اتفاق دولي على حظر القنابل العنقودية


بعد مفاوضات صعبة دامت 10 أيام، اتفقت الدول الـ111 المشاركة في مؤتمر دبلن، الليلة قبل الماضية، على مسودة معاهدة تحظر استخدام القنابل العنقودية في العالم، في مبادرة اتخذتها الحكومة البريطانية في اللحظة الأخيرة، وذلك في ظل غياب دول كبرى تملك مخزوناً كبيراً من هذه القنابل كالولايات المتحدة وروسيا والصين وإسرائيل.

 

 ومن المقرر توقيع المعاهدة رسمياً خلال حفل يقام في اوسلو في الثاني والثالث من ديسمبر المقبل قبل ان تصدّق عليها كل الدول الموقّعة عليها. وكان يفترض اختتام المؤتمر اليوم، لكنه انهى اعماله قبل يومين من موعده المقرر بعد التوصل الى اتفاق بعيد اعلان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ان بريطانيا ستعطّل جميع ما لديها من قنابل عنقودية.

 

واعرب براون عن الأمل في «رفع العقبات للتوصل الى اتفاق دولي يحظر استخدام القنابل العنقودية». وبعد التوصل الى الاتفاق اعرب براون عن «ارتياحه» لمسودة المعاهدة، معتبراً ان النجاح في تطبيقها «سيجعل العالم اكثر امانا». واشاد بالحكومة الايرلندية وبكل الأطراف المشاركة، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

 

وجاء في النسخة الفرنسية للمسودة التي تم التداول بها فور انتهاء المفاوضات ان «المعاهدة حول القنابل العنقودية» تنص على تعهد كل دولة موقعة عليها «بعدم استخدام، في اي حال من الأحوال، القنابل العنقودية، وعدم انتاجها وامتلاكها وتخزينها ونقلها الى اي طرف بشكل مباشر او غير مباشر وعدم دعم او تشجيع اي جهة على القيام بأي نشاط تحظره هذه المعاهدة».

 

 وبحسب مسودة النص تنطبق المعاهدة «على القنابل الصغيرة المتفجرة المصممة خصوصاً لإلقائها او طلاقها من قاذفات تجهز بها الطائرات» لكنها لا تشمل الألغام. وتنص المادة الثالثة من النص على تعهد كل دولة بتدمير القنابل العنقودية «بأسرع وقت، وفي موعد لا يتعدى الثماني سنوات» من موعد بدء تطبيقها.

 

ومن الممكن تمديد هذه المهلة لأربع سنوات كحد اقصى على ان تمدد مجدداً لفترات مماثلة من دون «تجاوز عدد السنوات الضرورية» لتدمير هذه الأسلحة.

 

يذكر أن القنابل العنقودية كناية عن مستوعبات تفتح اثناء القائها وتنشر مئات من القنابل الصغيرة لا يزيد وزن كل واحدة على 20 كلغ في محيط منطقة التحليق. ولا تنفجر ما بين 5% الى 30% من هذه القنابل عند الارتطام بالأرض، وتشكل تهديداً مستمراً لسكان المناطق «الملوثة» بها. واكثر الدول التي تعاني منها هي لاوس والبوسنة والعراق وافغانستان ولبنان.
 
نقاط رئيسة في المعاهدة 
يمكن للدول الاحتفاظ، او اقتناء، عدد محدود من القنابل العنقودية في التدريب على رصد القنابل العنقودية، وتقنيات تدميرها. 

 تتعهد كل دولة موقّعة على المعاهدة تدمير او التحقق من تدمير القنابل العنقودية في المناطق الواقعة تحت سلطتها بعد 10 سنوات من بدء تطبيقها. 

 

على الدول تقييم التهديد الذي تطرحه القنابل، وتحديد المناطق الملوثة بها. 

 

على الدول التي تنتشر فيها قنابل عنقودية ان تقدم المساعدة للضحايا، بما في ذلك المساعدة الطبية، وبرنامج اعادة تأهيل ودعم نفسي، واعادة دمج في المجتمع. 

 

على الدول تقديم المساعدة الاقتصادية والاجتماعية للمناطق الملوثة بالقنابل العنقودية، اذا استطاعت. 

 

على الدول الموقعة على المعاهدة ان تشجع الدول غير الموقعة على تعليق استخدام القنابل العنقودية. 

 

لا يمكن للدول الموقعة على المعاهدة ان تطلب استخدام القنابل العنقودية.  تدخل المعاهدة حيز التنفيذ بعد ستة اشهر من تصديق 30 دولة عليها.

الأكثر مشاركة