نقص الأمن الغذائي يضر الصحة النفسية للمراهقين
كشفت دراسة ظهرت في عدد ديسمبر 2012 من مجلة الأكاديمية الأميركية لطب نفس الأطفال والمراهقين، أن المراهقين الذين عانوا انعدام الأمن الغذائي في العام الماضي يعانون الاضطرابات النفسية بشكل اكبر من المراهقين الذين تكفل لهم اسرهم الطعام بشكل وفير.
وعكفت مجموعة من الباحثين، بقيادة طبيب الاطفال بمستشفى بوسطن للأطفال وكلية هارفارد الطبية، كاتي ماكلولين، على فحص 6483 عينة من المراهقين الذين تراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة لدراسة العلاقة بين عدم توافر الامن الغذائي والاضطرابات النفسية التي حدثت العام الماضي.
وتم تعريف انعدام الأمن الغذائي بأنه عدم القدرة على شراء كميات كافية من الغذاء لتلبية الاحتياجات الأساسية. وبحثت الدراسة في ما إذا كان انعدام الأمن الغذائي مرتبطاً، كما أفاد المراهقون أو آباؤهم أو أوصياؤهم، بالاضطرابات النفسية العام الماضي لدى المراهقين، اكثر من مؤثرات أخرى مثل الوضعين الاجتماعي والاقتصادي بما في ذلك تربية الوالدين، والدخل، والفقر.
ووجدت الدراسة أن زيادة واحدة في الانحراف المعياري لانعدام الأمن الغذائي زادت من احتمالات الاضطرابات العقلية العام السابق الى 14٪ بين المراهقين، حتى بعد السيطرة على مؤشرات مثل الفقر ومؤشرات أخرى عديدة كالوضعين الاجتماعي والاقتصادي. ويرتبط انعدام الأمن الغذائي مع حالات الاضطراب العقلي للمراهقين اكثر من ارتباط مؤثرات اخرى مثل تربية الوالدين والدخل.
وتشير النتائج إلى أن عدم الحصول على كميات كافية من المواد الغذائية مرتبط بزيادة خطر الاضطرابات النفسية للمراهقين اكثر من جميع مؤثرات الفقر. وتعتبر هذه النتائج مقلقة لأن التقديرات الأخيرة اثبتت أن أكثر من 20٪ من الأسر الأميركية لديها أطفال يعانون انعدام الأمن الغذائي. وبالنظر إلى الزيادة الكبيرة في الفقر بين الأطفال في العقد الماضي، فإن هذه النتائج تدعو الى توسيع البرامج التي تهدف إلى التخفيف من حدة الجوع بين الأطفال والمراهقين.
ويعلق الدكتور ماكلولين على الدراسة قائلاً إن «حقيقة ارتباط انعدام الأمن الغذائي بالاضطرابات النفسية لدى المراهقين تشير إلى أن عدم الحصول على كميات كافية وموثوق بها من الغذاء له آثار ليس فقط على صحة الأطفال البدنية، وإنما أيضاً على صحتهم النفسية، وهذا يؤكد أهمية زيادة البرامج المصممة لمساعدة الأسر التي تكافح لتوفير الغذاء الكافي لأبنائها».