خطوة إلى السيارات الكهربائية

تعول شركات السيارات العالمية في الوقت الحالي على تقنية الهجين، التي تجمع بين مزايا السيارات الكهربائية، والموديلات المزودة بمحركات احتراق داخلي، لذا تُعد هذه التقنية خطوة مهمة على درب تطوير السيارات الكهربائية الخالصة التي مازالت تواجه مشكلات تقنية عدة. ومع ذلك، تنطوي هذه التقنية على عيب وحيد يتمثل في تكاليفها الباهظة.

وأوضح شتيفان براتزيل، من جامعة العلوم التطبيقية في ألمانيا، الاتجاه الحالي في عالم السيارات بقوله: «لقد خفت الوهج نحو تطوير السيارات الكهربائية إلى حد كبير، فعلى سبيل المثال، توقفت عمليات تطوير بعض الموديلات الكهربائية مثل أودي R8 E-Tron فجأة، علاوة على تأخير طرح بعض السيارات الأخرى، مثل رينو Zoe، في الأسواق عما كان متوقعا». ولكن هذا لا يعني تخلي الشركات العالمية عن الطاقة الكهربائية في دفع موديلاتها الحديثة، حيث إنها تعمل حالياً على تطوير منظومة دفع أخرى تعتمد على وصلة كهرباء في المقام الأول، ألا وهي تقنية الدفع الهجين.

وكما هي الحال في الموديلات الهجين المعروفة، فإنه يتم الجمع بين محرك احتراق داخلي ومحرك كهربائي، لكن يتم تزويد السيارات الهجين ببطاريات أكبر. ويقول ديرك بروير، المتحدث الإعلامي باسم شركة «تويوتا» اليابانية: «بدلاً من السير لمسافة اثنين أو ثلاثة كيلومترات فقط اعتماداً على الطاقة الكهربائية، فإن تقنية الدفع الهجين تتيح إمكانية الانطلاق بالسيارة لمسافة ‬20 كيلومتراً أو أكثر من دون أية عوادم أو انبعاثات ضارة بالبيئة».

وتقوم الموديلات الهجين التقليدية بشحن البطارية ذاتياً، من خلال استعادة طاقة الكبح، لذلك فإنه يمكن توصيل الموديلات المزودة ببطاريات أكبر بالمقبس الكهربائي، وبالتالي تعتمد السيارة على طاقة كهربائية نظيفة.

بيئة نظيفة

«تقنية بيئية»

يعتقد خبير الاستراتيجية بشركة «دورنير »للاستشارات بالعاصمة الألمانية برلين، كريستيان غول، أن منظومة الدفع الهجين تعد تقنية بينية مهمة على طريق تطوير السيارات الكهربائية الخالصة. ومع ذلك يؤكد الخبير الألماني أن هذه التقنيـة ستمتد لفترة محدودة فقط، حيث إنها ستختفي بمجرد أن تلبي السيارات الكهربائية المزودة ببطاريات أو خلايا الوقود جميع متطلبات السوق، من حيث زيادة مدى السير وانخفاض الكلفة.

أضاف كريستيان غول، خبير الاستراتيجية بشركة «دورنير »للاستشارات بالعاصمة الألمانية برلين: «الموديلات الهجين تستوفي العديد من المتطلبات الواجب توافرها في السيارة الكهربائية، حيث يمكن استخدام هذه السيارات داخل المدن اعتماداً على الطاقة الكهربائية فقط، بالتالي لا يصدر عنها أية انبعاثات ضارة بالبيئة، كما أنها تمتاز بانخفاض معدل استهلاك الوقود بشكل ملحوظ عند السير على الطرق السريعة».

وأضاف الخبير الألماني: «لن يحتاج المرء إلى تشغيل محرك الاحتراق الداخلي، طالما أنه غالباً ما يستخدم السيارة لقطع مسافات قصيرة، مثلاً للتنقل ما بين المنزل والعمل ومركز التسوّق، ويقوم بشحن البطاريات بصورة منتظمة».

عيوب

في الوقت نفسه تخلصت موديلات الهجين من العيب الذي تعاني منه السيارات الكهربائية. فبعد فراغ شحنة البطارية يمكن للمرء مواصلة السير من دون أي قلق اعتماداً على سواعد محرك الاحتراق الداخلي. ولاتزال العروض المقدمة من السيارات الهجين محدودة للغاية، حيث تعد «تويوتا» اليابانية هي الشركة الوحيدة التي قدمت سيارة هجين على قاعدة الموديل Prius.

وتروج الشركة اليابانية لسيارتها الجديدة، التي تنطلق بقوة ‬100 كيلووات/‬136 حصاناً، بأنه يمكن شحن بطاريتها في غضون ‬90 دقيقة عن طريق توصيلها بالمقبس الكهربائي المنزلي، وتكفي شحنة البطارية لقطع مسافة ‬25 كيلومتراً. وتنطوي هذه التقنية الحديثة على عيب التكاليف الباهظة مثل السيارات الكهربائية، حيث تطرح شركة «تويوتا» الموديل الأساسي نظير كلفة تبلغ نحو‬49 ألفاً و‬130 دولاراً.

ويتوافر أيضاً اثنتان من السيارات الصغيرة، وهما شيفروليه Volt وأوبل Ampera، يتشابهان من حيث طريقة الاستعمال، حيث يمكن شحن بطاريتهما عن طريق توصيلها بالمقبس الكهربائي المنزلي. ولكن في هذه الموديلات يتولى المحرك الكهربائي مهمة دفع السيارة، ويعاونه في ذلك محرك بنزين يعمل بشكل أساسي على زيادة مدى السير أو ما يُعرف بنظام «Range Extender».

وفي هذا النظام يقوم محرك البنزين بتشغيل مولد كهربائي لتوليد التيار اللازم لتشغيل المحرك الكهربائي، عند تفرغ شحنة البطارية بعد قطع مسافة ‬60 كيلومتراً تقريباً. وتبلغ أسعار الموديلين نحو ‬52 ألفاً و‬292 دولاراً، أي ما يعادل ضعف كلفة موديلات الفئة المدمجة التقليدية.

خطوة مهمة

يرى مارتن فينتركورن، الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس فاغن الألمانية، أن تقنية الهجين تعد خطوة مهمة على الدرب نحو دفع السيارة بالطاقة الكهربائية، وأعلن أن جميع الماركات العالمية التابعة لمجموعة «فولكس فاغن» تعتزم طرح العديد من الموديلات المزودة بهذه التقنية، وتستهل شركة «بورشه» هذه الباقة، من خلال طرح موديل هجين من سيارتها «باناميرا» الشهيرة، إلى جانب الموديل الخاص Spyder 918.

وتفكر الشركة الألمانية أيضاً في إنتاج موديل هجين من السيارات التي يتم إنتاجها بأعداد كبيرة مثل السيارة Golf، حيث أكد متحدث إعلامي باسم شركة فولكس فاغن هذه الأنباء بقوله: «سيتم طرح موديل كهربائي من هذه السيارة خلال عام ‬2013، على أن يتبعه موديل هجين بعد ذلك بعام».

وأضاف هايكو بابست فون أوهاين، مدير الإنتاج في شركة «أودي»، أن «الشركة الألمانية تخطط لاستخدام هذه التقنية في سيارتها A3 الجديدة. كما تدور تكهنات داخل أوساط شركة مرسيدس الألمانية بشأن إمكانية طرح موديل هجين Plug-in من سيارة الفئة S الجديدة المتوقع طرحها في الأسواق خلال فصل الصيف المقبل».

وتعتزم شركة «بي إم دبليو» الألمانية طرح الإصدار القياسي من سيارتها الاختبارية Active Tourer التي قدمتها للجمهور خلال فصل الخريف الماضي، لكن ليس قبل عام ‬2014. وتعتمد هذه السيارة على منظومة دفع هجين تشتمل على محرك بنزين ثلاثي الأسطوانات وبقوة إجمالية تبلغ ‬140 كيلووات/‬190 حصاناً، وتكتفي هذه السيارة في دورة القيادة المعيارية بمعدل استهلاك يبلغ ‬2.5 لتر/‬100 كلم، وهو ما يعادل ‬60 غم/كلم من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وتروج شركة «بي إم دبليو» لهذه السيارة الهجين بأنها تتمكن من قطع مسافة تزيد على ‬30 كلم اعتماداً علي الطاقة الكهربائية فقط.

 

الأكثر مشاركة