«الأسبوع السوري» يحتفي باللغة والموسيقى
|
|
|
|
ضمن فعاليات الاسبوع الثقافي السوري الذي تستضيفه الإمارات بمناسبة اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية، تحت عنوان «الأصالة وترسيخ الهوية العربية» بملامحها المختلفة وتجلياتها المتعددة، جمعت الأمسية التي أقيمت مساء أول من أمس بالمسرح الوطني بأبوظبي، بين محاضرة «خصائص اللغة العربية» التي ألقاها وزير الثقافة السوري د. رياض نعسان آغا، وقدم لها مدير إدارة الأنشطة الثقافية والمجتمعية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع د. حبيب غلوم، وبين موسيقى التخت الشرقي النسائي بكل ما حملته من أصالة.
واستعرض آغا خلال المحاضرة التي ضمنها العديد من التداعيات التاريخية والسياسية، وطرائف اللغة وكنوزها ما أكسبها الكثير من الحيوية والتشويق، عدداً من خصائص اللغة العربية ومن أبرزها انها من لغة القرآن الكريم، وهي الميزة التي تضمن للغة العربية الاستمرار والبقاء، مشيراً إلى اعتقاده بأن اللغة العربية هي تطور طبيعي للغة السومرية الأولى، والتي نتجت عنها تجليات منها اللغة الكلدانية والبابلية وأيضاً الكنعانية التي قدمت اول أبجدية في التاريخ، مؤكداً أن العرب ينتمون إلى الكنعانيين الذين يعدون أجدادهم، مستشهداً على ذلك بالآثار التي تم اكتشافها أخيراً وتؤكد ان الكنعانيين خرجوا من منطقة الخليج.
وأضاف الوزير السوري ان العربية لغة لا طفولة لها، وبالتالي لا شيخوخة لها، فمازالت الكلمات والحروف التي استخدمها العرب في أشعارهم ومعلقاتهم تستخدم حتى الآن، بينما نجد أن الأجيال الجديدة لا تستطيع قراءة كتابات شكسبير في انجلترا أو طاغور في الهند او كونفوشيوس في الصين نتيجة للتغيرات التي شهدتها اللغات في تلك الدول. ومن الخصائص التي ساقها المحاضر للغة العربية أيضاً «الإيجاز»، حتى قيل ان البلاغة هي الايجاز، حيث يمكن في اللغة العربية ان توجز في كلمة واحدة ما يحتاج إلى عبارة كاملة في اللغات الاخرى، كذلك تتميز العربية بأن لديها جذراً لغوياً، بمعنى ثنائية أو ثلاثية الكلمة حتى ان الكلمة الواحدة يمكن ان تفرخ ما يصل إلى 500 وزن، لافتاً إلى ان اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي تمتلك وزناً وميزاناً، كما ان هناك 7000 جذر لغوي فيها.
وأوضح آغا ان اللغة العربية من خصائصها انها لغة حروف، وتنقسم حروفها إلى حروف معان وحروف مبان، فالاولى لان لكل حرف وكلمة معنى لا يتكرر في الكلمات الاخرى واستخداماً خاصاً بها، والثانية تعني أن نفس الحروف يمكن ان تتحول إلى معنى آخر دون تغيير في تركيبها، فكل كلمة لها العديد من المشتقات في اللغة العربية، مشيراً إلى ان الكلمة في العربية ذات أوجه متعددة، حيث تصل الطاقة الاستيعابية للغة العربية إلى سبعة ملايين كلمة لا يتم استخدام سوى ما يتراوح بين 1500 و2000 كلمة فقط، بينما تصل الطاقة المعجمية لها إلى 220 ألف كلمة.
|