«دبي أكواريوم»... رحلة بين 33 ألف كائن بحري
تمثل زيارة «دبي اكواريوم» في «دبي مول» تجربة مميزة بكل المقاييس، حيث إنه أكبر واجهة مشاهدة مائية في العالم، يمكن من خلالها مشاهدة آلاف الكائنات البحرية الغريبة والنادرة، التي لم يكن بإمكاننا رؤيتها إلا في الأفلام الوثائقية، لكن التجربة لا تكتمل إلا بزيارة مركز الاكتشاف التابع للحوض، الذي يضم مجموعة من الأسماك والكائنات البحرية النادرة ليصل العدد الاجمالي للأسماك والكائنات البحرية في الحوض إلى 33 ألفاً.
بمجرد الوقوف أمام الحوض الكبير يتعرف الإنسان إلى عادات الكائنات البحرية الغريبة، فهناك أنواع من الأسماك لا تأكل بمفردها وتحتاج إلى من يساعدها، كون فمها في أسفل جسمها بينما عيناها في أعلى الرأس، فيما تعمد بعض الأسماك إلى الاختباء وراء الصخور لتتناول طعامها كونها تخجل من الأكل أمام غيرها، بالإضافة إلى أن هناك مواعيد محددة للطعام، ففي الوقت الذي تأكل فيه بعض الأنواع من الأسماك الصغيرة ثلاث مرات يومياً، يأكل القرش، على سبيل المثال، مرة واحدة يومياً ليس أكثر. أما زيارة مركز الاكتشاف التابع للحوض، الذي يقع في الطابق الثاني، فهي رحلة إلى عالم يضم العديد من الكائنات التي تعيش في مياه الأنهار، وتنتقل بالزائر في رحلة فريدة عبر الأنهار والمحيطات، من خلال مفاهيم ثلاثة هي الغابات حيث يصطدم المطر حين يهطل بالغابات أولاً، لينتقل بعدها إلى الشاطئ الصخري، ثم المحيط وهو المفهوم الثالث.
أسعار جيدة
لا تعتبر أسعار بطاقات زيارة دبي أكواريوم مرتفعة الثمن، إذ إن الحوض متاح للجميع بالمجان في مشهده الأمامي، فيما دخول الممر يوجب على المرء دفع 15 درهماً، ويتيح للزائر مراقبة أسماك القرش والراي عن كثب، ومعرفة الكثير عن الكائنات البحرية الموجودة في الحوض من خلال خبراء يشرحون للزوار كل ما يريدون عن الكائنات البحرية. أما في حال دفع الزائر50 درهماً فإنه سيتمكن من دخول الممر ومركز الاكتشاف الذي يضم جرذ الماء، ونجوم البحر، وسمك الفراش الراكون، وسرطان حدوة الحصان، وانقليس موري.
وقال مدير عام «دبي أكواريوم» داميان برندرغاست لـ«الإمارات اليوم» «تتميز الأسماك الموجودة في «دبي أكواريوم» بأنها تنتمي إلى بلدان عدة، منها استراليا واندونيسيا وجنوب افريقيا، وآسيا، وتعد «باو ماث» من الأسماك المميزة، ولا يمكن القول انها نادرة ولكنها مميزة بخصائصها وشكلها»، وأضاف «إن التجربة التي سيحصل عليها الزوار متنوعة وغنية بالمعلومات والمشاهدات التي لن يوفرها لهم مكان مماثل».
عناية يومية
وأوضح برندرغاست «نقدم للسمك يومياً نحو 100 كلغ من الطعام، ولدينا فريق متخصص من غطاسين يغطسون كل ساعتين تقريباً، للقيام بعمليات التنظيف وإطعام الأسماك، التي تتنوع طرقها حسب الأنواع الموجودة، اذ تحتاج بعض الأسماك الى إطعامها باليد، ونضطر الى اطعام القرش بأنفسنا ليس لأنه لا يأكل بمفرده ولكن لأنه يأكل مرة في اليوم، وبالتالي ان القينا الطعام له في الحوض قد تأكله أسماك اخرى قبل ان يصل اليه، لذا يطعمه الغطاسون. ويمكن للناس مشاهدة إطعام الاسماك في الساعات التالية، الواحدة ظهرا، والسادسة والعاشرة مساء، فيما الساعة الرابعة مخصصة لإطعام القرش».
بيئات مختلفة
وعن العوامل التي تؤخذ بعين الاعتبار قبل اختيار الأسماك لوضعها في الأحواض، اوضح برندرغاست «إننا نجري أبحاثاً كثيرة قبل اختيار الأسماك، لأنه من الضروري الالتفات إلى نوعية الأسماك القادرة على العيش مع بعضها البعض، فهناك أنواع من الأسماك لا تتآلف مع غيرها، فمثلاً القرش يجب اختياره بعناية، فهناك قرش مفترس يأكل جميع الأسماك المحيطة به، بينما القرش الذي اخترناه يدعى «ساندي تايغر شارك» وهو مسالم ويتعايش مع الاسماك. ونحرص على ايجاد العديد من البيئات البحرية الذي تناسب جميع الأسماك، فمنها، يعيش قريباً من الصخور والبعض الآخر يعيش في الكهوف، اما المواد التي تستخدم في قعر الحوض فليست طبيعية 100٪ ولكننا نحاول جعلها كذلك لتتأقلم معها الأسماك».
تأقلم بطيء
لا توضع الأسماك مباشرة في الحوض الكبير بل يجب ان يتم تحضيرها تدريجياً، لذلك تختلف أعمار الأسماك باختلاف الأنواع، فمنها ما قد يعيش مدة سنة، ومنها ما قد يعيش 30 سنة، لذا هناك أنواع يجب ان يتم استبدالها سنوياً. ويتم تغيير المياه في الحوض المفتوح بصورة تدريجية حيث يتم تغيير 37 ألف ليتر من اصل 10 ملايين ليتر، كما انه يتم تكرير هذه المياه واعادة استخدامها.
حقائق وأرقام
يضم الحوض، الذي دخل موسوعة غينيس باعتباره أكبر واجهة مائية في العالم، حيث يبلغ طولها 32.88 متراً وارتفاعها 8.3 أمتار، اكثر من 33 الف كائن بحري. وتتنوع الكائنات البحرية الموجودة لتصل إلى 85 فصيلة. أما ممر المراقبة فهو يخترق الحوض بزاوية 270 درجة ويصل طوله الى 48 متراً، ويقع على عمق 11 متراً من سطح الماء. اما في ما يتعلق بالماء فالحوض يتسع الى 10 ملايين ليتر من الماء، وتبلغ سماكة زجاجه 75 سنتيمتراً، وتحتاج الأسماك بداخله الى 100 كلغ من الطعام يومياً.
خطط مقبلة
هناك خطوات عدة في انتظار دبي أكواريوم، منها أنه ستتم زيادة عدد الأسماك فيه، كما سيجري العمل على تنظيم رحلات مدرسية إليه، بالاتفاق مع المدارس، ليتعرف الأطفال إلى الكائنات البحرية الموجودة هناك، بالإضافة إلى انه ستتاح، في ما بعد، إمكانية قيام الزوار بإطعام الأسماك الموجودة في الحوض الكبير، مقابل خمسة دراهم، وفي يناير من العام المقبل سيتاح الغوص للزوار بعد حصولهم على ترخيص بذلك.