بعض الأطعمة.. «سموم خفية» تفتك بالأطفال
|
|
|
|
يمكن استبدال الملونات الصناعية والحلويات بالمأكولات الصحية.( أرشيفية)
«الآباء يأكلون الحصرم، والأولاد يضرسون»، مقولة تطبق عندما يهمل الأهل المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تربية أطفالهم، وتسهيل نموهم وترعرعهم في بيئة صحية وسليمة، لذلك يتوجب عليهم تأمين أسس قوية منذ الصغر، بحيث يضمنون محيطاً آمناً ونظاماً غذائياً مفيداً ودعماً عاطفياً، ليتمكنوا من بناء نظام مناعة قادر على محاربة الأمراض والآفات في الحاضر والمستقبل. أما السبيل لبناء جهاز المناعة، الذي وصفته خبيرة الأصول والمكملات الغذائية سمر البدوي، بترسانة الخلايا البيضاء المدافعة عن الجسم، فيكون بالابتعاد عن الملونات الصناعية، التي تنشر سمومها الخفية في الجسم، وتفتك بأعضائه.
شرطي الجسم «جهاز المناعة هو ترسانة خلايا الدم البيضاء (اللمفاوية) التي تحمي أجسام أطفالنا وتساعدهم على النمو»، بل تصفه الخبيرة في الأصول والمكملات الغذائية سمر البدوي بالشرطي المخلص، الذي يؤمن سير أعمال الأعضاء الحيوية وميكانيكية الجسم بشكل صحيح وآمن، غير أنها تشدد على أهمية الوعي الأسري، وتقول «يتوجب أن يتحلى الأهل بالمسؤولية الكاملة والسليمة لبناء مستقبل أولادنا الصحية والحفاظ عليها»، خصوصا أن الصغار عادة ما يواظبون على اتباع النظام الغذائي الذي اعتادوا عليه في صغرهم، وبمعنى آخر «يصبح جزءاً من حياتهم أو ثقافتهم الغذائية».
وبغية حماية الجسم من البكتيريا والفيروسات والميكروبات، تنصح بدوي الأهالي بالابتعاد عن الملونات والمأكولات الاصطناعية الموجودة بكثرة على الأرفف وفي الماكينات الزجاجية، مشيرةً إلى أنها «سموم خفية» تفتك بالأطفال، إذ تنتشر في الجسم ملتهمةً الخلايا المدافعة عن الجسم، غير أن استبدالها بالمغذيات الصحية يضمن راحة البال والنمو السليم. وحين يصاب جهاز المناعة بعطل أو ضرر، تشرح الخبيرة الغذائية أن «الجسم يصبح ضعيفاً، وجاذباً للأمراض والمشكلات الصحية الجسدية والنفسية»، مثل الحساسية، نزلات البرد المتكررة والانفلونزا، والخمول والكسل، وفقدان القدرة على التركيز، والسمنة وغيرها.
من ناحية أخرى، توضح البدوي جهاز المناعة يختلف من جسم إلى آخر، ووفقاً للعمر أيضاً، وتشدد أن الحياة الغذائية اليومية تلعب دوراً بارزاً في تقويته أو إضعافه، وتقول «يتأثر الجسم بالمؤثرات الخارجية البيئية والنفسية المحيطة به»، مثل الأهل، خصوصا الوالدة، المدرسة وقدرتها على الرقابة، ووسائل الإعلام التي تقع على عاتقها توعية الكبار والصغار عن مخاطر ومضار المأكولات غير الصحية، والعادات الغذائية السيئة، مشيرةً إلى أن الأولاد يحبون التمثل بالكبار.
نصائح الخبيرة ومن المسلمات الغذائية، تفسر البدوي أن استبدال الحلويات والملونات الاصطناعية بالفاكهة والخضار أو الأطعمة المحضرة في المنزل، كاستبدال رقائق البطاطا المقلية «الشيبس» بالفوشار أو الخيار والجزر المقطع، والمكسرات المملحة بالنيئة وحبات التمر والزبيب، والمشروبات الغازية بالعصائر الطبيعية مثل البرتقال والتوت البري، خصوصا أنها لذيذة ومفيدة في الوقت نفسه، لغناها بالفيتامين «ج» المضاد للأكسدة، بالإضافة إلى الإكثار من شرب المياه.
وفي السياق نفسه، تنصح البدوي بتحفيز البكتيريا النافعة في الجسم، لقدرتها على الدفاع عن النظام الهضمي كتناول الألبان والأجبان ومشتقاتهما، والألياف الغنية بالفيتامين «ب».
وعلى الرغم من أن الأطفال لا يشربون السجائر، غير أن دخانه يتغلغل داخل الشعب الهوائية، وتقول البدوي «يعد التدخين السلبي من الأسباب المهمة التي تصيب أولادنا بالأمراض، خصوصا تدمير خلايا الدم الحمراء»، لذلك تناشد الأهالي الامتناع عن التدخين بحضور أطفالهم، بالإضافة إلى أهمية الحفاظ على نظافة الجسم والفم.
وفي النهاية، تؤكد الخبيرة أن إحاطة الطفل بالحنان والعناية، تجعله أكثر مرونة واستيعاباً للأمور التي يراها أو يتعلمها في حياته اليومية والعملية، وتقول «التلامس العاطفي والشعور بالأمان هما من العناصر الأساسية في الهرم الغذائي الصحي».
مسؤولية الأهل وكانت دراسة علمية أثبتت أن الأهل يلعبون دوراً في صحة أبنائهم البدنية، وفقاً للنظام الغذائي المتبع في المنزل؛ وقد استنتج الباحثون الأميركيون أن الصغار معرضون للإصابة بالسمنة بنسبة كبيرة في حال ولدوا لآباء مصابين بالسمنة، وذلك بعد أن تابعوا نحو 150 طفلاً منذ الولادة حتى بلوغهم التاسعة من عمرهم. ومن نتائج الدراسة، أعلن الباحثون أن 64% من الأطفال ذوي الأوزان الثقيلة ولدوا لآباء من أصحاب الوزن الزائد، في حين أن آباء 16% منهم يتمتعون بصحة سليمة، وأشاروا إلى أن البيئة المحيطة تؤثر على زيادة وزنهم، خصوصا أنهم يكثرون من تناول الطعام حين يفرض عليهم نظام غذائي معين، كما نصحوا الآباء بعدم الإلحاح وإجبار أطفالهم على أكل معين، لأنهم سيعرضونهم للزيادة في الوزن والإصابة بالإحباط.
وفي السياق نفسه، تسبب قلة النوم بدانة الأطفال، بحيث تقل معدلات نومهم عن الأطفال العاديين نحو 30 دقيقة يومياً.
بالإضافة إلى ذلك، أثبتت دراسات عدة أن الرضاعة الطبيعية تؤمن نوعاً من المناعة ضد السمنة، ما يشير إلى وجود علاقة بين الرضاعة الاصطناعية والوزن الزائد.
أنواع المأكولات المضرة بالصغار المشروبات الغازية: مواد صناعية وحافظة وغازات وكافيين والسكريات، تسبب خللاً في السلوك وتسبب قلة الحركة أو زيادتها وتخفض الشهية وتآكل الأسنان، تحرم من الاستفادة من الفائدة الغذائية للأطعمة المتناولة معها، تضعف الكالسيوم في الجسم ما يعيق بناء العظام ونموها، ويفضل استبدالها بالعصائر الطبيعية.
البطاطا المقلية والشيبس، مشبعة بالزيوت الدسمة والنشويات، تسبب زيادة الأملاح وعسر الهضم والإمساك والسمنة ومشكلات صحية على المدى البعيد مثل السرطان وتلف الكبد، ينصح باستبدالها بالمنتجات الطبيعية والخالية من الدهون والمواد الحافظة.
الحلوى الصغيرة والسكاكر: غنية بالسكر والنكهات الاصطناعية، تسبب الاختناق ونخر للأسنان والسمنة، يفضل استبدالها بالفاكهة.
الحلويات: غنية بالسكريات مثل الغلوكوز والفركتوز واللاكتوز والنشويات، مسببة للسمنة وزيادة الوزن وتسوس الأسنان، ينصح باستبداله باللبن أو الحليب مع البسكويت أو الفاكهة أو الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة.
النكهات والملونات الاصطناعية: مواد حافظة تدخل في تركيبة الكثير من المأكولات مثل اللحوم المعلبة والحلوى والشيبس، تسبب الحساسية والأمراض الجلدية والتنفسية، مراقبة الأنواع التي يتناولها الأطفال واختيار الأقل ضرراً ونسبة منها.
|