كهانجيندرا يدخل «غينيس» رسمياً الخميس. أ.ف.ب

أصغر رجل في العالم.. 18 عاماً و 65 سنتيمتراً

يضع كهانجيندرا ثابا ماجار يديه الصغيرتين أمام صدره بالطريقة النيبالية التقليدية مرحباً بزوّاره، وعلى شفتيه ابتسامة وصوته لا تكاد تسمعه.

يشغل كهانجيندرا نفسه في مطبخ أمه الصغير، في أحد أركان غرفة مستأجرة تؤوي أسرته المكونة من أربعة أفراد. ببعض الصعوبة، يفتح كهانجيندرا، الذي لا يتجاوز طوله 65.5 سنتيمترا، خزانة منخفضة، ويخرج قدراً به بعض الفجل المقطع ويقول إنه سيطهوه للعشاء.

تقول أمه دانمايا ثابا ماجار: «كهانجين يحب الطهو.. فهو يطهو الأرز لنفسه على موقد منخفض أحيانا.. ودائماً ما يساعدني في تقطيع الخضراوات».

سيعلن اسم كهانجيندرا كأصغر رجل في العالم يوم الخميس المقبل عندما يبلغ 18 عاماً، ليقتنص اللقب من الكولومبي إدوارد نينو هيرنانديز حامل اللقب الرسمي حالياً، الذي يبلغ طوله 70 سنتيمتراً. غير أن أمه تقول إنه «سيظل دائماً طفلها الذي يحتاج إلى رعاية دائمة، والذي لم تتركه وحده مطلقاً.. عندما وُلد كان بحجم راحة يدي.. ولادته لم تكن صعبة.. لكن تربيته حملت إليّ الكثير من الآلام».

كان جسد كهانجيندرا ينمو سنتيمترات قليلة كل عام، حتى بلغ الـ،11 إذ توقف عن النمو تماماً، واستقر وزنه عند 4.5 كيلوغرامات. وكان يستطيع الوقوف منتصباً حتى أربع سنوات مضت، لكنه الآن يسير محنياً قليلاً، بسبب تقلص في الجانب الأيمن من جسده.

يشع بهاء بين أفراد أسرته، بملابسه التي تصلح لطفل في سن العامين، وحذاء صنعته منظمة «غينيس» للأرقام القياسية العالمية، خصوصاً له لا يزيد طوله على 10 سنتيمترات، وهو يبحث مع أفراد الأسرة ما سيحدث في عيد ميلاده المقبل.

يفتح ذراعيه بقوة قائلاً: «سيقام لي عيد ميلاد كبير هذه المرة».

كهانجيندرا الذي وُلد في منطقة باجلونغ غرب نيبال، يعيش في قرية بوخارى (200 كلم غرب العاصمة كاتمندو) منذ عام .2006 ألحقه أبواه بحضانة تابعة لمدرسة ساراسواتي الداخلية المحلية العام الماضي، إذ تعلم كتابة اسمه.

يقول كهاجين وهو يقضم قطعة من فطيرة الشوكولاتة ويمسح فمه بمنديل: «لا أفعل شيئاً في المدرسة سوى الجلوس». وتوضح أمه أنه «يعاني صعوبة في الاختلاط بالطلاب الآخرين، لذا يقضي كثيراً من الوقت في رعاية مدرسيه».

يقول إن «أسعد لحظات حياته كانت عندما التقى بينج بينج من الصين الذي كان يحمل لقب أصغر رجل في العالم في الماضي، والهندية جيوتي أماغي أصغر فتاة في العالم، خلال حفل نظمه التلفزيون الأوروبي في إيطاليا أوائل العام الجاري.

ويتندر رئيس مؤسسة كهانجيندرا ثابا ماجار التي تجمع تبرعات نقدية لكهانجيندرا وعائلته مين باهادور ثابا «انطلق ثلاثتهم في الثرثرة بثلاث لغات مختلفة بمجرد أن التقوا.. بدا الأمر وكأن بينهم الكثير ليتبادلوه.. ولم أتمكن من التوقف عن التحدث لكل واحد منهم.. كانوا أرواحاً تنتمي لأسرة واحدة». تدور حياة كهانجيندرا، هناك في غرفته في قريته بوخارى، حول الذهاب للمدرسة ومساعدة أمه في المطبخ وأداء وجباته المدرسية واللعب مع أسرته. يقول أخوه الأصغر ماهيش (14 عاماً)، داي (كلمة نيبالية تعني أخي الأكبر)، «يقذفني بالأشياء عندما يشعر بالحنق الشديد ولا يتمكن من ممارسة ألعابه المفضلة.. عدا ذلك نتعايش بشكل جيد حقاً.. بمجرد أن يألف زوّاره تجده يتحوّل إلى فتى اجتماعي مرح».

الأكثر مشاركة