<p align=right>أفكار جديدة شهدتها المسابقة. تصوير: باتريك كاستيللو</p>

حرية مكتوبة بالمقصّات والأقمـشة

برهنت التصاميم التي قدمت في مسابقة الأزياء «ران واي آرت»، والتي أقامها مركز برجمان في دبي، على مدى حرية الإبداع عند الشخص حين تضعه في امتحان او مسابقة. فقد تميز العرض الذي قدمه المشاركون في المسابقة، اول من امس، بالأفكار الخيالية التي عبرت عن «الحرية»، عنواناً لمسابقة. ووصلت بعض التصاميم الى حدود الغرابة الشديدة، بحيث إنه ليس من الممكن ان نفهم الفكرة خلفه، فيما حاول بعضها الآخر ان يكون بسيطاً في كيفية إيصال الفكرة مع وجود بعض التعقيدات في القصة، أو في طريقة التعامل مع القماش والألوان. وقد تنوعت الأقمشة والألوان التي قدمها المشاركون بين البوليستر والاورغنزا والشيفون والحرير والساتان. أما الألوان فقد تميزت بغنى تنوعها، ومزجها مع اكثر من تصميم.

وشملت المسابقة فئتين، واحدة مخصصة لتصاميم الهواة، وفئة أخرى مخصصة لتصاميم المحترفين، وقد شارك في فئة الهواة 11 شخصاً، أعدوا تصاميم شديدة الغرابة، وهنا يمكن القول إن الحرية تكون اكبر عند الهواة كونهم لا يتقيدون كثيراً كالمحترفين، فيعبرون عن الحرية من خلال افكار خاصة لا تلتزم بدقة أصول المهنة تماماً. بدأ العرض مع التصاميم الغريبة حيث استخدم النحاس في أول تصميم، بالإضافة إلى أوراق الصحف مع الفستان الذي حمل عنوان حرية التعبير ومثل رسالة لوجوب تمتع الإعلام بالحرية الكاملة لايصال الحقائق. وتنوعت المواضيع التي حملتها تصاميم فئة الهواة، بين حرية التعبير وحرية الموضة، والعالم بلا حدود، وحديث المدينة، بالإضافة إلى تصميم للإماراتية آمنة مبارك الذي حمل عنوان لم أعد طفلة. وما يمكن الاشارة اليه هو ان موضوع الحرية، الذي أعطي للمشاركين خولهم اضافة المزيد من اللمسات الغريبة على التصاميم واستخدام الأدوات المكملة، كالنحاس والبلاستيك والماكياج الذي يلون كل الوجه أو نصفه.

لعب

أما المحترفون الذين شاركوا في المسابقة وعددهم ثمانية، فقد اعتمدوا بمعظمهم على الفساتين التي يمكن اللعب على شكلها او التبديل به من خلال القماش الذي يستخدم بأكثر من طريقة، فبعد ان يكون الفستان مطوياً بطريقة يبدو فيها قصيراً، تعمل العارضة على فك الأشرطة او الأحزمة فيظهر تصميم آخر مختلف تماماً عن الذي دخلت به في أول العرض، وفيما اعتمدت بعض الفساتين على ان تكون قصيرة وتصبح طويلة من القماش والتصميم نفسه، كانت بعض التصاميم مؤلفة من اكثر من طبقة، تكون الاولى هي الطويلة وبعد انتزاعها يصبح التصميم قصيراً.

وفاز بالمركز الاول عن فئة المحترفين الذي يخوله ربح 20 ألف درهم، المصمم جوزيف لالونغسيب، وقدم فستاناً يحمل عنوان ميستكل فيليبنا، او لغز الفلبينية، عرض من خلاله الزي التراثي المعروف بالفلبين. وقد عمل لالونغسيب في مجال الأزياء منذ 15 سنة، واطلعنا على فكرة الفستان الذي حمل اللون الأبيض مع الورود البنفسجية والزهرية، وقال، «إن الزي الفلبيني معروف بجماله وأردت ان اظهر للعالم انه من السهل ان يدخل هذا الزي التراثي أرجاء العالم، وعدلت في الأكمام المعروفة في الزي الفلبيني حيث كان يمكن ان يستغنى عنها». وتابع المصمم الفلبيني، «وضعت الأجنحة من الخلف، وهي مصنوعة من الشيفون فبدت العارضة وكأنها فراشة تطير وهذا ما منح الفستان البعد الجمالي والتميز بالإضافة الى تجسيد حرية الفتاة التي ترتديه، كون كل ما هو طائر بالنسبة لي قادر على ان يكون حراً مع مختلف الظروف المحيطة به». ولم يتوقع لالونغسيب انه سيكون الفائز، وقال، «وجدت التصاميم الموجودة مميزة والأفكار متنوعة لذا لم أتوقع الفوز رغم اني عملت على الفستان ثلاثة اسابيع متواصلة، وانجزته من الألف الى الياء».

وفاز بالمركز الثاني المصمم الفلبيني راميل نوفيدا، الذي قدم فستاناً من مواد مختلفة، فقد ادخل الى جانب التول والاورغنزا البلاستيك الذي استخدم على جسد العارضة كقطعة قماش تلبس الجسم، بالإضافة الى انه، قدم فستاناً يمكن ان يستخدم بأكثر من اسلوب، فبعدما كانت تضع العارضة المعطف على كتفيها في المرور الاول، انتزعته في المرور الثاني لتضعه كتنورة. وعن مرونة التصميم حدثنا نوفيدا الذي يعمل في دبي منذ خمس سنوات، «إن مرونة التصميم تجعل المصمم قادراً على التعبير عن افكاره بحرية اكبر لاسيما اننا نشارك في مسابقة، لذا لجأت الى هذا الاسلوب في المسابقة».

برقع على الموضة

أما الفائزة الأولى عن فئة الهواة فاطمة محمد، والتي حصلت على جائزة قدرها ١٥ الف درهم، فقدمت فستاناً يحمل اسم «أكثر من غطاء» وهو مثل البرقع الذي كان يستخدم في الزي التراثي الإماراتي، أوضحت لنا تفاصيل تصميمها الذي قدمته من الاورغنزا والبوليستر، وقالت، «أردت ان اظهر من خلال التصميم ان البرقع يمكن ان يكون ثوباً كاملاً وليس مجرد غطاء للوجه، وقد أردت من خلال المسابقة العمل على شيء تراثي لذا اخترت فكرة ترتبط بالإمارات، وجسدتها بأسلوب يمزج بين التراث والموضة العصرية». وبينت محمد، «ان كل ما هو تراثي يمكن ان يلائم العصر تبعاً للطريقة التي نستخدمه بها». وقد بينت محمد، ان «تصميم الأزياء يأخذ ما يقارب ٣٠٪ من وقتها بسبب وظيفتها في إحدى المؤسسات، إلا أن التصميم بالنسبة لها هواية تعمل على دراستها كي تتمكن من الوصول إلى الاحتراف». فيما الفائزة بالمرتبة الثانية، هي إلميرا بوربيفا، حصلت على جائزة قدرها ٧٥٠٠ درهم عن فستانها الذي حمل اسم «افتح الطريق»، وقدمت لنا فكرة الفستان بالقول، «اخترت الجلد للعمل على الفستان، كوني هنا اتحدث عن الطريق المفتوحة دون وجود أي نوع من انواع الرقابة أو الرادارات»، وقد بررت سبب استخدام الجلد بالقول، «يمنح الجلد التصميم بعض العنف لاظهار السرعة، لاسيما انه غالباً ما يستخدمه سائقو السيارات السريعة». وقد اكدت المصممة، «ان العمل كان صعباً لا سيما انني اخترت الجلد وبالنسبة لي كمبتدئة ليس سهلاً ان أقدم هذا التصميم».

الأكثر مشاركة