«القافلة الوردية».. فرسان وأطباء يلاحـقون السرطان

بهدف التثقيف بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ونشر الوعي بهذا المرض بين الأفراد من الجنسين، واستحداث سجل موحد للأورام، انطلقت القافلة الوردية لتتصدى لأمراض السرطان، وتحديداً مرض سرطان الثدي، الذي بات أحد أسرع الأمراض السرطانية انتشاراً في العالم.

وجاءت القافلة، وهي إحدى المبادرات التي أطلقتها جمعية أصدقاء مرضى السرطان الخيرية، في ‬2011، لتخدم برنامج «كشف» الذي يُعنى بتوفير طرق وآليات الاكتشاف المبكر لأنواع من أمراض السرطان المختلفة؛ منها سرطان الثدي، وعنق الرحم، والبروستات، والجلد، والقولون، والمستقيم، وتقوم الجمعية عبر هذه المبادرة النبيلة بقيادة حملة واسعة للتوعية بأهمية الكشف المبكر، والوقاية من سرطان الثدي في الدولة، إذ صممت «القافلة الوردية» لزيادة الوعي بسرطان الثدي، وحث السيدات والرجال في الدولة على إجراء الفحوص الذاتية، والخضوع لفحوص طبية دورية.

لمشاهدة مخطط يوضح مخرجات القافلة الوردية، يرجى الضغط على هذا الرابط.

وأظهر كشف إحصائي حول مخرجات «القافلة الوردية»، حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، أن القافلة فحصت نحو ‬16 ألفاً و‬775 حالة خلال عامين، بمعدل ‬10 آلاف و‬24 حالة في ‬2011، ونحو ‬6751 حالة في ‬2012، فيما أظهرت الإحصاءات أعداد المواطنين الذين تم فحصهم خلال العامين الماضيين، بإجمالي ‬5082 حالة، وفي المقابل تجاوز عدد المفحوصين من المقيمين نحو ‬11 ألفاً و‬693 حالة.

وفي تصنيف دقيق كشفت القافلة الوردية عن إجمالي أعداد النساء اللاتي خضعن للفحص بنحو ‬12 ألفاً و‬842 حالة، فيما بلغ عدد الرجال المفحوصين خلال عامين ‬3933 حالة، وتبين إصابة نحو ‬11 حالة فوق عمر الأربعين، جميعهم من النساء، بينهم أربع مواطنات وسبع مقيمات، وخضعت جميع الحالات لفحوص وأشعة، منها الماموغرام والأشعة الصوتية.

سجل أورام

«القافلة» في العين اليوم

تختتم «القافلة الوردية» مسيرتها في العاصمة أبوظبي غداً، إذ توجد العيادات في مستشفى براجيل في أبوظبي، فيما تحط مسيرة فرسان القافلة الوردية رحالها اليوم في مدينة العين، وستوجد العيادات في بلدية العين حديقة الطوية.

وكانت العيادات المتنقلة المرافقة لمسيرة فرسان القافلة الوردية قد وجدت يوم الخميس الماضي في واجهة المجاز المائية في الشارقة، وحديقة الحليو في عجمان، فيما وجدت القافلة في دبي يوم الأحد الماضي، ووجدت العيادات في رواق عوشة بنت الحسين الثقافي والاجتماعي في دبي، وعيادة شرطة دبي.

تهدف «القافلة الوردية» إلى نشر الوعي بسرطان الثدي، وتوفير آلية الكشف عن المرض، إضافة إلى استحداث أول سجل أورام موحد في الدولة، وجمع التبرعات الكافية لشراء وتشغيل عيادة الماموغرام المتنقلة والمزودة بأحدث التقنيات للكشف المبكر عن سرطان الثدي مجاناً، وتقوم المبادرة بالتركيز على كل الإمارات، بما في ذلك المناطق البعيدة، وضواحي المدن، كما تشهد مسيرة الخيول التي تنظمها القافلة الوردية سنوياً مشاركة أكثر من ‬150 فارساً وفارسة، وتحظى الحملة بدعم كبير من جميع القطاعات في الدولة، منها المدارس والجامعات والمؤسسات وسفراء القافلة الوردية.

وتسهم إيرادات الحملة في تعزيز جهود نشر التوعية، وضمان توفير آخر التقنيات في مجال الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ووضع هذه التقنيات في متناول جميع النساء والرجال في الدولة، وباتت مبادرة القافلة الوردية الفريدة من نوعها تحظى باهتمام واسع النطاق على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، إذ تمكن فرسان القافلة من السير مسافة ‬600 كيلومتر عبر الإمارات السبع، بفضل ‬250 فارساً و‬200 متطوع حرصوا على توفير المساعدة اللازمة لإنجاح هذه المبادرة.

ولأن التوعية أساس المبادرة، قدمت الكثير من المحاضرات وورش العمل الطبية في أكثر من ‬50 مدرسة، وإجراء فحوص الكشف المبكر عن سرطان الثدي في أكثر من ‬40 عيادة طبية متنقلة، واستطاعت القافلة الوردية ضم سفراء يمثلون المجتمع بكل فئاته، لضمان تقديم الدعم إلى المبادرة من خلال تمثيل المبادرة والتعريف بأهدافها وجذب المزيد من الدعم المادي للوصول إلى مبلغ ‬15 مليون درهم.

مسيرة فرسان

مسيرة فرسان القافلة الوردية جابت معظم مناطق الإمارات، بهدف التوعية وإجراء فحوص الكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي، وقالت الأمين العام لجمعية أصدقاء مرضى السرطان الخيرية، ورئيسة اللجنة الطبية والتوعوية للقافلة الوردية، الدكتورة سوسن الماضي، إن «الفحوص المبكرة قدمت خدمات الفحص السريري لنحو ‬4154 شخصاً خلال ثمانية أيام من انطلاق المسيرة، وبلغ عدد المواطنين نحو ‬1804 حالات، تقدمت لإجراء الفحص بنسبة تجاوزت نحو ‬45٪ من إجمالي المتقدمين للفحوص».

لافتة إلى أن النسبة المسجلة للمواطنين تعد رقماً كبيراً في هذا المجال على المستوى الخليجي والإقليمي، إذ تم الكشف عنها بفترة قياسية وعدد كبير مع ضمان الكفاءة العالية للخدمة ودقة التنظيم، في الوقت الذي لايزال أمام طاقم القافلة الوردية إنجاز ما تبقى من مهماته بدبي وأبوظبي ومدينة العين، «إذ نضع أمام أعيننا أن نصل إلى ‬5000 فحص عند انتهاء المسيرة، خصوصاً أن هذا العام كان تسجيل بيانات المشاركين في الفحوص أكثر سهولة في وجود برنامج التسجيل الالكتروني، كما نأمل أن نستطيع جمع مبلغ ‬15 مليون درهم لشراء العيادة المتنقلة وأجهزة الفحص، لنتمكن من تقديم خدمات الكشف عن سرطان الثدي على مدار العام».

وأشارت نتائج فحوص اليوم الثامن للقافلة الوردية إلى فحص ‬443 حالة، بينها ‬358 امرأة، و‬85 رجلاً، شكل مواطنو الدولة منهم نحو ‬233 شخصاً، فيما تقدم للفحص من المقيمين نحو ‬210 أشخاص، كما تم تحويل ‬60 حالة إلى فحص الماموغرام، و‬12 إلى فحص الأشعة «الأمواج فوق الصوتية».

وسجلت نسبة المتقدمين للفحص تحت سن الأربعين نحو ‬343 شخصاً، فيما سجلت نحو ‬120 شخصاً من المتقدمين للفحص فوق سن الأربعين.

غاية مهمة

تسعى القافلة الوردية إلى استمرار جهودها من أجل إتمام إنجاز مهامها وبلوغ أهدافها الرامية لتوعية أفراد المجتمع بضرورة كسر قيود مجتمعية، لاسيما توجيه النصح لأي مشتبه في إصابته بالمرض، خصوصاً من قبل أفراد عائلته والمقربين، وفق سوسن الماضي، التي شددت على أهمية رفع الحرج «غير المبرر» من إجراء الفحوص المبكرة التي يمكنها إنقاذ حياة المريض، خصوصاً أن المسألة ليس بهذه الخطورة إذا ما تم التعاطي معها بالشكل الصحيح في بداية المرض، إذ إن المريض عليه الفحص لتحديد مستوى الإصابة والبدء بالعلاج، بما يضمن تحقيق أفضل نتيجة، وهذا لا يتم إلا إذا تم الكشف عنه مبكراً، واتخاذ ما يلزم من تدابير علاجية من شأنها إنقاذ حياته بدلاً من الاستسلام لهذا الخطر لذرائع واهية».

الأكثر مشاركة