انخفاض «سقف الحريات» يطغى على ملتقى «البث الإعلامي»


ناقش المشاركون في الملتقى العربي للبث الإعلامي دور التكنولوجيا الحديثة في إثراء العمل الاعلامي، ومدى امكانية الاعتماد على تجليات هذا التطور في العمل الاعلامي دون المساس بالمصداقية مثل الاستعانة بصور الهاتف النقال، متوقعين دوراً أكبر لها في المستقبل، وأكدوا أن بعض الدول العربية مازالت تعـيش في عصـر السـقوف، مشيرين إلى أن العمـل الإعـلامي والإنـتاج الدرامي يعانيـان من سقـوف حـريات تتـنوع بين السياسية والاجتماعية والاقتـصادية.

 

 وكانت الجلسة الأولى من برنامج اليوم الختامي أمس تناولت تغطية الملف الإيراني في وسائل الإعلام العربية، وأكد أيمن الصفدي مدير تحرير صحيفة «الاتحاد» ان تعامل وسائل الإعلام مع الحالة الإيرانية يختلف عن تعاملهم مع الحالة العراقية، مفسراً أن هذا يرجع إلى نجاح ايران في إثارة جدل إعلامي حولها، كما قدمت نفسها وكأنها القوة العربية والإسلامية التي تدافع عن مصالح العرب والمسلمين، مشيراً إلى عدم قدرة الإعلام العربي على الوصول إلى داخل إيران لتغطية الاحداث، وأن كثيراً من الأخبار والتغطيات والتصريحات التي يتم تقديمها عن إيران هي التي تصدرها، وتحرص ان تخاطب فيها مشاعر العداء لإسرائيل لدى الشارع العربي.

 

وأوضح الصفدي ان إيران وظفت الإعلام لخدمة قضاياها السياسية في حين لا يملك الإعلام العربي تحليلها بمعزل عن الصورة التي قدمتها ايران لنفسها.

 

بينما انتقد مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية، علي نوري زاده، تركيز وسائل الإعلام العربية على الوضع السياسي والرسمي في إيران، متجاهلاً حضارة وشعب عريق، لافتاً إلى أن الشارع الإيراني يختلف عن القادة الذين تتحدث عنهم وسائل الإعلام، مؤكداً ان الشعب الايراني يختلف عن قيادته السياسية فهو شعب مسالم ومحب للشعب الأميركي.

 

وكشف زاده عن ان معظم المراسلين العرب المقيمين في ايران يخضعون بشكل او بآخر للابتزاز من قبل اجهزة وجهات معينة هناك، ويمارسون عملهم في ظل ضغوط مختلفة زادت وطأتها في الوقت الراهن.  بينما نفت آيمي كيلوغ من «فوكس نيوز» تهيئة الاعلام الغربي منطقة الشرق الاوسط لهجوم مرتقب على ايران، مبينة ان كافة الاطراف تتعامل مع الوضع في المنطقة بحذر بعد أحداث العراق.

 


وتناولت الجلسة الثانية قضية تفعيل دور الدراما العربية، بمشاركة رئيس المراكز الثقافية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الدكتور حبيب غلوم، والفنانة آثار الحكيم وسامر المصري والناقد طارق الشناوي، وشهدت الجلسة جدلاً حول مستوى الدراما العربية، حيث رأى البعض انها متدنية وبعيدة تماماً عن المنافسة مع الدراما العالمية، او حتى الدراما في الدول المجاورة مثل ايران وتركيا، بينما ذهبت الغالبية إلى ان الدراما العربية بشكل العام والخليجية بشكل خاص استطاعت اخيراً ان تناقش قضايا اجتماعية مهمة لم يكن من الممكن التطرق اليها من قبل.

 

وانتقد حبيب سيطرة افراد معدودين على مجال الانتاج الدرامي والتحكم في المبدعين في دول الخليج، حيث يضع هؤلاء المنتجين حسابات المكسب والخسارة في الاولوية على حساب جودة العمل الدرامي، كمـا اتفـق المشـاركون عـلى افتقاد الدراما العربية لكـتاب السيناريو الجيدين. وحملت الجلسة الثالثة عنوان «المصادر الاعلامية الموثوقة»، وناقشت كيفية التعامل مع المواد والصور التي تصل إلى وسائل الاعلام من مصادر مختلفة خصوصاً مواقع الانترنت والافراد العاديين، واتفق المشاركون على ضرورة التعامل بحذر مع هذه المواد، وعدم تغليب الرغبة في تحقيق السبق الصحافي على المصداقية، مؤكدين أهمية العمل على تدقيق هذه الصور والمواد والتحقق من مصداقيتها، متوقعين دوراً اكبر للهواة في كشف العديد من الوقائع والعمل كمصدر لوسائل الاعلام في الاحداث المختلفة مثل الانتخابات المحلية، وما يشوبها من عمليات تزوير.

الأكثر مشاركة