عصابة تخترق ماكينات «الصراف الآلي».. وتسرق الأرقام السرية للبطاقات

حذّرت بنوك في الدولة عملاءها من الوقوع ضحية لعصابات من محترفي السرقة الالكترونية، من خلال نسخ أرقام بطاقات الصراف الآلي والأرقام السرية، مستخدمين في ذلك أجهزة حديثة، كما اتخذت البنوك عددا من الإجراءات الاحترازية لحماية أجهزة الصراف الخاصة بها، ونبهت على موظفيها للتدقيق في المعاملات البنكية التي تتم من خلال الماكينات.

إشعار «المركزي»

وشددت البنوك إجراءاتها الاحترازية لتفادي أي تبعات لعمليات الاحتيال التي وقعت في الدولة اخيرا على خلفية تلقيها إشعارا من المصرف المركزي يكشف نجاح عصابة من محترفي القرصنة الإلكترونية في الحصول على أرقام عشرات من بطاقات الصراف الآلي من خلال استخدام وسائل مبتكرة وأجهزة حديثة، مستغلة وجود كثير من الجنسيات في البلاد وتعاملهم مع عدد كبير من البنوك في الخارج.

وأفاد الإشعار الذي وزعه المصرف قبل شهر تقريباً بأن أحد البنوك العاملة بالدولة أبلغ عن قيام عصابة من محترفي الكمبيوتر بإدخال قارئ الكتروني إلى فتحة قارئ البطاقات في احد أجهزة الصراف الآلي التابعة له، ما مكنهم من نسخ أرقام كل البطاقات التي تم استعمالها في جهاز الصراف المذكور في الفترة من 19 إلى 25 فبراير .2008

وأشار البنك إلى أن أفراد العصابة تمكنوا كذلك من الحصول على الأرقام السرية للبطاقات من خلال كاميرا فيـديو صـغيرة تم تثبيتـها فـوق جهاز الصراف بطريقة تسمح لها بمتابعة حركة إصبع مستخدم البطاقة على مفاتيح الماكينة ونسخ الأرقام التي يقوم بإدخالها.

ووفقا للإشعار الذي وقّع عليه المدير التنفيذي الرئيس لدائرة الرقابة والتفتيش على المصارف، سعيد عبدالله الحامز، وأكد دقة محتواه مسؤولون بالقسم الفني،

فقد أرسل مصرف الإمارات المركزي إلى كل البنوك الموجودة في الدولة قائمة ببطاقات الصراف الآلي الخاصة بعملائها الذين قاموا باستعمال أجهزة الصراف الآلي المملوكة للبنك الذي أبلغ عن عملية الاحتيال، منوها إلى ضرورة قيام البنوك بإيقاف استعمال بطاقات أجهزة الصراف الآلي المرفقة واستبدال البطاقات أو تغيير الرقم السري حسبما تراه مناسبا.

وطالب المصرف المركزي البنوك بإجراء مسح شامل لجميع أجهزة الصراف الآلي التابعة لها، والتأكد من عدم وجود أي آثار تدل على وجود تلاعب في الماكينة أو القارئ الخاص بها، مؤكدا على ضرورة موافاته بأي معلومات حول سحوبات مالية قد تكون تمت على البطاقات المرفقة ومصدر العمليات ومتابعة ذلك مع القسم الفني.

من جانبه، قال مصدر مسؤول في شرطة دبي «إن هناك تنسيقا دائما مع البنوك بشأن مثل هذه الجرائم الخطيرة التي يعتمد أصحابها على وسائل تكنولوجية حديثة، ويقوم موظفو المصارف بأدوار مهمة في ملاحظة أي تغييرات قد تطرأ على عملية السحب أو الإيداع من خلال ماكينات الصراف الآلي،

وتمكنت الإدارة العامة لشرطة دبي أخيراً من ضبط بطاقات مزوّرة لدى مجموعة من الأشخاص يحملون جنسيات آسيوية وأوروبية، بعد قيامهم بسرقة بيانات الحسابات والأرقام السرية لبطاقات صرف من بعض الدول، ومحاولتهم سحب مبالغ مالية من أجهزة الصراف الآلي بدولة الإمارات.»

وأشار إلى أن العصابات المتخصصة في مثل هذه الجرائم تستخدم أجهزة متطور للغاية، لافتا إلى أن الشرطة عثرت في وكر العصابة، التي قبض عليها في أواخر الشهر الماضي بدبي، على 1778 بطاقة الكترونية مزوّرة ومجموعة من أجهزة الحاسب الآلي المحمولة تحتوي على بيانات لأرقام سرية محفوظة،

بالإضافة لعدد من الأجهزة الإلكترونية الحساسة وماكينات لطباعة البيانات والأرقام على الأشرطة الممغنطة، وبعض الكاميرات الصغيرة التي تستخدم في سرقة الأرقام السرية.

وكانت الشرطة قد اكتشفت أن محترفي السرقات الالكترونية يقومون بتغذية الأشرطة الممغنطة الموجودة على بطاقات الصراف الآلي المزورة بمعلومات وأرقام حسابات وأرقام سرية مسجلة باسم عملاء في بنوك خارجية،

يقيمون في دول أخرى، لتتم عملية السحب بعدها من البنوك المحلية، التي تعتبر المتضرر الأول من هذه الجرائم، خصوصاً وأن أصحاب الحسابات وبيانات هوياتهم غير موجودة أساسا في دولة الإمارات.

خطوات وقائية

وأفاد رئيس الشؤون المالية في مصرف دبي، أحمد الشال، بأن إدارة المصرف تجري عدداً من الخطوات الوقائية لتفادي عمليات الاحتيال المصرفي،

التي تعتمد على وضع كاميرات دقيقة قرب أجهزة الصراف الآلي لمعرفة أرقام البطاقات السرية الخاصة بالعملاء، وتابع «إجراءات المصرف الاحترازية تشتمل على جولات رقابية على مواقع أجهزة الصراف الآلي التابعة للمصرف للتأكد من عدم وجود أي أجهزة غريبة أو أجهزة تصوير صغيرة قرب أماكن أجهزة الصراف الآلي».

وأضاف أن «خطط المصرف المستقبلية تشمل استخدام تقنيات البطاقات الذكية، التي لم يتم استخدامها بنطاق موسع حتى الآن في المنطقة»، مشيرا إلى أن تلك البطاقات لها دور كبير في تقليل عمليات الاحتيال المصرفي.

رسائل تحذير

وكان عدد من البنوك، منها بنكا الإمارات دبي الوطني، ودبي الإسلامي، قد أرسلا رسائل نصية قصيرة لعملائهما مفادها التنبيه على سرية بيانات حساباتهم المصرفية وبطاقاتهم الائتمانية، وعدم كشفها لأي شخص، والعمل على تغيير الأرقام السرية بشكل دوري.

وكشف مصدر مسؤول في إدارة الخدمات المصرفية للأفراد في بنك دبي الإسلامي، فضل عدم ذكر اسمه، عن أن إدارة البنك قامت بإرسال رسائل تحذيرية إلى العملاء تطالبهم بضرورة تغيير الأرقام السرية الخاصة ببطاقاتهم الائتمانية، والتأكد من إخفائها عند إجراء أي عمليات مصرفية عند أجهزة الصراف الآلي واستخدام الانترنت.

وقال مدير عام الخدمات المصرفية للأفراد في مصرف الإمارات الإسلامي، فيصل عقيل، «المصرف يقوم بإجراءات احترازية منذ فترة، خصوصاً بعد تكرار حوادث الاحتيال المصرفي في المنطقة».

وذكر أن «المصرف لم يتضرر من عملية الاحتيال الأخيرة، لاعتماده على تقنيات البطاقات الذكية، التي تصعب من حدوث عمليات الاحتيال، إلى جانب استخدام تقنيات «أف دي أي»، التي تقترن بماكينات الصراف الآلي، وتمنع دخول أي أجهزة غريبة لفتحة الصراف وهو ما يمنع المحتالين من استخدام أجهزة القارئ الالكتروني في الأجهزة».

وأضاف أن «عملية الاحتيال تتم عن طريق وضع كاميرا لمراقبة الأرقام السرية للعملاء مع استخدام جهاز يقرأ بيانات الكروت الممغنطة، ثم يتم بعد ذلك تصنيع كروت بلاستيكية ممغنطة ينسخ فيها البيانات المسروقة، مع الاحتفاظ بالأرقام السرية التي تساعد على تنفيذ عمليات الاحتيال»،

لافتا إلى أن عمليات الاحتيال من دون وضع الكاميرات لن يكون لها أي جدوى.

وطالب عقيل المصارف «بضرورة استخدام البطاقات الذكية لحماية العملاء»، موضحا أن «هناك تأخيرا في تطبيق تقنيات البطاقات الذكية حتى الآن في السوق المصرفية المحلية على الرغم من تنفيذها في دول عدة».

تويتر