أقول لكم

محمد يوسف


كبر ذلك الوليد الصغير، دخل عامه الثلاثين، وما زال كما كان، بالنسبة لي لابد أن يكون «ماجد» الحلم والفكرة والقرار والتنفيذ، فقد عايشت كل المراحل، وشهدت حمله ومخاض ولادته و«هدهدته» والفرح بوجوده وحبوه ثم مشيه وحتى جريه ليسبق الجميع . 


في مثل هذا اليوم ، وقبل 29 عامًا بالتمام والكمال، كانت ولادة مجلة  «ماجد» في ذلك المكان الذي كان ولا يزال رائدًا لصحافة الإمارات ، وسباقًا في خوض التجارب وجعل الإمارات مركزًا للنجاح في إطلاق المبادرات الإعلامية، وقبل الولادة، قبل 28 من فبراير عام 1979 كانت مراحل بلورة الهدف والقصد والامتداد، فإذا كنا لا نزال نرى«ماجد» كما كان في أول يوم، طفلاً بغترة وعقال، ولم يكبر، ولم يخط شاربه، ولم تتشكل لحيته، فهذا لأنه ولد كبيرًا، أكبر من عمره، وحتى قبل أوانه.


 وأذكر أنه كانت هناك رهانات، وكانت تواجهها تحديات، وقد قال قائل يومها، ماذا سيفعل هذا الولد الخليجي أمام «ميكي» وغيره من مجلات الأطفال، وكان الرد أن لا تذكر صحافة الطفل إذا لم يذكر «ماجد» ولا يعرف طفلنا العربي ، وليس الإماراتي أو الخليجي ، مجلة غير «ماجد» وبعد أشهر قليلة، وربما سنة واحدة ، كان رقم توزيع هذه المجلة يفوق كل أرقام التوزيع للمجلات مجتمعة وليس مجلات الأطفال فقط ، وبعد الرهان على التخصص النوعي للمجلة، كان الرهان على من يقدر على كسب ود الأطفال ، ومن يتولى تلك المهمة  الصعبة جدًا.


وكان الأسم أيضًا محلاً للنقاش، وقد طرحت أسماء وأسماء وخرجت التجربة باسم غير هذا الاسم الذي أحببناه، وكان وقعه على الأذن جميلاً ، ولكن شكله ومعناه بعد الطباعة لم يوصلا الهدف المرجو ، حتى استقر الأمر على اسم «ماجد»، وكان زهوّ خالد محمد أحمد وفرحه بصدور العدد الأول مشابهًا لذلك اليوم الذي بُشر فيه ببكره  «خلود» ولم لا وهو الذي قبل التحدي، يوم أطلق الفكرة، ويوم تحمّل المغامرة، ويوم أن رفض الاستعانة بمن عملوا في صحافة الأطفال ليتولوا مسؤولية «ماجد» واختار رجلاً خبره جيدًا لسنوات  وحقق نجاحًا في كل ما تولى من مسؤوليات، فكانت ثقة في محلها ، وكان أحمد عمر بحق يبحث عن مكانة وتاريخ ، وقد اجتمع المكان بالتاريخ ، فلا تذكر مجلة «ماجد» دون أن يذكر أحمد عمر ، الذي أهمس في أذنه ـ بيني وبينه ـ وأقول له  «أبسط يا عمّ ، أديك دخلت الثلاثين».
myousef_1@yahoo.com 

تويتر