ما تأثير الحليب على فوائد الماتشا؟

يُستخرج الماتشا، أو كما يعرف في اليابان بـ"الشاي المسحوق"، من نبات الكاميليا الصينية، وهو نفس النبات الذي يُنتج منه الشاي الأخضر والأسود.

لكن على عكس طرق المعالجة المعتادة، يُزرَع الماتشا في الظل لعدة أسابيع قبل الحصاد، ما يعزز من تركيز مكوناته.

بعد الحصاد، تُجفف الأوراق بعناية وتُطحن حتى تتحول إلى مسحوق ناعم غني بالعناصر المفيدة.

ومن منظور صحي، يُقدِّم الماتشا عدداً من الفوائد التي يُقدِّمها الشاي الأخضر؛ وذلك بفضل محتواه العالي من البوليفينولات، بما في ذلك الفلافونويدات، وهي مضادات أكسدة معروفة، وفق ما ذكر موقع «سينس أليرت».

ويُروَّج للماتشا لفوائده الصحية المحتملة، بوصفه مضاداً للأكسدة، ومضاداً للميكروبات، ومضاداً للالتهابات، ومضاداً للسمنة، وحتى تأثيرات مضادة للسرطان، بالإضافة إلى تحسينات محتملة في وظائف المخ، وتخفيف التوتر، وصحة القلب، وتنظيم سكر الدم.

لكن غالبية الأدلة التي تدعم هذه الفوائد تأتي من دراسات معملية (على الخلايا أو الحيوانات)، وليس من تجارب سريرية قوية على البشر. لذا، فبينما تبدو الأبحاث الأولية واعدة، فإنها بعيدة كل البعد عن كونها قاطعة.

وتحتوي كثير من وصفات الماتشا، سواء للأطعمة أو المشروبات، على الحليب أو بدائله، وهو ما يدفع لطرح تساؤل مهم:

ما المشروبات التي يمكن مزجها مع الماتشا؟

وفقاً لموقع «ماتشا دوت كوم»، يمكن مزج مسحوق الماتشا مع مختلف أنواع السوائل لتحضير مشروبات لذيذة وصحية.

والخيارات متعددة، ولكن أكثرها شيوعاً هو مزجه مع أنواع مختلفة من الحليب والعصائر والماء.

ويساعدك مزج الماتشا مع الماء على ترطيب الجسم، لكنه لا يضيف أي فوائد غذائية إضافية.

أما مزجه مع عصائر الفاكهة، فيمنحك جرعةً إضافيةً من الفيتامينات الموجودة في العصير.

فماذا عن مزج الماتشا مع الحليب؟ وماذا عن بدائل الحليب مثل حليب اللوز أو الصويا أو جوز الهند؟

للإجابة عن تأثير الحليب على امتصاص العناصر الغذائية في الماتشا، يجب أولاً معرفة هذه العناصر.

العناصر الغذائية في الماتشا

يحتوي الماتشا على تركيز عالٍ من الفلافونويدات، وهي التي تمنحه خصائصه المضادة للأكسدة، وتعمل على مكافحة «الجذور الحرة الضارة» في الجسم، والتي تسبب الإجهاد التأكسدي، وهو عامل رئيسي في كثير من الأمراض، مثل السرطان، وألزهايمر، وباركنسون، ومتلازمة القولون العصبي، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والربو.

كما تمنع الفلافونويدات تكوين «الجذور الحرة» في الجسم، التي تضر الخلايا السليمة وتسبِّب الشيخوخة المبكرة والأمراض المزمنة.

ومن المكونات الرئيسية الأخرى في الماتشا، حمض «إل-ثيانين»، الذي يُعرَف بقدرته على تعديل تأثيرات الكافيين، مما يعزِّز اليقظة، ويقلل من الآثار الجانبية السلبية التي قد تنتج عن تناول القهوة.

كما تحتوي الماتشا على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن.

ما فوائد مزج الحليب مع الماتشا؟

في دراسة أجراها مركز أبحاث هولندي، تم إعطاء المشاركين عشوائياً أنواعاً مختلفة من الشاي: شاي أخضر، وشاي أسود، وشاي أخضر مخلوط بالحليب (2 في المائة دهون)، وشاي أسود مخلوط بالحليب (2 في المائة دهون).

وتم أخذ عينات دم من المشاركين قبل وبعد شرب الشاي.

وأظهرت النتائج أن الشاي الأخضر يحتوي على كمية أكبر بكثير من الفلافونويدات مقارنة بالشاي الأسود، وأن الجسم يمتص هذه الفلافونويدات بسرعة بعد شرب كلا النوعين من الشاي، وأنه لا يوجد تأثير لخلط الشاي مع الحليب على كمية أو سرعة امتصاص هذه الفلافونويدات، وهو ما يشير لعدم تأثير الحليب بصورة كبيرة على امتصاص العناصر الغذائية في الماتشا.

ووفقاً لموقع «ماتشا دوت كوم»، يُعدّ مشروب الماتشا مع الحليب طريقةً جيدةً لتناول الفيتامينات صباحاً. فالفيتامينات «A»، و«D»، و«E» و«K» هي فيتامينات تذوب في الدهون، أي أنها تحتاج إلى الدهون لامتصاصها بشكل صحيح. مع ذلك، يُنصَح بعدم شرب الماتشا مع أي مكملات غذائية تحتوي على الحديد؛ لأن مشروب الماتشا قد يقلل من امتصاص الحديد.

ماذا عن بدائل الحليب؟

بالنسبة لمَن يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، يمكن استخدام بدائل الحليب النباتية مثل حليب الصويا أو حليب جوز الهند أو اللوز، مما قد يحسّن من شعورهم. ولكن، هل تؤثر بدائل الحليب على امتصاص الجسم للعناصر الغذائية في الماتشا؟

للأسف، لم تُجرَ دراسات كافية حول هذا الموضوع لإثبات ذلك بشكل قاطع.

ولكل نوع من بدائل الحليب مزاياه وعيوبه مقارنة بحليب البقر. ولا يستطيع الجميع تناول منتجات الألبان التقليدية، لذا عند استخدام بديل الحليب يمكن استشارة طبيبك حول مزايا وعيوب كل نوع قبل اختيار البديل المناسب.

الأكثر مشاركة