الدم الاصطناعي يسبب الوفاة والسكتات القلبية
|
|
|
|
بسبب تزايد الحاجة إلى الدم في المستشفيات، لاسيما في حالات الطوارئ، حاول العلماء إيجاد بديل يمكن أن يحل مكان الدم الطبيعي. إلا أن الجهود لم تثمر، إلى الآن، عن أي نتيجة مطمئنة، رغم نجاح بعض التجارب في هذا المجال.
ويطمع العلماء منذ سنوات في الحصول على دم اصطناعي يمكن أن يكون بديلاً يغني عن الحاجة إلى التبرع بالدم البشري،حيث لا يقوم بالتبرع إلا أقل من 1% من تعداد السكان في 80 دولة. وفي دراسة حديثة، أكد علماء أن الدم الاصطناعي يضاعف احتمالات الوفاة، عند المرضى الذين يتم نقله إليهم، بنسبة 30%. كما يضاعف احتمالات الإصابة بسكتات قلبية ثلاث مرات. وتستمر الأبحاث للتأكد من نتائج هذه الدراسة.
استخدام محدود
وسعى الباحثون منذ فترة طويلة لإنتاج دم اصطناعي يستخدم في العمليات الجراحية ويمكن تخزينه. وتعددت الوسائل التي استخدمها العلماء، إلا أن «الهيموغلوبين» ظل النقطة المشتركة بين تلك الأبحاث. وتسهم جزيئات «الهيموغلوبين» في نقل الأوكسجين إلى أنسجة الجسم. وقد تمت تجربة الدم الاصطناعي في حالات طارئة محدودة، في الولايات المتحدة وأوروبا. ولم يتم السماح باستخدام هذا النوع من الدم على نطاق واسع، إلى الآن. وتقول دراسات مختلفة ان بدائل الدم يمكن أن تكون خطيرة جداً.
وبعد دراسة 16 تجربة قام بها أطباء أميركيون، في بعض المستشفيات، منذ 1998، تبين أن نقل الدم الاصطناعي يمكن أن يسبب مشكلات صحية للمرضى، بما في ذلك السكتات القلبية، وقد يؤدي الأمر إلى الوفاة أحيانا؛ حيث إن 164 مريضاً توفوا بعد تلقيهم دماً اصطناعياً من بين 1927 مريضاً خضعوا للتجارب. في حين أصيب 59 مريضاً بسكتات قلبية.
ومع ذلك، يقول الاختصاصي في المعاهد الوطنية لأبحاث الصحة، تشارلز ناتنسون، انه لا يجب إغلاق الباب أمام الأبحاث في مجال بدائل الدم، «ولكن يجب إجراء التجارب على الحيوانات بدل إجرائها على البشر مباشرة، إلى حين إيجاد المكونات التي تضر بالصحة». ومن جانبه، يقول الاختصاصي في الأمراض المعدية بمعهد أبحاث الصحة في أوتاوا، إن نتائج الدراسة أربكت العلماء والأطباء، ويتوجب التريث قبل استعمال «الدماء الاصطناعية».
نقص حاد
وأعلنت منظمة الصحة العالمية «أن أكثر من نصف مليون امرأة يموتون سنوياً أثناء الحمل والولادة، أو بعد الولادة، بسبب نقص التبرعات بالدم». وأشارت المنظمة العام الماضي إلى «أن 99% من هذه الحالات تحدث في الدول النامية، و25% منها تعزا إلى حدوث نزيف حاد». واعتبرت الصحة العالمية «أن عدم توافر الدم الاحتياطي الكافي في المستشفيات والمصحات أحد أهم أسباب العديد من الوفيات، خصوصاً في الدول النامية».
وفي سياق متصل، قام علماء بريطانيون من جامعة «شيفيلد» بتطوير نوع جديد من بدائل الدم، أطلق عليه اسم «الدم البلاستيكي»، وهي مادة «بوليمرية» التركيب، ويبدو الدم الاصطناعي سائلاً أحمر لزجاً كالعسل السائل، ولونه، كما في الدم الطبيعي يرجع إلى استخدام «البرفيرين» في المركب. تجدر الإشارة إلى أن بدائل الدم الاصطناعية ليست بديلاً كاملاً للدم الطبيعي لأنها غير قادرة على التخلص من منتجات «الايض»، مثل ثاني أكسيد الكربون، وتتمثل مهمتها الرئيسة في إشباع الجسم بالأوكسجين، ودعم ضربات القلب.
أول عملية نقل دم اصطناعي
تمكّن علماء سويديون من نقل دم اصطناعي لمريض سويدي بنجاح للمرة الأولى، في نوفمبر عام 2003،، في مستشفى كارولينسكا في العاصمة استوكهولم. ويذكر أن المريض تطوع لنقل الدم الاصطناعي الى جسمه أثناء خضوعه لعملية جراحية لزرع أجزاء من عظام الحوض له. وقال البروفيسور فيجرال، رئيس الفريق الطبي الذي قام بالتجربة «الجديد في هذا المركب انه لا يتسبب في أي أعراض جانبية؛ حيث إنه تركيبة بسيطة من عناصر موجودة بالفعل في الجسم البشري». وتعد تركيبة الدم الاصطناعي الجديد سراً لم يفصح أي من أعضاء الفريق عنه.
|