فساتين عبد محفوظ.. أنوثة طاغية وبساطة معقدة

حملت عروض اليوم الثاني من النسخة التاسعة من «فاشن فورورد»، الذي يقام في حي دبي للتصميم، أجواء أنثوية طاغية مع المصمم اللبناني، عبد محفوظ، الذي قدم مجموعته الخاصة من تصاميم الهوت كوتور، التي تعد ثاني عروض الهوت كوتور في هذه الدورة. وقدم محفوظ مجموعة من التصاميم التي يمكن وصفها بالبسيطة والمعقدة في آن، إذ أبرز جماليات المرأة الباحثة عن الإطلالة المتكلفة والمعقدة، وكذلك ضمَّت مجموعته ما يليق بمن يبحثن عن البساطة.

مجموعات تتخطى الزمن

حمل اليوم الثاني في «فاشن فورورد»، مجموعة من العروض والمناقشات، ولكن ما ميز عروض هذا اليوم هو تخطيها للزمن. إذ قدم المصمم السعودي، صادم الشهيل، مجموعته التي لا تنتمي إلى الزمان، لكنها تتوجه للمرأة العصرية، لاسيما في اهتمامه بالتفاصيل، مع تركيزه على الأقمشة الصديقة للبيئة، لجعل الموضة ذات أهداف اجتماعية وبيئية. وقدمت كريستينا فيديلسكايا تصاميم يومية تناسب الحفلات البسيطة، إذ اعتمدت على الفساتين القصيرة والضيقة، وذات القصات البسيطة جداً، إذ ابتعدت عن زخم التفاصيل، كما انتقلت من الفساتين إلى السراويل والسترات، لتنوّع في الإطلالات التي تمنحها للمرأة. هذا الأسلوب في تقديم ما يومي وعصري قدم في مجموعة «شيما» أيضاً، التي حملت إطلالات معاصرة وأنيقة، تتخذ من البساطة سبيلها لجعل أنوثة المرأة عنواناً لمظهرها.

بينما لم تغب حصة الرجال، إذ قدمت مجموعة من أزياء فاريون مروة الخاصة للرجال، التي حرصت على تقديم بدلات عصرية، للرجل الذي يرغب في الابتعاد عن الإطلالة الرسمية والكلاسيكية. كما قدم «امبيرور» الملابس اليومية والرياضية للرجال. بينما قدمت العباءات من «غدفة»، التي امتزج فيها الأسود مع الأبيض لاسيما الساتان، ما جعلها تأخذ شكلاً عصرياً، إلى جانب العباءات التي قدمت من الألوان الأخرى، ومنها العباءة الفضية التي تحمل زركشات على الأكمام.

صابون.. وفستان برائحة

أعلن في نهاية العرض عن تقديم المصمم اللبناني عبد محفوظ تصميماً من الصابون، نفذ من قطع الصابون التي تم تقديمها كطبقات رقيقة، رصفها المصمم فوق بعضها بعضاً، لتبدو كأنها وردة، فيما وضع على تفاصيل الفستان الورد المشكل من الصابون. ويتميز الفستان بلونيه الأحمر والزهري، وكذلك بعطره الذي فاح أثناء مرور العارضة. ويعد التصميم الذي قدم في ختام العرض الأول من نوعه عالمياً، وقدمه المصمم بالتعاون مع «لوكس» الراعية للعرض.

حرص محفوظ على إيجاد لوحة لونية في العرض الذي قدمه، فلم يكن مرور الفساتين وألوانه عشوائيي الظهور، بل أتيا متسلسلين، وكأنها لوحة تسلسلية للألوان. بدأ العرض مع فستان باللون الأسود، مطرز بمجموعة من الورود، فكانت مقدمة مغايرة لما سيتبعه من تصاميم، إذ كانت الفساتين اللاحقة أكثر حيوية ومليئة بالحياة. من الأسود انتقل المصمم اللبناني إلى البيج الذي يميل للذهبي، فقدم ما يقارب 10 تصاميم من هذه الدرجة اللونية، منوعاً في القصات التي استخدم فيها الأقمشة المطرزة والغنية بالتفاصيل والزركشة. فساتين قصيرة وطويلة حملتها هذه القصات، الى جانب تقنية تجميع الأقمشة على شكل وردة، ما يمنح المرأة إطلالة أنثوية تميل إلى التكلف والجرأة.

من البيج انتقل عبر لوحته اللونية إلى البرتقالي القوي، فقدم مجموعة من التصاميم، التي تبرز معالم جسم المرأة، فاستغنى عن الأكمام في بعضها كي يترك الأكتاف عارية، بينما اعتمد على الشيفون الشديد النعومة في بعض التصاميم، ليبقى للفستان المنتفخ، الذي يتباين طوله بين الأمام والخلف، ألقه في جعل العارضة تبدو كما لو أنها الطاووس في حركتها.

اعتمد محفوظ على دمج الأقمشة، فبعد انتقاله إلى الأخضر والفضي والزهري، واستخدامه درجات متباينة من هذه الألوان اعتمد على دمج الأقمشة، بحيث كانت الطبقة الخارجية من الفستان باللون الأخضر، بينما يضع تحت الشيفون لون البيج، ما يجعل الأقمشة تتداخل في امتزاجها وتبرز اللون بشكل مختلف حين تتلاعب الإضاءة على الفستان. أما القصات فكانت انسيابية، إذ اعتمد على القصات الضيقة التي تظهر تفاصيل الجسم، فيما قدم «الجامبسوت» المطرز الذي يناسب السهرات، مع إضافة طبقات من الأقمشة في الخلف، تجعله يحمل شكل الفستان من الخلف والجامبسوت من الأمام.

اعتمد عبد محفوظ على الكثير من التطريز في الفساتين التي قدمها، فكانت في مجملها تحمل البريق واللمعان، ولاسيما في الجزء الأعلى من الفستان، حيث اعتمد التطريز من منطقة الصدر وحتى الخصر، مقيماً نوعاً من الموازنة بين قوة الفستان في الجزء الأعلى وانسيابية الأقمشة ونعومتها في الجزء الأسفل منه. وانتقى القصات المفتوحة عند الصدر، ولا سيما التي تأخذ شكل القلب، التي أوجدها بكثرة في مجموعته، وأضفت الكثير من الأنوثة على تصاميمه.

وعلى الرغم من اعتماد الهوت كوتور غالباً على الفساتين الطويلة، إلا أن محفوظ أوجد في عرضه تصاميم قصيرة، ولاسيما التي جعلها متوحدة الطول والتي تعيدنا إلى موضة السبعينات، بحيث ينتفخ الفستان من الأسفل. وقد اعتمد في بعض التصاميم القصيرة على عدم تساوي أطراف الفستان، إذ يبدأ بزيادة طوله من الأمام إلى الخلف بشكل دائري، فيما ركز كثيراً في هذه التصاميم على الأكمام المطرزة.

الأكثر مشاركة