«إنديانا جونز» يعيد لهاريسـون فورد شبـابـه

  

شعر غالبية مشاهدي الجزء الرابع من سلسلة  «إنديانا جونز»، الذي كان فيلم الافتتاح في الدورة الحالية  لمهرجان «كان» السينمائي، ويعرض حالياً في دور السينما المحلية، بالرضا  والسعادة  بأن اعاد لهم مخرج الفيلم ستيفن سبيلبرغ علاقة جميلة بينهم وبين انديانا جونز، وقال البعض إنهم كانوا قلقين تجاه أداء بطل الاجزاء الثلاثة السابقة هاريسون فورد الذي تجاوز عمره الـ65 عاماً، ولكنهم فوجئوا ببراعته على حد تعبيرهم، خصوصاً أن الجزء الرابع جاء بعد 18 عاماً من الغياب، واعتمد على المخرج والمنتج والبطل أنفسهم، والبعض الاخر أعجب بنوعية القصة التي دمجت بين الحركة والكوميديا، مجمعين على ان سبيلبرغ هو المخرج الذي يتلاءم مع متطلبات الاجيال المختلفة والعصر.


ففي الجزء الأول من الفيلم، تنقل انديانا جونز بين هتلر والوصايا العشر، أثناء بحثه عن تحف ذات تأثيرات خارقة يحتاج إليها كل من يرغب في السيطرة على العالم. وفي الجزء الثاني، لاحق جونز، برفقة مغنية ملهى ليلي وصبي صغير، يساعدانه على مواجهة الأخطار المحدقة به، خلية سرية خطرة للغاية، تملك جوهرة مقدسة بقوى لا مثيل لها. وفي الجزء الثالث، التقى انديانا جونز والده شون كونري، فخاضا معاً تجربة البحث عن كأس مقدّسة تعود إلى 2000 سنة، ويطمح إليها ضابط عسكري، ظنّاً منه أنها قادرة على منحه قوة تجعله يسيطر على العالم، ليعود جونز الذي اظهره سبيلبرغ اكبر من عمره الذي أداه قبل 18 عاماً ب20 سنة، ليبحث عن الجماجم المغطاة بالكريستال والتي قد تؤدي به الى اماكن اخرى أكثر رعباً، و اكتشاف أسرار أكثر غرابة، ويجد جونز نفسه في خضم الحرب الباردة مع سباق تسلح نووي يتبلور سريعاً، إذ إنه يواجه عدداً من الشيوعيين الروس بقيادة العالِمة المسيطرة إيرينا سبالكو، وينطلق النزاع بينهما بهدف الحصول على جمجمة غامضة تعود إلى عصور ما قبل كريستوف كولومبوس في غابات بيرو. 

 

شارك هاريسون فورد البطولة كل من  شيا لابوف وكيت بلانشيت وراي وينستون وقد منح المشاهدون الفيلم درجة راوحت بين ثماني الى 10 درجات.

 
 
سيف المنهالي وأحمد البدري.        سلطان المنهالي ومحمد خلف.
 

ترابط بين الأجيال
قالت صابرين المعز إن «الفيلم الذي غاب لـ18 عاماً مضت جعلني اتواصل مع اخي الكبير بشكل لم أتوقعه في حياتي»، وأضافت «كان أخي من محبي سلسلة أفلام جونز، ولكن انشغالاته الكثيرة حالت بينه وبين مشاهدته التي أوكلني بها لنقل تفاصيله إليه»، مانحة الفيلم 10 درجات. وبدوره قال سلطان المنهالي «شاهدت افلام جونز الاربعة ولكن هذا الجزء هو الافضل بينها»، وأضاف «مع انني لم اكن مولوداً قبل 18 عاماً إلا انني حرصت على مشاهدة هذه السلسلة التي شاهدها الكثيرون ممن اعرفهم، وشجعوني على حضوره في الجزء الرابع منه، في دار السينما لأن الاحساس يكون مختلفاً» مانحاً الفيلم تسع درجات.


ووافقه الرأي أحمد البدري الذي قال «من الجميل ان نشاهد فيلماً قام يمشاهدته اشخاص تفصلنا عنهم 18 عاماً»، وأضاف «الفيلم جميل ويستحق المشاهدة فالمغامرة المبطنة بالكوميدية والتي يؤديها اهم الهوليووديين جديرة بأن تكون من ضمن أرشيفنا السينمائي في المستقبل».


بطولة متجدّدة
وأبدى صهيب محمد إعجابه بأداء بطل الفيلم هاريسون فورد «هذا العبقري لا يكبر ابداً فهو رائع بكل المقاييس واستطاع ان يقنعنا بأدائه»، مانحاً الفيلم ثماني درجات.


وبدورها قالت دارين اللبدي «استطاع فورد ان يعيد نبض ادائه بطريقته الخاصة على الرغم من كبر عمره»، وأضافت «هذا الممثل متجدد دائماً ومفاجئ ايضاً لكل معجبيه» مانحة الفيلم 10 درجات.


فيما علّق سيف المنهالي «رجل تجاوز عمره الـ65 عاماً ومع ذلك مازال يؤدي دوره بهذه البراعة يستحق التقدير والثناء»، وأضاف «على الرغم من ان شخصية انديانا جونز يجب ان تكون فتية وشابة ومغامرة، ومع ذلك جسد كل هذا بطريقته الخاصة»، مانحاً الفيلم تسع درجات ونصف الدرجة.


وفي المقابل قال محمد خلف «جدد فورد شبابه في فيلم انديانا جونز وعاد بالفعل 20 عاماً للوراء مع بعض المكياج وتسريحة الشعر المقنعة والتي منحته مصداقية اعجبت بها كثيراً واقتنعت بدوره الرائع»، مانحاً الفيلم ثماني درجات.

 

سبيلبرغ مخرج العصر
وترى نها سلامة «ان افلام سبيلبرغ تتناسب مع الذوق العام ويحبها الكبير والصغير»، وأضافت «انه مخرج العصر بلا منازع وهو القادر على إثارة عاطفتنا واضحاكنا في آن واحد»، مانحة الفيلم 10 درجات.

 

وفي المقابل قال ايهاب العبد إن «سبيلبرغ مخرج صانع معجزات في عصر مصاب بتخمة المخرجين التجاريين، فهو القادر على ان يعيدنا الى سنين مضت دون الشعور بمرورها» مانحاً الفيلم 10 درجات. وليس غريباً بالنسبة الى رائدة سعادة «على مخرج ميونيخ وحرب العوالم واقبض علي إذا استطعت ان يخرج لنا فيلما بهذا الإبداع، فهو الإبداع بحد ذاته»، مانحة الفيلم تسع درجات.   

 

حول الفيلم 
حقّقت الأجزاء الثلاثة الأولى أرباحاً مالية بلغت 1.2 مليار دولار أميركي منذ انطلاقة السلسلة في العام 1981، اما الفيلم الرابع فقد بلغت تكاليف إنتاجه وميزانية ترويجه العالمي 335 مليون دولار أميركي «كما ورد في تحقيق نشرته المجلة الفرنسية «إكسبرس» في عددها الصادر بتاريخ 15 مايو 2008»،  ترويجاً له ولبطله العائد بعد غياب طويل، خصوصاً أن الجزء الثالث (انديانا جونز والحملة الصليبية الأخيرة 1989) حقّق نحو نصف مليون دولار أميركي كإيرادات عالمية، منها 6.2 ملايين بطاقة مبيعة في فرنسا وحدها.

 

وهذا ما يُذكّر بالنجاح التجاري الكبير للجزء الأول (1981) بعنوان «مغامرات القوس الضائع»، إذ ما ان جمع المنتجون 390 مليون دولار أميركي من عروضه التجارية العالمية (6.2 ملايين بطاقة مبيعة في فرنسا)، حتى قرّروا إنتاج جزء ثانٍ بعنوان «انديانا جونز والمعبد الملعون» في العام 1985 بتكلفة إنتاجية قدرها 28 مليون دولار أميركي فقط، أفضت إلى أرباح بلغت 211 مليون دولار أميركي (5.6 ملايين بطاقة مبيعة في فرنسا)، لكن على الرغم من بلوغ إيرادات الجزء الثالث ما يُقارب 500 ألف دولار أميركي، في مقابل تكلفة إنتاجية لم تتجاوز 48 مليون دولار أميركي، فقد آثر المنتجون إيقاف السلسلة 18 عاماً ليعود هذا العام ويحقق أعلى الإيرادات حول العالم.

 
 
بطاقة شخصية

 

هاريسون فورد  ولد يوم 13 يوليو 1942 في شيكاغو، كان أبوه يعمل في مجال الإعلانات بشكل عام بالإضافة إلى أنه عمل ممثلاً في الإذاعة أحياناً، التحق بكلية ريبونو في قسم الفلسفة، وفي عام 1964 ذهب إلى هوليوود مع زوجته وزميلته في الكلية ماري ماركوارد. 

 

كانت شركة كولومبيا أول من اكتشف موهبة فورد وسارعت بتوقيع عقد معه، ضمن برنامج يهدف إلى البحث عن ممثلين وممثلات جدد جيدي المظهر، ولكن الشركة أنهت عقدها معه بعد 18 شهراً، بعدها وقع فورد عقداً مع شركة يونيفيرسال. 

 

وفي عام 1977 حصل على أول دور رئيس له في فيلم «حرب النجوم» والذي مثل فيه دور الكابتن «هان سولو»، بقيادة المخرج «جورج لوكاس»، وحصد الفيلم 10 ملايين دولار في أسبوعه الأول ،بعد ذلك وفي عام 1980 مثل في فيلم (باك ستريك امبيير) وهو الجزء الثاني من سلسلة حرب النجوم والذي حقق نجاحاً يعادل نجاح الجزء الأول.  

 

تزوج هاريسون فورد من الكاتبة ميليسا ماثيسون عام 1983 وكاد أن ينفصل عنها في أواخر العام الماضي إلا أنه تراجع عن ذلك.

 

ولفورد من زواجه الثاني طفلان مالكوم وجورجيا، ويسكن فورد وعائلته في منهاتن، ويجيد فورد قيادة الطائرات الخاصة حيث يمتلك أسطولاً مكوناً من ست طائرات.
 

الأكثر مشاركة