«أوفس» يرفع شعار «عد إلى الحياة الحقيقية». أرشيفية

الإنترنت.. علاقات مباشرة بين ذوي الاهتمامات المشتركة

بصوت يخالطه الضحك، قال جان مارك إن «هذا مضرب تنس، وليس مذبة لقتل الذباب». وترد ديلفين، وهي تضرب الكرة بقوة في اتجاه ركن الملعب، «احترس.. سأجعلك تهرب».

وتبادل اللاعبان قفشات طريفة كثيرة في مبارة تنس، جرت في صباح يوم بارد من نوفمبر الماضي في باريس، وقد يتبادلان عبارات السخرية أو الكلمات اللاذعة، كما يفعل الأصدقاء القدامى، على الرغم من أن جان مارك وديلفين التقيا قبل دقائق فقط. إنهما جزء من جماعة باريسية متنامية، يبحث أفرادها عبر شبكة الإنترنت الدولية عن أشخاص تربطهم بهم اهتمامات وهوايات مشتركة، ويمكنهم أن يتقابلوا معهم بشكل سريع. ويعد الموقع الإلكتروني الناطق بالفرنسية «أونفاسورتير دوت كوم» جزءا من هذا الاتجاه، ويرفع شعار «عد إلى الحياة الحقيقية»، غير أنه يختلف تماما عن المواقع الإلكترونية النمطية الشائعة والمتخصصة بالبحث عن شريك من النصف الآخر أو التوفيق بين الراغبين في الزواج، ويهدف إلى مساعدة الأشخاص على وضع خطط عملية مناسبة وملموسة، من أجل الاستمتاع بالأنشطة مع الآخرين الذين يشاركونهم الاهتمامات نفسها.

وينطبق هذا المفهوم على جميع أنواع الأنشطة والهوايات المشتركة، ابتداء من ممارسة لعبة الألغاز اللفظية التي تعرف باسم سكرابل، حتى تناول الأطباق الشهية ، مثل السوشي أو أداء رقصة الصالصا. ومن الاهتمامات المشتركة المتبادلة على صفحات الموقع الإلكتروني الفرنسي على سبيل المثال، مبادلة الأزياء النسائية بمختلف مقاساتها وتصميماتها. وقد يستخدم أحد المشاركين الموقع، ليعرض المساعدة في تصليح الدراجات. وتوجد مجموعة تكونت داخل الموقع تنظم لقاءات خارجية مساء كل سبت للذهاب إلى دور السينما، وتنظم مجموعة أخرى لقاءات رياضية لممارسة التزلج صباح كل أحد، داخل أحد المتنزهات، يعقبها الجلوس على مقهى.

وتقول ديلفين إن الميزة في المشاركة في التجمع على الموقع الإلكتروني هي أن الأشخاص يستطيعون العثور بسرعة على أناس آخرين، لديهم الرغبة نفسها في فعل الشيء نفسه، في التوقيت نفسه، وغالبا ما يكون من المتعذر التخطيط لقضاء الوقت خارج المنزل، مثل الذهاب إلى دار السينما مع الأصدقاء، حيث من المعتاد أن يكون جدول أعمال الناس مزدحما بالمواعيد. ويعد الموقع مفيدا في التعرف إلى الأفراد الذين يعيشون في الناحية نفسها من البلدة، ولديهم الاهتمامات نفسها. وعلى سبيل المثال، هواة ممارسة رياضة التنس والذين يكونون على المستوى نفسه من المهارة في اللعب.

وليست هناك أية رسوم يتعين دفعها عند التسجيل على الموقع الذي يتم تمويله من الإعلانات ورسوم المشاركة في الحفلات والأنشطة التي ينظمها الموقع مع شركاء تجاريين. ويبلغ عمر الموقع الإلكتروني الذي يسميه الباريسيون اختصارا (أوفس) أربعة أعوام، غير أنه بدأ في اجتذاب المشاركين بقوة خلال العام الأخير فقط. ويبلغ عدد المشاركين المسجلين بالموقع في الوقت الحالي 80 ألف شخص، ويقيم معظمهم في باريس، غير أن مواطنين فرنسيين يقيمون في مدن فرنسية أخرى بدأوا في الانضمام إليه.

الأكثر مشاركة