القذائف الإسرائيلية تفتك بأرواح عائلات غزة


انسحبت القوات الإسرائيلية من شمال قطاع غزة، بعد أن مزقت أوصال عائلات فلسطينية بأكملها، وطالت حمم صواريخها وقذائفها الأطفال والنساء داخل منازلهم، حيث أمعن جيش الاحتلال في حرق غزة،

وكسا أرضها بصنوف مروعة من القتل، فلم تشفع صرخات شقيق الشهيدتين سماح وسلوى عسلية من القتل الذي أصابهما، بعد أن حولت القذائف الإسرائيلية جسديهما إلى أشلاء محترقة،
 
وهما داخل منزلهما. كما حصدت القذائف الإسرائيلية روح خال الشهيدتين عسلية، حيث ارتقى المواطن بسام عبيد (45 عاماً) وطفله محمد (15 عاماً)، أثناء محاولتهما الاحتماء من تلك الحمم النارية التي أطلقت على منزلهم في منطقة تل الكاشف بمدينة جباليا شمال غزة،
 
لتكون لهم بالمرصاد، فيما أصيب ابنه الثاني بجروح حرجة. وحاولت «الإمارات اليوم» أن تنقل صورة عن قرب لحجم الكارثة التي حلت بعائلة عسلية، التي ودعت الشهيدتين سلوى (13 عاماً)،
 
وسماح (19 عاماً) ، بعد أن احترق قلب شقيقهما وعمهما اللذين كانا أول من شاهد أشلاءهما المقطعة والمحترقة. ويقول شقيق الشهيدتين صهيب عسلية (15 عاماً): «لقد رأيت شقيقتيّ سماح وسلوى،

وقد تحول جسداهما إلى أشلاء محترقة ومقطعة، وصرخت بصوت عالٍ ردي علي يا سماح ردي علي يا سلوى، ولكن الصاروخ حولهن إلى أشلاء متفحمة ومتناثرة».

ويصف ما حدث مع شقيقتيه وهو يقف على مكان حدوث الجريمة: «لقد خرجت أنا وعمي لنقل المقاومين الذين أصيبوا بجانب بيتنا، بعد أن أطلق عليهم صاروخ من الطائرات، وفور رجوعنا إلى المنزل سقط صاروخ ثانٍ على منزلنا،
 
فسرعت بالصعود إلى غرفة شقيقتي في الطابق الثاني من المنزل، لأرى سلوى محترقة وملقاة بجانب مصحف، حيث كانت تصلي الضحى،
 
وبجانبها سماح التي تقطع جسدها إلى أشلاء محترقة». وأضاف وهو يبكي: «لقد سالت دماء سماح وسلوى على الأرض، والتصقت أشلاء من جسديهما في الحائط، وعلى المصحف، وعلى التلفاز».

وحمل شقيق الشهيدتين بقايا الصاروخ الذي مزق جسدي شقيقتيه، وقال: «هذه بقايا الصاروخ الإسرائيلي الذي حرمني وحرم عائلتي من أحن شقيقتين لي، ومزق أجسادهم، سأري هذه البقايا لكل العالم، حتى يروا حجم الجرائم الإسرائيلية التي طالت الأطفال والنساء».

ووقف والد الشهيدتين زيدان عسلية في مكان الجريمة، ودماء ابنتيه ما زالت باقية، وقال: «لقد شاهدت كريمتي سماح وسلوى، في أبشع منظر رأيته في حياتي، حيث أشلاء بنتي الطفلة سلوى ممزقة ومحترقة، وجسد ابنتي الفتاة سماح محترق ومقطع، لقد حرموني من أحن أبنائي، وحرموني الفرحة».
 
وتقول والدة الشهيدتين: «لقد كانت بنتي سماح حنونة علي وعلى والدها وعلى جدها، وعلى أخوتها، كانت ترعى صحة جدها، وتقيس له الضغط، لقد اشترت لباس التمريض وجهاز قياس الضغط قبل أسبوع من استشهادها، ولكن فرحتها لم تكتمل بهم».

والدة الشهيدتين سماح وسلوى عسلية، كانت قد ودعت شقيقها بسام عبيد وابنه الطفل محمد (15 عاماً) شهداء قبل استشهاد ابنتيها بساعة، حيث أصابتهم قذيفة دبابة إسرائيلية أثناء محاولتها الاحتماء من الحمم النارية التي أطلقت على منزلهم في منطقة تل الكاشف بمدينة جباليا شمال غزة.

وفي صورة أخرى، للعائلات التي قطعت أوصالها الجرائم الاحتلال في غزة، كانت القذائف الإسرائيلية قد حوّلت جسدي طفل وطفلة أشقاء، حيث لم تسمح تلك القذائف للطفلة جاكلين أبو شباك (15 عاماً) من إنقاذ شقيقها الطفل إياد (14 عاماً) الذي حولته إلى أشلاء، لترتقي هي الأخرى شهيدة في محاولتها لإنقاذ شقيقها، في منطقة القرم شرق مدينة جباليا.

إطلاق صاروخين على عسقلان 
أفادت اجهزة الطوارئ بأن صاروخين اطلقهما فلسطينيون سقطا صباح امس في مدينة عسقلان الإسرائيلية، بعد انتهاء عملية الجيش الإسرائيلي في غزة الهادفة لوقف اطلاق الصواريخ.
 
واصاب احد هذين الصاروخين وهو من نوع غراد ويبلغ مداه 20 كلم منزلاً اصابة مباشرة، ما ادى الى اندلاع حريق. واصيبت امرأة بجروح طفيفة. وفي وقت سابق، افاد مصدر عسكري بأن اربعة صواريخ اطلقت في اتجاه اسرائيل دون ان تسفر عن اصابات او اضرار.
تل أبيب ــ وكالات
تويتر