دراسات تؤكد: إيماءات اليدين تساعد كثيرا في إقناع الآخرين

 

  إذا سبق لك أن شاهدت شخصًا يشرح شيئًا ما بحركات يدٍ مُتقنة لدرجة أنه يبدو وكأنه يهبط بطائرة، فقد تظن أن الأمر مُبالغ فيه بعض الشيء. لكن العلم يُشير إلى أن هذه الحركات تُؤثر في الواقع على مدى إقناعه. وبصراحة، هذا مُطابق للواقع. جميعنا قابلنا شخصًا كان عرضه التقديمي سهل التذكر، لكن حركات يديه قد تُقنعك بأفكار جريئة.

وحللت دراسة جديدة نُشرت في مجلة أبحاث التسويق آلافًا من المحاضرات وقارنتها بتجارب مُحكمة لمعرفة سبب وضوح بعض المُتحدثين الفوري.

ووفقًا للبحث، يبدو الناس أكثر كفاءةً وتماسكًا وإقناعًا عندما تتطابق أيديهم مع الفكرة التي يشرحونها، وفقًا لما ذكره موقع ScienceAlert. هذا ليس مجرد تحريك ذراعيك عشوائيًا. إنهم "رسامو توضيحيون"، تلك الحركات التي تُحاكي الشكل أو الاتجاه أو المسافة، وتساعد عقلك على تصوّر ما يُقال. ويقول العلم إن هذه الحركات البسيطة لليدين قد تجعلك مقنعًا بشكل غريب.

تخيل فرد راحتي يديك لإظهار الحجم، أو ضم يديك عند وصف علاقة بين الأفكار، أو رسم أفعوانية غير مرئية عند الحديث عن سوق "يتذبذب صعودًا وهبوطًا". وجدت الدراسة أن هذه الحركات البسيطة تمنح المستمعين رابطًا بصريًا، يصفه علماء النفس بأنه يُسهّل فهم الرسالة. ووفقًا لفريق البحث، تُترجم هذه السهولة إلى تقييمات أعلى للكفاءة.

لقياس ذلك، استخدم الباحثون أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل أكثر من 200,000 مقطع فيديو من أكثر من 2000 محاضرة،  ووجدوا أن المتحدثين الذين استخدموا إيماءات توضيحية أكثر حصلوا باستمرار على تقييمات أعلى من الجمهور. واستمر هذا النمط في التجارب أيضًا، حيث قيّم 1600 مشارك المتحدثين الذين استخدموا إيماءات هادفة على أنهم أكثر وضوحًا وإقناعًا.

ولكن ليست كل حركات اليد متساوية. التلويح العشوائي، أو التململ المشتت، أو حركات الهواء المبهمة لا تُقدم أي فائدة، بل قد تُشعر المتحدث بالتشتت. خلاصة الدراسة بسيطة جدًا: الإيماءات لا تُجدي نفعًا إلا إذا أظهرت بالفعل الشيء الموصوف.

يقترح الباحثون أنه يُمكن تدريب الناس على الإيماءات بفعالية أكبر، كما لو كانوا يتعلمون لغة ثانية. تُظهر الاختبارات الأولية أن جلسة تدريب لمدة خمس دقائق فقط يُمكن أن تُحسّن مهاراتهم في الإلقاء.

 

 

الأكثر مشاركة