زرينة.. تصاميم لحياة ثريـــة التفاصيل
في غابة خيالية تنبض بألوان الطبيعة قدمت مصممة الأزياء الإماراتية زرينة يوسف مجموعتها الأخيرة لربيع وصيف 2013، بتصاميم اتخذت من الطبيعة ونباتاتها المتنوعة وأزهارها البرية إلهاماً أعانها على تقديم خليط من القطع ذات بساطة جميلة في تأثيرها الأول، وثرية بالتفاصيل في حقيقتها، واصفة مجموعتها بـ«الحياة، وكل ما فيها من تعقيدات ساحرة».
تمر الزهور والنباتات بمراحل نمو عديدة وصفتها المصممة بـ«الولادة الصامتة»، وهي الصفة ذاتها التي أطلقتها على مراحل تنفيذ تصاميمها لهذا الموسم، والذي أطلق، مساء أول من أمس، في قاعة زعبيل الثانية بالمركز التجاري في دبي، حيث اعتمدت على مجموعة مبتكرة من القصات التي استوحيت أشكالها من أشكال مراحل نمو الزهور، فكانت بعض القصات أقرب إلى البراعم تارة، وإلى الزنبقة المقلوبة تارة أخرى، بينما اعتمدت أيضاً مجموعة من القصات التي تدثر الجسد وتتموج فوقه بطريقة منسابة وخفيفة تعين على إضفاء ذلك الشعور بالأناقة والهدوء المتوازن.
تصوير: ريم الحمادي
تحرير الفيديو: ميثم الأنباري
عروق الحياة
كانت البصمة الرئيسة التي زينت كامل المجموعة تعتمد اعتماداً كلياً على تقنيات تطريز يدوية خاصة، تم تطويرها بتقنيات تطريز تسمى بـ«الدبكة»، وأخرى يطلق عليها اسم «غوتا باتي»، لتقوم المصممة عبر مشاغلها بتطوير هاتين التقنيتين والخروج بشكل جديد لها، تعتمد فيه على الخيوط المعدنية الرقيقة جداً، ما يعينها على ضمان التفرد والتميز في تصاميمها، مفضلة أن تبتعد تماماً عن إضافة أي نوع آخر من أنواع التزيين والمشغولات، سواء من ترتر أو خرز أو كريستال، ومفضلة أن تشكل هذه التقنيات في التطريز بأشكال النباتات وعروقها التي تحفز خطوطاً أنيقة تمد هذه النباتات بالحياة، وهي العروق والتفاصيل ذاتها التي زينت بتطريزاتها الخامات الحريرية المنسابة، والتي لم تؤثر في خفة الخامات وانسيابيتها، لما تتميز به هذه التطريزات الدقيقة من خفة شديدة، رغم كثافتها، مشيرة إلى أنه وعلى الرغم من أن «تقنيات التطريز تبدو بسيطة للعين، لكنها في الواقع صعبة التنفيذ ومعقدة، وقد استغرق مني كل فستان أياماً طويلة من العمل الجاد والتركيز من أجل تحقيق فكرته».
تنوعت القصات التي قدمتها المصممة بين الجلابيات المطورة، والقفطانات، إضافة إلى مجموعة من القطع التي مزجت بين الجلابيات الحريرية إلى جانب العباءات الشيفونية المثبتة بالأحزمة، بالإضافة إلى قطع مكونة من قمصان وسراويل ضيقة تحت عباءات ملتفة حتى الخصر لتفتح ابتداءً من الأرداف من لون موحد، كما قدمت المصممة فكرة الـ«جمبسوت» الأبيض المطرز عند الساق بزخارف وتموجات ذهبية، ومغطى بطبقة من الشيفون الأبيض من الجانبين الأمامي والخلفي، وبقصة صدر أنيقة ذات طبقة متموجة تصل إلى أسفل الصدر، ومنديل يربط على الرقبة بطريقة لافتة.
إلى جانب القطع المطورة، قدمت المصممة مجموعة مالت إلى البساطة الشديدة، ومساحات السادة الكبيرة، بقصات من مدرستها القديمة الكلاسيكية، معتمدة فكرة الجلابيات المستقيمة السادة، كما قدمت مجموعة من الفساتين ذات القصات الواسعة تضيق على الخصر تارة، وأخرى متسعة، لكن بقصات أكثر استقامة وكسرات تبدأ ضيقة من الرقبة وفوق الصدر، وتبدأ كسراتها مع ارتفاع الصدر لتنسدل متسعة مستديرة، كما اعتمدت فكرة القصات السادة المفتقرة إلى الأكمام، والتي أضافت عليها في بعض التصاميم العباءات ذات الأكمام الطويلة الواسعة، أو تلك المتجمعة عند الرسغ، أو ذات الأكمام القصيرة، بينما زينت هذه الفكرة بفساتين تزينت بمناديل حريرية مربوطة بأناقة على الرقبة.
أحزمة
على الرغم من بساطة التصاميم وقصاتها المنسابة، المتفاوتة في الطبقات تارة، والمتموجة بقصة «كلوش» تارة أخرى، وتلك المحددة للخصر من جهة ومنسدلة وواسعة من جهة أخرى، أو تلك التي اعتمدت فكرة الفستان ذي الياقة الكلاسيكية والأزرار الأمامية المزينة كامل مركز الفستان، أو التي تجمعت بكسراتها المتوازية على جوانب الساقين بقطع مستطيلة من التطريزات الدقيقة الثابتة، أو القصات الضيقة عند الصدر والواسعة إلى حواشي الفساتين، أو تلك التي بدت أقرب إلى فكرة القميص والتنورة الواسعتين، رغم ذلك، إلا أنه يمكن اعتبار الأحزمة من أكثر أجزاء التصاميم تميزاً، لما أضافته من لمسة غنية ومترفة أضافت لمسة شرقية وحّدت التصاميم، اعتمدت فيها الفكرة الدقيقة ذاتها في تقنيات التطريز والحبك للخيوط المعدنية الذهبية والفضية، المحاكة بدقة شديدة جعلتها أقرب إلى شكل أحزمة الفضة المزخرفة، والتي قدمتها المصممة بسماكة ناعمة وبسيطة تارة، وذات عرض متوسط تصل أحياناً إلى عرض بوصتين، وشديدة العرض تبدأ من أسفل الصدر وحتى نهاية الحوض لتربط من الخلف بحبال من خيوط معدنية متناظرة أضافت لمسة لافتة إلى التصاميم تارة أخرى ، كما قدمت المصممة إلى جانب الأحزمة المحددة للخصر، مجموعة أخرى استقرت على عظمة الحوض، مسترخية غير مشدودة، ومنسدلة، لتبدو أكثر راحة وانسيابية، وهي الأحزمة التي فضلت المصممة أن تعرضها مع أحذية تقليدية في تطريزاتها بقصة «البلارينا» المسطحة.
ربيع
مثل نباتات وزهور الربيع، تنوعت الألوان التي قدمتها المصممة لهذا الموسم، منطلقة بقطعتين من اللون الأبيض العاجي الحريري، لتتحول إلى الزيتوني الفاتح، معتمدة مجموعة كبيرة من الألوان الفاتحة جداً والهادئة بدرجاتها، حملت تلك اللمعة اللؤلؤية للحرير الطبيعي، مثل اللون العسلي الفاتح «شامبين»، أو اللون الرمادي الفاتح، معتمداً على مجموعة كبيرة من درجات الرمادي والفضي، التي تفاوتت بين الحريرية اللماعة والمطفية الداكنة الشيفونية، إضافة إلى تلك الدرجات المقاربة إلى الوردي، أو الأزرق، بينما كان للأخير مساحة كبيرة عرضت من خلالها درجات اللون النيلي، والتركواز الفاتح، واللازوردي، إضافة إلى الأخضر العشبي الغني، والفستقي الفاتح، وكل ما بينهما من درجات متنوعة، كما قدمت المصممة مجموعة كبيرة من الألوان الداكنة الغنية، مثل البني البندقي، والبني الداكن المحمر، إضافة إلى البني «الكراميل» المحروق، وقدمت المصممة أيضاً اللون الفحمي الأقرب إلى الأسود المزرق، إضافة إلى الأسود الذي بدا أقرب إلى العباءة المزينة بفستان مثبت على الخصر، بالإضافة إلى اللون الوردي الفاتح، والبرتقالي المقارب إلى المشمشي، وآخر فاقع أقرب إلى لونه المعتاد، إضافة إلى الأصفر الهادئ، والأبيض، والأحمر، والليلكي الفاتح.