973، وحربي لبنان، وآخرها الضربة المزعومة ضد سورية. وبالطبع فإن اسرائيل لن تضرب ايران دون التنسيق مع الولايات المتحدة، والحصول على الضوء الاخضر منها.
وهو الامر الذي يعتمد ايضا على من سيشغل البيت الابيض في انتخابات نوفمبر المقبل. وثمة متغير آخر هو العقوبات المفروضة على ايران التي يجري فرضها على نحو بطيء، اذ تحُول روسيا والصين دون قيام الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بفرض عقوبات مؤلمة.
ولكن اسرائيل لم تفقد الامل ان تغير الدولتان رأيهما وتفرضان عقوبات قاسية على ايران. كما أن هناك عاملا آخر يتعلق بالوضع الداخلي في ايران، فمن المعروف ان الانتخابات الرئاسية الايرانية ستكون في مايو المقبل، فإذا قرر مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي إبعاد الرئيس محمود احمدي نجاد عن منصبه بسبب الوضع الاقتصادي السيئ، فإن ذلك يمكن ان يؤثر على برنامج إيران النووي، رغم ان معظم الخبراء يقولون ان الرغبة في امتلاك السلاح النووي يتشارك فيها جميع الفرقاء الايرانيين.
لكن يمكن ان يوافق رئيس جديد على ايقاف تخصيب اليوراينوم والمفاوضة مع الغرب، كما يمكن ان تحدث تطورات غير متوقعة قبل مايو، اذ تعلن ايران انها امتلكت القدرة على صنع سلاح نووي.
وبالطبع فان المتغير الرابع الذي يعتمد عليه اتخاذ القرار السياسي في اسرائيل هو الاستعداد العملياتي للقوات الجوية الاسرائيلية والوكالات الاخرى التي تشارك في الهجوم. فهل اسرائيل قادرة على توجيه ضربة قاصمة الى ايران، تدمر فيها برنامجها النووي وتؤدي الى إيقافه عددا من السنوات؟ عندما تتوفر اجوبة واضحة عن كل هذه التساؤلات يكون القادة الاسرائيليون قادرين على اتخاذ قرار الهجوم.
وعليهم أولا ان يأخذوا بحسبانهم الثمن الكبير الذي ربما تدفعه اسرائيل. وبلا ريب فإن ايران سترد على الهجوم. ويتعين على اسرائيل ان تتخذ قرار الهجوم كخيار اخير، بعد ان تدرك ان الولايات المتحدة لن تقصف ايران، وان النظام الايراني لن يغير رأيه في وقف برنامجه النووي، وان العقوبات غير مجدية. وعندها فقط يتعين على الحكومة الاسرائيلية ان تتخذ واحدا من اهم قراراتها المصيرية.
|