مواهب إماراتية إلى جانب أسماء عالمية في المعرض. تصوير: إريك أرازاس

معرض الأزياء العربية يخرج العباءة من تقليديتها

بمشاركة ما يقرب من .500 شركة وعلامة تجارية من أوروبا والمنطقة، و16 مصمماً عالمياً وإقليمياً، بالاضافة إلى مواهب إماراتية واعدة في مجال تصميم الأزياء، انطلقت أول من أمس فعاليات معرض الأزياء العربية في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ويفتح نافذة عريضة أمام المهتمات بأحدث صيحات الموضة والأناقة في عالم الأزياء والمصنوعات الجلدية، للاطلاع على الجديد في هذا المجال واختيار ما يناسبهن.

ورحبت سموّ الشيخة شما بنت زايد آل نهيان بـ«مبادرة المعرض بتشجيع المواهب الصاعدة من المصممين الإماراتيين الشباب، وتسليط الضوء على مجموعاتهم من خلال عرضها على منصة الأزياء». وقالت، بمناسبة افتتاحها للمعرض، إن «الأزياء والموضة صناعتان متناميتان في هذا الجزء من العالم، ومعرض الأزياء العربية يمثل تطوراً رئيساً في نطاق الارتقاء الثقافي العصري الذي تشهده أبوظبي، عبر توفير منبر للمصممين وللشركات الإقليمية والعالمية المشاركة في المعرض، للتواصل مع المشترين من مختلف أنحاء المنطقة». وأضافت «الإمكانات والفرص كبيرة لدينا، من خلال كوكبة من المصممين الناشئين هنا في الإمـارات. وإتاحـة الفرصـة لهم للعمـل جنبـاً إلى جنب مـع المصممين العالميين في بيئة مهنية، مثل معرض الأزياء العربية، هو ما نود أن نراه يتكرر باستمرار».

جماليات العباءة
شكلت المجموعة المنتقاة والمتميزة من عروض الأزياء التي تضمنها المعرض، خلال أيامه الثلاثة، أهمية خاصة ضمن فعالياته، فقد تميّزت بالتنوّع الشديد في المصممين، من حيث أسلوب التصميم أو نوعية الأزياء، وجنسية المصمم أيضاً، وشكلت العباءة التقليدية عنصراً أساسياً في عروض اليوم الأول من المعرض، ضمن تصميمات قدمتها مواهب واعدة من الفتيات الإماراتيات، حملت أفكاراً متميزة جمعت بين الأصالة والحداثة.

 خلية نحل  
بينما كان زوّار معرض الأزياء العربية بانتظار العرض المقبل، كانت الصورة خلف الكواليس مغايرة تماماً، حيث تحوّل المكان إلى ما يشبه خلية النحل، خصوصاً بالنسبة لفنانة التجميل الرئيسة في «ماك» فيمي جوشي التي كانت تتولى تجميل عارضات الأزياء، قبل تقديم أزياء رامي العلي. موضحة أن «وضع الماكياج لابد أن يتم بسرعة كبيرة، وأنها تحتاج أربع إلى خمس دقائق لإعداد ماكياج العارضة». ولفتت إلى اعتمادها على اللون البني لوناً أساسياً للماكياج في العرض، حيث يتم اختيار الماكياج بعد دراسة ألوان الأزياء التي سيتضمنها العرض، لتتماشى معها.
كذلك كانت العباءة محور عرض مصممتي الأزياء الأختين ريم وهند بالجافلة، واللتين أخرجتا العباءة من شكلها المعتاد إلى آفاق أكثر حداثة وعصرية، واستخدمتا الألوان عنصراً رئيساً في إضفاء لمستهما الخاصة. ومالت المصممتان للتركيز على الألوان القوية، مثل الفوشيا والأخضر والبرتقالي والأحمر، وجاءت الاستعانة بالألوان بشكل مدروس ومن دون إسراف، وهو ما يحسب للمصممتين، فظهرت الألوان على شكل كسرة كبيرة على جانب التصميم، أو حزاماً عريضاً يحيط بالخصر. وبدت بصمات الأختين بالجافلة على التصميمات، فظهرت العباءة في عدد منها أقرب إلى زي المرأة الإغريقية قديماً، بفتحة الرقبة الطولية «سابرينا» والأكمام المتسعة، مع حزام على الخصر ينساب بعده الجزء الأسفل من العباءة في نعومة، في حين تحوّلت الشيلة التقليدية إلى ما يشبه العمامة على الرأس. وحملت تصميمات أخرى قصات مغايرة، مثل استخدام حرملة كبيرة تنسدل على الظهر من الخلف، أو أن يختفي أحد الكمين، تاركاً الكتف لتتربع عليه وردة ضخمة من التول.

ربيع الباستيل
وبألوان الباستيل الحالمة، قدم مصمم الأزياء السوري رامي العلي مجموعته لربيع وصيف 2010 من الملابس الجاهزة، وتضمنت 27 قطعة تنوّعت ألوانها بين البيج والسيمون والزهري والأزرق، بالإضافة إلى الأسود والأبيض، وهي مجموعة حرص العلي على أن تأتي «طازجة»، حسب وصفه، وتتناسب مع روح الربيع والصيف، بما فيها من خفة ورشاقة، سواء من خلال الألوان، أو الأقمشة التي جمعت بين الحرير والدانتيل والشيفون، وأيضاً من خلال الخامات التي استخدمها في تطعيم التصميمات، وظهرت على الأكمام وحول قصة الرقبة والصدر، وهي خامات من الزجاج تمتاز بخفة الوزن.

ويستعد العلي لتقديم مجموعته لربيع وصيف 2010 من تصميمات الهوت كوتير في روما في الفترة المقبلة. وقال لـ«الإمارات اليوم» إنه على عكس المعتاد في تصميم الأزياء، لم يركز في المجموعة على عنصر واحد بشكل أساسي، ليكون هو محور التصميمات، ولكنه فضل التركيز على جميع عناصر العمل، وهي الألوان والخامات والقصات، ولكن، بشكل متوازن، بحيث لا يطغى أحد هذه العناصر على غيره، أو أن يحمل مبالغة تقلل من قيمة العمل.

واعتبر العلي أن الراحة تمثل وجهاً مهماً من وجوه الجمال، «فعندما تشعر المرأة بالحرية، وهي ترتدي زياً تظهر أكثر رشاقة وحيوية، وهو ما يزيد جمالها وتألقها».

الأكثر مشاركة