«كازا كالو».. متحف لإرث الأيقونة فريدا كالو
أعلنت عائلة الفنانة المكسيكية الشهيرة، فريدا كالو، تأسيس متحف جديد في العاصمة، مكسيكو سيتي، يحمل اسم «متحف كازا كالو»، ليكون مركزاً مكرساً للحفاظ على إرث الفنانة وعرض أعمالها ومقتنياتها الشخصية. الخطوة اعتُبرت حدثاً ثقافياً لافتاً يضيف بُعداً جديداً إلى حضور كالو في الذاكرة الجماعية للمكسيك والعالم.
المتحف الجديد يهدف إلى عرض لوحات أصلية ومخطوطات وصور فوتوغرافية ومقتنيات جمعتها كالو طوال حياتها، إلى جانب أعمال فنية كانت تحتفظ بها في منزلها، وتعكس علاقتها الوثيقة بالفن المكسيكي الشعبي، وبالحركات الفنية العالمية التي تأثرت بها وأثرت فيها. كما سيوفر فضاء للتجوال في عالمها الشخصي، بما في ذلك مقتنياتها اليومية، ورسائلها وقطعها الفنية النادرة، ليمنح الزائر تجربة حسية ووجدانية تربطه مباشرة بواحدة من أكثر الشخصيات الفنية إثارة للجدل والإعجاب في القرن الـ20.
ويأتي افتتاح «متحف كازا كالو» ليكمل الدور الذي يؤديه «البيت الأزرق»، المنزل الذي وُلدت فيه فريدا وحُوّل لاحقاً إلى متحف شهير، غير أن المتحف الجديد يختلف في كونه يركّز على المقتنيات الخاصة التي ظلت بعيدة عن أعين الجمهور لعقود طويلة، كما يسعى إلى تقديم قراءة جديدة لحياة الفنانة تتجاوز الصورة النمطية لها كرمز للألم والمعاناة، لتبرز أيضاً مكانتها كقوة إبداعية شكلت ملامح الهوية الثقافية للمكسيك.
فريدا كالو (1907-1954) تُعدّ اليوم أيقونة ثقافية عالمية، ليس بسبب لوحاتها المفعمة بالتعبير الذاتي والرمزية العميقة فقط، بل أيضاً بسبب شخصيتها الاستثنائية التي تحدّت القيود الاجتماعية والجسدية والسياسية في عصرها. فحضورها يتجاوز حدود الفن التشكيلي ليشمل قضايا الهوية والنسوية، والسياسة والثقافة الشعبية، لهذا فإن إنشاء متحف جديد مكرس لها يأتي كخطوة لتعزيز فهم إرثها من زوايا متعددة، ومنح الأجيال الجديدة مساحة للتواصل مع إرثها الملهم.
وعبّرت عائلة كالو عن أملها أن يصبح «متحف كازا كالو» وجهة دولية تحتفي بإرث الفنانة، وتدعم الحوار الثقافي والفني بين المكسيك والعالم. كما أُعلن أن المتحف سيستضيف معارض مؤقتة، وورش عمل تعليمية، ومبادرات بحثية حول فن كالو وعصرها، ما يجعله ليس فضاء للعرض فقط، بل يجعله أيضاً مركزاً للنقاش والإبداع المستمر.