لولوة آل خليفة: أنا شاعرة صوفية
|
|
|
|
ألغت الشاعرة الشيخة لولوة آل خليفة، وفي اللحظة الأخيرة، إصدار ديوانها الشعري النبطي المسموع، لاعتبارات عدة منها انتماؤها الى عائلة محافظة، وإيمانها بأن «الديوان الشعري المكتوب أفضل بكثير من المسموع»، فالشعر بنظرها يتغير ويتطور كل يوم، هناك معنى داخلي لكنه متغير»، وأوضحت انها «شاعرة صوفية» تعمل على تحويل ديوانها الشعري المسموع الى كتاب سيصدر قريبا.
وأكدت الشاعرة لولوة التي تشارك في ملتقى الشارقة للشعر العربي، ميلها الى كتابة الشعر المحكي والمعيش، التي تنوعت فيها تجربتها بين الشعر الوطني والقضايا الانسانية والعاطفية، المشحونة بحسّ صوفي تناجي فيها الله عز وجل، «أنا اقرب إلى الصوفية والذكر والتهاليل، ويعجبني الكثير من شعراء الصوفية، ومنهم رابعة العدوية التي قرأت غالبية قصائدها، إضافة الى الكثير من نتاجات الصوفية التي اقتنعت ببعض منها ورفضت البعض».
وتابعت لولوة «لا أنكر أن لله كرامات يعطيها لبعض البشر، لكن هناك من يسيء إلى الصوفية في هذا الجانب، وهناك فرق بين الكرامة الإلهية، والسحر والشعوذة». ورغم اقتراب أجوائها ومناخاتها الى المناخات الصوفية فإن القضايا الوطنية لا تغيب عن قصائدها. ووصفت الأستاذة المساعدة في البحث والتدريس بجامعة البحرين قسم اللغة العربية، الساحة الشعرية والثقافية في البحرين بأنها «خاضعة لأسماء محددة مكرسة ومكررة كالشعراء قاسم حداد، وعلي الشرقاوي، ورغم أهميتهما الكبيرة،فإن هناك تجارب لشعراء آخرين في البحرين لم تأخذ حقها في الانتشار بسبب تكريس أسماء محددة تقرأ وتشارك دائما داخل الساحة الشعرية وخارجها. في البحرين تعاني الساحة من الشللية، والتي تسهم في كمّ الأنفاس للشاعر الحقيقي».
تأثر
ولا أنكر فضل الشيخ الشاعر احمد بن محمد آل خليفة في التأسيس ودعم الحركة الشعرية، من خلال إنشاء النوادي الشعرية التي خرج منها الكثير من التجارب والاسماء التي انتشرت وعم حضورها أرجاء الوطن العربي».
ووأوضحت لولوة أن الشعر «حالة انفجار، لا أستطيع كتمها، هو رفيق درب، ونعمة من الله، ونهر متدفق لا أستطيع ايقافه».
واعتبرت أن الشعر أعطاها الحرية، وكان ولا يزال المتنفس الوحيد والمفضل»، وأضافت «أقمت أمسيات شعرية عدة داخل البحرين، والآن توقفت بهدف التفكير والتأمل بهذه التجربة، فالشعر في حياة الشاعر ينقسم إلى مستويين، مرة لاختزان التجربة وأخرى لتفجيرها كبركان، بعد أن يضع فيها نفسه وعقله وقلبه وروحه، في شعري لا أضع خطوطاً حمراً، لكن نحن في بلد محافظ، الحرية موجودة، وكل إنسان مسؤول عما يفكر به، فعندما أقول إني من عائلة محافظة هذا ليس معناه التقييد، بل معناه الحرية، التي لا تخضع إلى شيء أو قيد إلا للدين الإسلامي».
وأوضحت أنها هي من تضع القيود لنفسها «وأنا اسمع ديواني لاحظت هناك خللا في أن انشره في الأسواق فيبتاعه الناس كما يبتاعون أشرطة الكاسيت، وهناك الكثير من أفراد عائلتي اتفقو معي في هذا، أنا لا أقول إن صوت المرأة عورة، وأرفض أن توضع المرأة على أرفف المحال، لإنها كنز حقيقي».
وعن تجربتها مع النثر بالفصحى تساءلت «متى انثر الشعر ومتى أضعه في قوالب؟ انثره عندما تتراكم في داخلي الصور والمعاني لدرجة أني لا أطيقها، فتنتشر على الورقة سطورا من النثر، أما في بعض الأوقات الجأ إلى القصيدة العمودية، عندما تكون مشاعري أكثر ترتيبا وتناسقا»، وعن الحراك الثقافي الذي تشهده الإمارات قالت «لكل دولة زمان ورجال، ففي الأمس كان للبحرين السبق الثقافي في جميع الميادين، ولا احد ينكر ذلك، لكن من الطبيعي أن تنتقل عاصمة الثقافة من منطقة إلى أخرى».
وترى لولوة أن «الحداثة لا تتناسب مع اللغة المحكية أو الشعبية، بل هي أقرب الى الفصحى». وقالت «أتحسر أحيانا على أني اكتب بطريقة شعبية، اكتب بها لأنها تلامس وجداني، ولا اخفي فيها شيئا، وعندما اعرضها على الجمهور اعرضها كما ولدت، ولا ألجأ إلى من يغير أو يعدل فيها بحكم تجربته وسنه، وهذا لأني أؤمن أني سوف أتغير وأتجدد».
لا أحد يكتب لي قالت الشاعرة الشيخة لولوة آل خليفة «هناك من يعتقد ان ثمة من يكتب لي قصائدي نظرا لمكانتي الاجتماعية وانتمائي الى الاسرة الحاكمة، الشعب هو عائلتي، جمهوري قليل جدا، لأن ما أكتبه صعب، قد أخاطب الذات الإلهية في قصيدة عاطفية، لكن المتلقي العادي قد لا يدرك ذلك. في إحدى الأمسيات كنت مشاركة مع عدد من الشعراء وكان نحو 200 شخص في القاعة، وعندما جاء دوري للقراءة. وصار الجميع يمارسون ضغطا كبيرا باستثناء شخص أو اثنين. وفي ختام الأمسية جاءني شخص وقال اسمحي لي ولا انتظر منك ردا، هذا الجمهور ليس من مستواك، وما تقولينه لا يصل إليهم، لأنهم لا يفهمون، كان هذا الشخص هو جمهوري الوحيد تلك الليلة ويكفيني ما قاله لي».
وأكدت لولوة « أنا بحاجة إلى جمهور قليل يتلقى ما يخرج من قلبي، فيودعه قلبه، واعتقد أن الشعر نوع من الجنون وأن الموهوب أو الشاعر فيه نوع من الجنون، والمتلقي إذا لم يكن موهوبا فلن يتلقى الشعر».
|