أجهزة الترفيه في السيارات تقلل تركيز السائقين
|
|
|
|
حذَّر خبراء الأمان من كثرة وسائل الترفيه والتسلية في السيارات والآلات الحديثة مثل أجهزة الإرشاد الالكترونية، كونها لا تجعل السائق يركز اهتمامه على ما يجري أمامه على الطريق. ويتجاوز ما يوجد في السيارات الآن مجرد وجود جهاز راديو كاسيت كما كان عليه الحال في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. لقد أصبحت السيارات في الوقت الراهن مراكز للتسلية بفضل أجهزة «الدي في دي» والشاشات المسطحة وأجهزة «الإم بي ثري» وأجهزة الإرشاد الإلكترونية. وفي البداية كانت أجهزة الإرشاد الإلكترونية تصدر مجرد أوامر صوتية بسيطة، أما الآن فإن الأمر مختلف حيث تعرض الأجهزة الحديثة من هذا النوع صوراً ثلاثية الأبعاد للشوارع والمباني بل ويتجاوز الأمر ذلك الآن أيضاً.
ويتسابق مصنعو السيارات في تزويد سياراتهم بأحدث التقنيات، حتى إن كان استخدامها أصبح ضرباً من ضروب الترف، فقد قامت «بي إم دبليو» بتوفير الانترنت في عدد من سياراتها، حيث يتم عرض محتويات من الشبكة العنكبوتية مثل البريد الالكتروني على شاشات مسطحة ضمن نظام القيادة المتصل بالانترنت الذي توفره الشركة والذي ينقل البيانات بسرعات كبيرة. وإدراكاً منها لمخاطر ذلك على الأمان على الطرق فقد عملت «بي إم دبليو» على أن يكون الدخول على الانترنت في السيارة مقيداً وتظلم الشاشات المسطحة عندما تزيد سرعة السيارة على خمسة كيلومترات في الساعة. وأشار خبراء الأمان إلى خطر أن تصرف هذه المعدات الحديثة في التسلية والإرشاد انتباه السائق عند مشاهدة فيلم من قبل ركاب السيارة المرافقين له والثرثرة في التليفونات المحمولة التي برفقتهم، لاسيما حين يقترن ذلك بصوت جهاز الإرشاد الذي يصدر الأوامر لتوجيه السائق. ويقترن ذلك بالصعوبات التي يواجهها السائق في التعامل مع عدد كبير من الأزرار والمفاتيح في اللوحات التي أمامه. وانتقد اتحاد السيارات الألماني الكم المتوافر من الصور المتحركة في السيارة، موضحاً أن الكثير من أجهزة الإرشاد في السيارات تعرض الكثير من الصور المتحركة التي تصرف انتباه السائق. وشدد على ضرورة أن تظل هذه الأجهزة تتسم بالبساطة التي كانت عليها من قبل وأن يقتصر عملها على الأوامر الصوتية. ويبدو أن شركات صناعة السيارات لم تعد تجد ما تجتذب به المشترين، بعد أن وفرت احتياجاتهم على صعيد تقنية الصناعة نفسها، ولهذا فقـــد شرعت في لفت انتباههم عن طريق توفـــير التقنيات الترفيهية من مسجلات ومشـــغلات أسطوانات وغيرها. ويبدو أن هذه الشركات باتت تراهن على أن المشتري سيقضي وقتاً أطول في سيارته مما اعتاد أن يقضيه، وربما تراهن على أن يقيم فيها، كما يعلق بعض المتندرين. فقد وقعت «ديملر-كرايزلر» اتفاقاً مع شركة «سيريس» المتخصصة في تقنيات الترفيه اللاسلكي، من إذاعة وتلفزيون، لتزويد سياراتها بالخدمة التلفزيونية. وسوف تقوم الشركة بتوفير هذه الخدمة لسيارات «كرايزلر» والحافلات الصغيرة (المينفيان) خلال العام الجاري، بحيث يتم وضع تلفزيونات صغيرة في المقاعد الخلفية لهذه السيارات. وتبلغ تكلفة النظام التلفزيوني اللاسلكي نحو 470 دولاراً، بما في ذلك رسوم الخدمة للسنة الأولى. وكانت شركة «فورد موتورز» قد وقعت اتفاقية طويلة الأجل مع قسم الإلكترونيات في شركة «سوني كورب»، لتزويدها بأنظمة صوتية خاصة لسياراتها من «فورد» و«ميركوري» المختلفة، بدءاً من العام المقبل. وتأتي هذه الخطوة لاحقة لاتفاق آخر وقعته «فورد» مع شركة البرمجيات الأميركية العملاقة، «مايكروسوفت»، لتطوير نظام «سينك» للاتصالات والترفيه اللاسلكي في سياراتها الجديدة. ونظام «سينك» هو عبارة عن نظام تشغيل تفاعلي يتيح ربط أجهزة تشغيل الموسيقى الشخصية الرقميةiPod بسيارات فورد، مانحاً السائق إمكانية اختيار الأغنيات أو المقطوعــات الموســـيقية المطلوبة عبر أوامر صوتية مباشرة أو باستخدام المقود. ولمزيد من الراحة لمن يرغب في اقتناء سيارة، تواظب مختبرات علمية أميركية منذ فترة على تزويد السيارات بإضافات تكنولوجية عبر تصميم مجموعة من الخدمات الإلكترونية الخاصة، التي تتراوح بين كاميرات داخلية، ونظام خاص للأوامر الشفهية. ومن أبرز تلك الخدمات الإلكترونية المقدمة، الإغلاق الأوتوماتيكي للسيارة بمجرد ابتعاد سائقها عنها لأكثر من ثلاث خطوات، ومشغل خاص لأفلام الفيديو، وسخان داخلي لأكواب المشروبات، وقفازات تعمل بتقنية المكيّف الكهربائي. وكانت شركة «رينو» الفرنسية قد أشارت إلى أنها تنوي طرح طراز جديد من سيارتها «توينغو 2»، بحيث تشكل الإضافات التكنولوجية أبرز ما شهده الطراز من تحديث فضلاً عن زيادة المساحة التي تقلّ أربعة أشخاص. وتتضمن اللوحة الإلكترونية مفاتيح كهربائية وإلكترونية تسمح للراكب باستخدام وسائل الاتصال الحديثة، فضلاً عن قراءة الأقراص المدمجة ووسائل المتعددة الوسائط «الملتمديا». ليس ذلك فقط، فقد تمّ تـزويد السـيارة أيـضاً بقارئ سرعـات تناظـري مرتبط بشبكة الانترنت عبر تقنية «البلوتوث» ومزوّد بكاميرا. |