|
انقسم مشاهدو الفيلم العربي «تيمور وشفيقة»، المعروض حالياً في دور السينما المحلية، بين مؤيد ومعارض لقصة الفيلم، والتي قال البعض انها واقعية، فيما رأى بعض آخر أنها مجحفة بدور المرأة الطبيعي في الحياة، وفيما أثنى متفرجون على ثنائية منى زكي واحمد السقا بطلي الفيلم، خالفهم آخرون معلنين ان هذا الفيلم بالتحديد أنهى ثنائيتهما الناجحة، وذهب آخرون الى نقد السقا الذي لم يقدم أخيراً إلا أفلام الأكشن، في الوقت الذي شبهه البعض بالفنان الهوليوودي توم كروز.
وتحكي قصة الفيلم علاقة حب تجمع بين تيمور وابنة جيرانه شفيقة منذ الصغر، حيث يكبران معا، مع سيطرة دائمة من قبل تيمور، الذي التحق بكلية الشرطة، على شفيقة، التي تقرر لاحقاً ان تتمرد عليه وتتركه، لتتوالى الأحداث، ويرى المشاهد شفيقة الصغيرة في السن وقد اصبحت وزيرة للبيئة، وتلعب الصدفة دورها بأن يعين تيمور حارساً شخصياً لها، وفي رحلة عمل خارج البلاد يتم اختطاف الوزيرة ويسعى تيمور بكل الطرق لفك أسرها في مشاهد مليئة بالإثارة والحركة، ويقضي، بطبيعة الحال، على افراد العصابة، وسط مشاهد من الإثارة تبرز قوته واستعداده للموت لإنقاذها من ايدي المجموعة الإجرامية، الا انه يصاب بجروح في هذه المعارك، وخلال نقله الى المستشفى وهي معه في سيارة الاسعاف، تبلغه قرارها بترك الوزارة والتضحية بحياتها العملية للزواج به.
الفيلم حصل على نسبة ما بين صفر الى تسع درجات، وهو من بطولة أحمد السقا ومنى زكي وهالة فاخر وجميل راتب واخراج خالد مرعي.
فتى «الأكشن» لا يريد السقا، حسب أحمد حسن، «أن يخرج عن كونه فتى الأكشن، الذي مللنا منه في السينما المصرية، وكأنه اصبح موضة في ايامنا هذه» مضيفا ان «الفيلم هش ولا قيمة اخلاقية له»، مانحاً اياه ست درجات.
وخالفه الرأي صابر عبدالله الذي قال «لا يوجد في السينما المصرية فنان يجيد الأكشن مثل السقا»، مشيراً أن «الأكشن في الفيلم، وبراعة السقا في الأداء، انقذاه من تفاهة قصته»، مانحاً إياه سبع درجات. ووافقت على كلامه سارة عبدالموجود التي قالت بحماسة «أحببت الأكشن بسبب السقا الذي لا اتخيل ان أراه في أدوار اخرى»، وأضافت «بنية جسمه القوية ونظراته الثاقبة وابتسامته الجميلة، امور تسهم في جعله توم كروز الشرق» مانحة الفيلم تسع درجات. لكن تحكمات تيمور حسب شيرين رضا «جعلت من شفيقة المرأة الطموحة، والمتمردة على كل العوائق التي تحول بينها وبين تحقيق رغباتها، تتنازل وفي مدة قصيرة عن كل هذا، مقابل حب رجل اناني ومسيطر، ولا يهمه سوى شكلها وجسدها ويتحدث معها كغبية»، وأضافت «شفيقة تتخلى عن مهنتها كوزيرة وتكتفي بدور الحبيبة، وكأن النجاح والحياة الزوجية لا يتفقان» رافضة اعطاء اي نتيجة بسبب نفورها من فكرة الفيلم. لكن امين عبدالفتاح كان له رأي آخر، اذ قال ان «الفيلم أوضح جانباً مهماً من الواقع الذي نعيشه، وهو ان الشاب بطبيعته مسيطر على الفتاة، ومن الطبيعي جداً أن يسألها الى اين هي ذاهبة ومتى ستعود، فنحن شرقيون ولدينا عادات وتقاليد»، مانحاً الفيلم سبع درجات.
تناقض
لكن الفيلم كان «متناقضاً الى درجة استغبى فيها المشاهد العربي» على حد تعبير سها صبري، موضحة «نرى شفيقة رغم وصولها إلى منصب وزيرة للبيئة لا تحمل أي نوع من الثقافة، وظهرت غبية ولا تجيد الحديث، وتكون في قمة السعادة اذا اهداها تيمور «عروسة لعبة»، ناهيك عن صغر سنها الذي لا يؤهلها إلى أن تكون في هذا المنصب»، مؤكدة ان «الفيلم وجه اهانة كبيرة بحق المرأة، ورسالة تحرضها على ترك العمل مقابل التضحية من اجل الرجل»، مانحة الفيلم خمس درجات. ووافقتها الرأي ميسرة محمد «لم اتوقع من مؤلف فيلم «سهر الليالي» الذي كان مشبعاً بالرومانسية والعاطفة ان يقدم فيلم «تيمور وشفيقة» بهذا الشكل المجحف بحق المرأة ودورها في الحياة» مانحة اياه علامة صفر.
محمد حرب وأمين عبدالفتاح
ثنائي ناجح ورأى محمد حرب ان «السقا ومنى زكي اثبتا انهما ثنائي ناجح بكل المقاييس، ولم تنجب السينما المصرية مثلهما الى الآن»، مضيفا أن «مجرد اشتراك هذا الثنائي في فيلم كفيل بنجاحه، الأمر الذي اثبته شباك التذاكر» مانحاً الفيلم سبع درجات، وخالفته في الرأي منار محمد «كنت أظن أن الفيلم رومانسي، لكنى فوجئت بأنه لا يحمل أي نوع من الرومانسية، فالعلاقة تافهة وغير مبررة منطقياً، ناهيك عن أن والدة شفيقة في الفيلم راضية بهذه العلاقة التي تجمع ابنتها بشاب لسنوات من دون أن تطلب منها وضع حد ونهاية لهذه العلاقة، بصراحة الفيلم غير واقعي والأسرة فيه مهلهلة، وكنت أظن ان يقدم ثنائي السينما المصرية دورين اهم من ذلك بكثير» مانحة الفيلم درجة صفر. اما عبدالرحمن الدريسة فقال «ان السقا بالغ كثيراً في هجومه على شفيقة التي من المفترض انها حبيبته، ودمر خلال هذا الدور الصورة الوردية للثنائي الأجمل حالياً في السينما العربية» مانحاً الفيلم ست درجات.
عبدالرحمن الدريسة أحمد حسن
قالوا عن الفيلم: الناقدة ماجدة خيرالله: أكبر صدمة في تاريخ السينما جاءت من هذا الفيلم، فكم من مهانة تعرض لها الرجل والمرأة على السواء، فعقلية الرجل تهمشت، وأظهر الفيلم أن الرجولة ما هي إلا فرض الرأي والعضلات، وسطّح صورة المرأة، ومن يقول إن هذا العمل رومانسي فهو مخطئ، فلا يوجد أي مشهد في الفيلم يحمل مفهوماً للرومانسية. الناقد طارق الشناوي: وأنا أشاهد هذا الفيلم أصبت بالتوهان فلم أعرف ماذا يريد أن يقدم الأبطال، وهل هو عمل رومانسي أم اجتماعي أم أكشن، ولا أعرف ما القيمة الدرامية في أن تتحول فتاة بكل هذا الطموح إلى ست بيت وتترك وزارتها وبكامل إرادتها ليتوافق ذلك مع رغبة الرجل ومنطقه في الفيلم. مؤلف الفيلم تامر حبيب: الفيلم مختلف عما عرض في السنوات الماضية، فهنا وجدنا عائلات مصرية وليس بطلاً وبطلة فقط، كما أن الفيلم ناقش بوضوح العلاقة بين الشباب والفتيات، ولا تُجدي المقارنة بين هذا الفيلم وبين فيلم «سهر الليالي» لأن نوعية الموضوع مختلفة وكل فيلم له متطلباته. |