العبيـدلـي: عـبـاءاتـي «هوت كوتور»
يختلف مشهد الموضة في المنطقة عن نظيره العالمي، يأخذ منه الكثير، ويستوحي من صرعاته المتطرفة أحياناً، إلا أنه يبقى محافظاً على ذلك الهدوء الواثق الذي تتسم به المرأة الخليجية بشكل عام، وتميل إلى أن يلازمها عند اختيارها ما ترتديه، وما تحمله على كتفيها، مراعية الحشمة، والأناقة، والتميز، ويعتبر أول اختلاف يميز الموضة في الخليج، هي العباءة، وما أصبحت عليه من القطعة الرئيسة التي تحدد مدى أناقة المرأة.
مع التركيز على تميز العباءة، تنوعت الأخيرة وتطورت، وأصبحت أكثر قدرة على مراعاة احتياجات المرأة اليوم، وحياتها اليومية، العملية والاجتماعية، فأصبح هناك من العباءات ما تصنف بالعباءات اليومية، بما تتميز به من العملية والبساطة الشديدة، وتلك المناسبة لسيدات الأعمال، التي تحمل من العملية والتميز ما يكفي لأن تحيط المرأة بأناقة هادئة على مدار اليوم وإلى الحد الكافي لأن تكون مناسبة لعشاءات العمل المسائية، إضافة إلى المسائية التي تعرف بعباءات «هوت كوتور» المناسبة لحفلات الزفاف والاحتفالات النسائية، التي تتميز إما بالقصات الأنثوية الجذابة ولمسات الزينة الناعمة، أو تلك الشفافة المزدانة بالأحجار الكريستالية، التي غالبا ما تميل إلى الكشف عن فساتين السهرة تحتها، والأخير تحديداً هو ما فضلت مصممة الأزياء الإماراتية المنطلقة من الشارقة حصة العبيدلي، أن تتخصص فيه عبر علامتها التجارية «حصة عباية هوت كوتور»، مفضّلة أن تصمم عباءات تحمل من الأنوثة والجاذبية ما يكفي لأن تكون كافية ومناسبة للمناسبات والحفلات من دون إضافات أخرى، هي عباءات أقرب في تفاصيلها وقصاتها إلى الفساتين الأنثوية الراقية، ما يجعلها بحسب العبيدلي «مناسبة لأن تكون عباءات مسائية للمناسبات النسائية، للاتي يفضلن البقاء بعباءاتهن بعيداً عن الكشف عما تحتها، وهو ما جعلني أختار فكرة (هوت كوتور)، التي تتميز بالتركيز المكثف على القصات المبتكرة، والاعتماد على العناصر الغنية في تزيينها، إضافة إلى الخامات المسائية».
في مجموعتها الأخيرة لربيع وصيف 2012 عكست العبيدلي تلون وزهو الموسم بألوانه، من الوردي الفاتح المقارب للبيج، والزهري، والفيروزي، إضافة إلى الأبيض العاجي، والبرغندي، ولمسات من الأحمر الذي امتزج بحرائر من الرمادي المغبر، إضافة إلى البني، والليلكي، والدرجات المعدنية من الفضي والذهبي، وعلى الرغم من عدم وجود فكرة موحدة تظلل المجموعة، وتوحي بذلك التسلسل الذكي لقطع تحمل ذات الروح الواحدة، رغم تميزها المنفرد، وتفضيلها لتقديم أزواج من العباءات المتشابهة في الفكرة فقط، إلا أنه لا يمكن وصف العبيدلي إلا بمصممة صاعدة تحمل ما يكفي من المواصفات التي تعينها على التطور السريع، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال تطور مجموعاتها السريع ونضوج خطوطها على مدار السنوات الماضية.
دانتيل
| حديقة سحرية كعادتها تفضل مصممة العباءات الإماراتية حصة العبيدلي أن تصور مجموعاتها في مناطق مميزة، واختارت لمجموعتها الأخيرة لربيع وصيف 2012 مدينة لازيون الإيطالية، وهي المجموعة التي قامت بتصويرها المصورة الإماراتية آلاء العبيدلي، وتمثلت فكرتها في عرائس من حكاية خرافية يكتشفن عباءات المصممة في الحديقة السحرية.
|
تجتمع النساء في الغالب على حب قماش الدانتيل، والفرنسي منه تحديداً، لما يحمله من فخامة شديدة، ورومانسية مفرطة، وأنوثة تجعل منه الخامة الأكثر شهرة، ولا تختلف العبيدلي في ذلك، بل إن ميلها الشديد للدانتيل جعلها تركز على تقديمه دائماً في مجموعاتها، إضافة إلى الشيفون الحريري، والكريب الحريري، والحرير الطبيعي الذي زين عدداً من العباءات.
أضافت المصممة خامتها المفضلة على عباءتين، إحداهما بدت أقرب إلى فستان الأميرة، مبطنة الدانتيل عند منطقة الجذع والتنورة باللون البيج المقارب للون البشرة، لتتسللق نقوش الدانتيل السوداء على المساحات الفاتحة، المخفية تحت أمواج متفاوتة الأطوال من حرير العباءة، وأكمامها الواسعة مثبتة الخصر بحزام قماشي مشابه للون البطانة، إضافة إلى تزيينها ظهر عباءة أخرى بذات الفكرة المبطنة لتنسدل طبقات من سواد العباءة على الظهر، إضافة إلى ذلك اعتمدت المصممة فكرة القماش المبطن في عباءات أخرى، مركزة على منطقة الجذع والأكمام، معتمدة فكرة اللف عند الجذع، كما زينت الجذع في إحدى العباءات بتخريمات ونقوش عاجية رسمت انحناءات منحفة للخصر، وكسرة أمامية تزينت بقماش الشيفون الزهري، بينما انسدلت بقية العباءة باتساع كاف، لتعطي القصة الأنوثة الكافية، والتركيز على الجذع المزخرف.
كما اعتمدت المصممة التركيز على موسم الربيع من خلال تزيين بعض العباءات بالورود البارزة الزهرية على الكتف، أو الفيونكات العفوية المكونة للأحزمة القماشية التي زينت معظم العباءات، إضافة إلى قطع الحرير مختلفة الألوان التي ظهرت بين الطبقات السوداء، سواء في منطقة الساق أو الجذع.
ترتر
زينت المصممة العبيدلي مجموعة من العباءات بأفكار مختلفة من الترتر المذهب والفضي والرمادي، الذي أضيف سواء على منطقة الكتف والصدر مشكلاً صديرية ذهبية مزركشة، أو مؤطرة الخذر والكتف وجانب الصدر منسدلة على جانب التنورة عبر تصميم مميز لعباءة جمعت بين فكرة العباءتين، إحداهما ضيقة وأخرى أقرب إلى الفستان الواسع ذي كتف منسدل يكشف عن الطبقة الأولى، مزيناً بالترتر المذهب والشيفون الفيروزي على الجوانب، كما اعتمدت الترتر بشكل مناديل زينت الصدر وانسدلت كأوشحة مع العباءات الواسعة، إضافة إلى جوانب الصدر وحواشي الأكمام في عباءات مزجت بين الرمادي والأرجواني.
نقوش
مالت بعض التصاميم التي قدمتها العبيدلي إلى اعتماد النقوش الشرقية التي زينت الحواشي البيضاء للعباءة ذات الكم الواسع والحزام المظفر الناعم المزين بشرابة منسدلة، كما اعتمدت فكرة النقوش في منطقة الجذع في عباءة أخرى محددة بحزام قماشي على الخصر، بينما مالت مجموعة أخرى من العباءات إلى فكرة تداخل الحراير الملونة برقع هندسية على طول العباءة، مقدمة في هذه الحال مجموعة مكونة من مجموعات مصغرة، الأمر الذي قد يكون مشتتاً، رغم جودة التنفيذ.