السنيورة يجمّد «القرارات الخلافية» ضدّ «حزب الله»

 

أكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أمس  تمسك حكومته بسيادتها بأي ثمن متهماً حزب الله «باحتلال» بيروت. وفيما أعرب السنيورة عنالاستعداد لتجميد «القرارات الخلافية» ووضعها بعهدة قيادة الجيش ،أعلن الجيش عن إبقاء رئيس جهاز أمن المطار العميد شقير في موقعه، ودرس قضية شبكة اتصالات حزب الله.

وتفصيلاً قال السنيورة في كلمة متلفزة «على حزب الله ان يدرك ان قوة السلاح لن ترهبنا ولن تجعلنا نتراجع عن مواقفنا وقناعاتنا حتى ولو ذهب في استخدام السلاح الى أبعد مما أقدم عليه».

واضاف في الكلمة التي وجهها الى اللبنانيين من السراي الحكومي حيث يقيم في مقابل خيم اعتصام المعارضة «كنا صدقنا قوله (الحزب) ان سلاحه لن يوجه يوماً الى الداخل. لم نعد نقبل ان يستمر وضع حزب الله وسلاحه على هذا الوضع، لا يستطيعون ان يستمروا في هذه الحال». ووصف رئيس الحكومة بيروت بأنها «محاصرة ومحتلة» ، من قبل عناصر حزب الله الذين «لا يرون إلا العنف المسلح والارهاب وسيلة للتفاهم».

وهاجم مواقف الحزب بقوله «نادوا بالشراكة وهدفوا للاستئثار، روجوا للحوار وأعدوا للتصعيد، يتحدثون عن التهدئة ويعدون للحرب» وأكد أن «الحكومة لم تطرح يوماً نزع سلاح حزب الله بالقوة»، وأن «الانقلاب المسلح الذي نفذه حزب الله وأعوانه شكل طعنة مسمومة لحلم الديمقراطية وتداول السلطة في لبنان».

وفي إشارة لوم الى الجيش اعتبر انه لم يقم حتى الآن «بواجبه كاملاً».  وفي اطار طرحه للحل كرر السنيورة ما سبق وعرضه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري مساء الخميس الماضي من تسليم مسألة تنفيذ القرارين موضع الخلاف مع حزب الله الى الجيش.  وقـال إن «القرارين لم يصـدرا بعد عـن الحكـومة وسيصار الى وضعهما في عهدة قيادة الجيش، يلي ذلك  انسحاب المسلحين وفتح الطرقات وإزالة الاعتصام ليتولى الجيش وقوى الامن الداخلي الأمن فوراً وعندها كل مسلح يصبح خارجاً على القانون». وتتعلق القرارات المختلف عليها بشبكة اتصالات سلكية لحزب الله وبأمن المطار وتنحية  رئيس جهازه الأمني.

من جهتها أعلنت قيادة الجيش انها قررت الابقاء على العميد شقير على رأس جهاز أمن المطار «على أن تتخذ التدابير التقنية المناسبة بعد انتهاء التحقيقات، للحؤول دون تكرار ما حصل حفاظاً على أمن المطار وسلامته».

كما اعلنت انها قررت معالجة موضوع شبكة الاتصالات من قبل سلاح الاشارة في الجيش «بما لا يضر بالمصلحة العامة وأمن المقاومة».

وطلبت «من جميع الفرقاء، منع المظاهر المسلحة وسحب المسلحين وفتح الطرقات».  في سياق متصل اعلن مصدر في المعارضة انها ترحب ببيان قيادة الجيش وستقوم بإلغاء المظاهر المسلحة في بيروت، إلا انها قررت مواصلة العصيان المدني لتحقيق مطالبها. كما رحب زعيم تيار المستقبل  سعد الحريري بقرارقيادة الجيش معتبراً أن هذا الموقف «يفتح الباب أمام المعالجة المطلوبة». من جهتها قالت الولايات المتحدة إنها تستشير جيران لبنان ومجلس الامن الدولي بشأن إجراءات لـ«محاسبة» حزب الله والمسؤولين عن أعمال العنف الاخيرة التي شهدها لبنان. ولم يحدد البيت الابيض ما يقصده بقوله هذا، لكنه ألمح الى إمكانية اللجوء الى مجلس الأمن.
 
قطر تقلّل من أهمية نتائج «اجتماع القاهرة»   
قلّل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، من أهمية  اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يعقد اليوم في القاهرة للبحث عن مخرج للازمة في لبنان. وقالت مصادر في الجامعة العربية إنه من المتوقع ان تكون نسبة المشاركة الوزارية في الاجتماع مرتفعة. ولكن السفير السوري في القاهرة يوسف احمد قال إن حضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاجتماع الوزاري غير مؤكد بعد.
 
واوضح أنه لا يوجد بعد قرار نهائي بشأن مشاركة  المعلم، مشيراً إلى ظروف عائلية يمر بها إذ إن «شقيقته توفيت أمس ( الجمعة)». من جهته اكد حمد بن جاسم ، في تصريحات بثتها أمس قناة الجزيرة انه اتصل بزعيم التيار الوطني الحر في لبنان ميشال عون وبقائد الجيش العماد ميشال سليمان المرشح التوافقي للرئاسة في لبنان «لمحاولة ايجاد افكار قبل لقاء وزراء الخارجية». إلا انه اضاف «لا نتوقع الشيء الكثير اذا لم يكن كل الفرقاء اللبنانيين يستطيعون التوصل أو المساعدة في التوصل الى حل».
 
 من جهته اكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في تصريحات لقناة الجزيرة انه يواصل مشاوراته مع الاطراف اللبنانية ووزراء الخارجية العرب من اجل «إنقاذ الموقف» في لبنان. واكد موسى انه يتعين على العرب ان يتحملوا مسؤولياتهم تجاه «لبنان ككل وليس تجاه هذا الفريق أو ذاك».
 

الأكثر مشاركة