السمنة المفرطة.. خطر يطارد المراهقين
تُعد السمنة المفرطة من أبرز المشكلات الصحية الشائعة في الدولة، إذ يعاني منها عدد كبير من المراهقين والبالغين. وتشكل العادات الغذائية السيئة، مثل الاعتماد على الوجبات السريعة، وقلة الحركة والعزوف عن ممارسة التمارين الرياضية، نسبة 95٪ من أسباب تفشيها، وفق رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي في الشارقة، لطيفة راشد التي قالت ان «العادات الغذائية السيئة تلعب دوراً كبيراً في تفشي السمنة بين صفوف المراهقين»، مؤكدة خطورة الاعتماد على الوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون والكربوهيدرات والأملاح، ومشيرة الى ان معظم تلك الوجبات تعتمد على عملية القلي، واستخدام اللحوم المدهنة، والصلصات والأجبان كاملة الدسم، إلى جانب المشروبات الغازية التي ترتفع سعراتها الحرارية كذلك، نتيجة احتوائها على السكريات البسيطة.
| مقياس قالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي لطيفة راشد ان معرفة زيادة الوزن، تتطلب اتباع أكثر المقاييس شيوعاً وسهولة في الإجراء، حيث يعتمد على حساب مؤشر كتلة الجسم، وهو حاصل قسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر، فإذا بلغت النتيجة 40 فأكثر، كان ذلك دليلاً على وجود سمنة مفرطة، ونتيجة 30-،39.9 تدل على أن الشخص سميناً، وزيادة الوزن تكون نتيجته 25-،29.9 أما الوزن الطبيعي فتكون نتيجته 20-،24.9 وأقل من 20 يكون الشخص نحيفاً». وأكدت لطيفة أن ذلك المؤشر للأشخاص من عمر الـ18 فما فوق، ويستثنى الأطفال والحوامل والرياضيون (بسبب زيادة الكتلة العضلية لديهم)، والأشخاص الذين يبلغ طولهم أقل من 150 سنتيمتراً.
|
وقالت لطيفة راشد لـ«الإمارات اليوم» أن تلك الوجبات تسهم بدورها في تراكم الدهون في البطن، وأجزاء مختلفة من الجسم، مسببةً زيادة في الوزن وظهور «الكرش».
ونبهت إلى أن «قلة الحركة والعزوف عن ممارسة التمارين الرياضية، تجعل الجسم عاجزاً عن صرف الطاقة المخزونة، ويزيد وزن صاحبه مع مرور الوقت، مسبباً الإصابة بأمراض صحية خطرة في مقدمتها أمراض القلب وتصلب الشرايين»، مشيرة إلى أنه إلى جانب العادات الغذائية السيئة، وقلة الحركة، تلعب عوامل وراثية دوراً في زيادة الوزن، فضلاً عن تأثير تناول بعض الأدوية، ما يستدعي التدخل الطبي أحياناً.
شكل الكمثرى
أضافت لطيفة «تزداد خطورة السمنة كلما تركزت حول محيط الخصر في منطقة البطن، أي تأخذ المنطقة الوسطى شكل التفاحة، وتقل خطورتها عند الأشخاص الذين تتركز لديهم في منطقة الأرداف، ويأخذ حينها الجسم شكل الكمثرى، لذا يجب أن تكون نسبة محيط الخصر للأرداف لا تزيد على نسبة معينة».
أما عن علاج السمنة المفرطة فقالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي «في حال كان الشخص يعاني من زيادة وزن، لابد من أن يتبع نظاماً غذائياً صحياً يقوم بإعداده اختصاصي تغذية، ويلجأ لممارسة التمارين الرياضية»، مضيفة ان «في حال علاج السمنة المفرطة، يلجأ الأطباء إلى العمليات الجراحية، التي تتمثل في شفط الدهون، واستخدام الحلقة في المعدة (تصغير حجم المعدة)، أو استئصال جزء منها»، مؤكدة في الوقت نفسه ان «جميع هذه الجراحات، لابد أن يتبعها نظام غذائي صحي يحتوي على سعرات حرارية مناسبة، كما قد يلجأ بعض الأشخاص لتناول بعض الأدوية المساعدة في علاج السمنة».
مخاطر صحية
عن مخاطر السمنة المفرطة على الصحة بوجه عام، أفادت اختصاصية التغذية في دائرة الصحة في دبي، عائشة الصيري، بأن السمنة سبب رئيس للإصابة بأمراض القلب والشرايين، التي تشهد زيادة مستمرة في منطقة الشرق الأوسط، وتعتبر السبب الرئيس لأكثر حالات الوفاة في العالم، موضحة أن العادات الغذائية السيئة التي تعتمد على استهلاك الدهون الحيوانية، والكربوهيدرات مثل الحلويات، والسكريات، والمشروبات الغازية، والأغذية النشوية إلى جانب الوجبات السريعة التي تتميز بزيادة نسبة الدهون والأملاح، تودي إلى ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وبالتالي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين»، إلى جانب الإصابة بمرض السكري وارتفاع الضغط، والمساهمة في زيادة الدهون في الدم، والإصابة بأمراض المفاصل، وكذلك حصوة المرارة، ومرض النقرس، وصعوبة الحركة، والإصابة بالحوادث المختلفة.
تمارين
لتجنب الإصابة بالسمنة المفرطة، وتفادي مخاطرها الصحية وبالتالي النفسية، قالت عائشة «لا بد من العمل على المحافظة على الوزن الطبيعي لتجنب السمنة المفرطة وتفادي مخاطرها، من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لقدرتها الكبيرة على كسب الجسم القوام المتناسق، وحرق السعرات الحرارية، وتنشيط الدورة الدموية»، اضافة الى المساهمة في خفض ضغط الدم الشرياني عند مرضى ارتفاع ضغط الدم الذي تأثر السمنة في زيادة فرصة الإصابة به، إلى جانب أمراض القلب وتصلب الشرايين والسكري كذلك.
وأضافت «ينبغي اتباع نظام غذائي صحي يعتمد على ضمان الحصول على جميع الاحتياجات الغذائية المهمة من المجموعات الغذائية الأساسية، واتباع طرق الطهو الصحية كالشوي والسلق في إعداد الطعام، والابتعاد عن الأطعمة المقلية والدهون المشبعة، والزيوت المهدرجة مثل السمن النباتي، وزيت النخيل، وزيت جوز الهند، التي تؤدي إلى زيادة نسبة الكوليسترول في الدم»، مشددة على ضرورة استعمال الدهون غير المشبعة التي تعمل على إنقاص نسبة الكوليسترول في الدم، الذي يؤدي ارتفاعه إلى تصلب وانسداد الشرايين وأمراض القلب، ومنها زيت الصويا، وزيت الذرة، وزيت عباد الشمس، وزيت الأسماك، وزيت الزيتون، وفول الصويا، إلى جانب المكسرات، والأفوكادو، والأطعمة البحرية.