حاسبات المستقبل تزيد الذكاء


يتوقع الخبراء أن الكمبيوترات الجديدة التي ستكون ذات سرعة عالية، وضئيلة الحجم من شأنها أن تقلب حياة الإنسان رأسا على عقب، مثلما انقلبت حياة البشر في منتصف القرن الماضي بعد اختراع الترانزيستور.

 

عودتنا التكنولوجيا على تخطي المستحيل والوصول إلى ما أبعد من الخيال، فعندما ظهر أول كمبيوتر فى العالم كان حجمه يقارب حجم صخرة كبيرة أما الآن فأصبح لا يتعدى كف اليد، وفي خطوة يعتبرها الكثيرون ضرباً من ضروب الخيال، قال راي كورزويل الذي يعتبر أحد كبار المخترعين وعلماء المستقبل إنه بعد عقدين ونصف ستكون هناك أجهزة كمبيوتر بأحجام صغيرة للغاية تصل إلى حد الدقة. وبنى كورزويل توقعه اعتمادا على النمو الهائل في قوة المعالجات التي تعتبر محور عمل أجهزة الكمبيوتر إلى جانب تقنية تناهي الحجم سوف يؤدي إلى ظهور أجهزة كمبيوتر متناهية الحجم. 

 

وقال العالم إن توقع سرعة تطور أجهزة الكمبيوتر يمكن معرفتها من دراسة المراحل التي مر بها خلال السنوات الـ50 الماضية. وحاول العالم رسم صورة للمستقبل وقال «إننا في العالم الافتراضي نقوم بأعمال افتراضية ونعلم ونتاجر لكن الواقع الافتراضي هو الواقع الحقيقي والألعاب الكترونية تقدم المثال عما ستكون الأوضاع مستقبلا وسنضطر إلى قضاء مزيد من الوقت في بيئات افتراضية». وأضاف «من حيث الحجم سيتضاءل حجم الكمبيوتر خلال السنوات الـ25  المقبلة وستكون أصغر من حجمها في الوقت الراهن بـ100ألف مرة.» 

 
العالم الافتراضي
وأشار الخبير إلى أن العلم قادر الآن على وضع جهاز كمبيوتر بحجم «حبة الفول السوداني داخل الدماغ وهو الأمر المتبع في معالجة الأشخاص المصابين بمرض الباركينسون ليقوم بوظيفة الأعصاب التي أدى المرض إلى تلفها».

 

وأوضح أن مع إمكانية زيادة طاقة الكمبيوترات مليار ضعف على طاقتها في الوقت الحالي وتقليص الحجم 100 مرة عن الحجم في الوقت الراهن خلال السنوات الخمس والعشرين معناه الوصول إلى أجهزة كمبيوتر بحجم خلية الدم «قادرة على الدخول الى داخل اجسامنا للمحافظة على صحتنا وحتى الوصول الى دماغ الانسان وبالتالي زيادة ذكاء الانسان». وأكد كورزويل أنه مع إنتاج مثل هذه الكمبيوترات سيكون «بمقدورنا الوصول إلى الصورة الكاملة للعالم الافتراضي الموجودة داخل بيئتنا العصبية».

 

وفي ما يتعلق بالالعاب الالكترونية قال «على صناعها اعداد انفسهم للمرحلة المقبلة فتطور هذه الصناعة سيستفيد من تسارع تطور الكومبيوتر اكثر من غيرها لانها الاسرع في الاستفادة منها». يشار إلى أن كورزيل هو من اخترع أجهزة الماسحات الضوئية، ذات القاعدة المسطحة والأجهزة التي تحول النصوص إلى كلام مسموع.

 

يذكر أن مخترع أول جهاز كمبيوتر هو العالم الألماني كونر اد زوسة، وكان يهوى الآلات الحاسبة الالية، وفي عام 1936 ابتكر أول حاسبة ميكانيكية أطلق عليها اسم «زد 1» وبما أنه كان مهندسا يعمل في الأشغال العامة فقد كان يبحث عن طريقة يخفف فيها من عبء الحاسبات فطور حاسبته الأولى ليستخدم الكهرباء وصمم في عام 1940 «زد 2»  وفي عام 1941 ابتكر «زد 3» التي افتتحت عصر الكمبيوتر القابل للبرمجة بفضل نظام الترقيم المزدوج، وينسب له الفضل في ابتكار اول لغة للكمبيوتر.

 

عالم السيارات
ذكر خبراء أن تطور الأجهزة الإلكترونية والبرامج المستخدمة لتشغيل السيارات سيحولها في المستقبل إلى مراكز كمبيوتر متحركة، حيث سيرفع من كفاءتها ودرجة السلامة التي توفرها للسائق. ويجري حاليا التحكم في كل الوظائف الاساسية بالسيارة العصرية إلكترونيا بدءا من المحرك وانتهاء بأنظمة المكابح. ويركز الباحثون حاليا بشكل متزايد على أنظمة تشغيل السيارة إلى جانب اهتمامهم بمحركها.

 

وترى شركات صناعة السيارات أن 90% من ابتكارات السيارات في المستقبل ستتعلق بتطوير مكوناتها الالكترونية. ومن المتوقع أن تدخل المكونات الالكترونية بالسيارة مجال أنظمة الرادار. وهناك حاليا أكثر من 80 نظاما مختلفا للتحكم في محرك ومكابح السيارات الفارهة. وفي كثير من الاحيان تكون هذه الانظمة متصلة بجهاز استشعار واحد.

 

تويتر