جمعة بن ثالث قام بعملية بحث وتوثيق لواحدة من أهم المحميات الصحراوية في الدولة والمنطقة. تصوير: علي ملحم

جمعة بن ثالث يوثق قصة «المرموم» الملهمة

شكّل تدشين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «محمية المرموم» في عام 2018، حافزاً كبيراً بالنسبة للإعلامي والباحث جمعة بن ثالث الحميري، للبدء في عملية بحث وتوثيق حكاية واحدة من أهم المحميات الصحراوية في الدولة والمنطقة، مُحركها الأساسي قصص الآباء وروايات الأجداد التي لطالما تغنت بمكانة المرموم وتنوّعها البيئي «فهي رئة دبي وموئل الطبيعة»، وفقاً لبن ثالث.

وأكد بن ثالث لـ«الإمارات اليوم» أن «إعلان تدشين محمية المرموم لتكون بذلك أكبر وجهة بيئية سياحية تشترك في تنفيذها تسع جهات حكومية، وتستهدف استقطاب مليون زائر سنوياً، كان بمثابة صفارة البداية لانطلاقي مع فريق عمل متخصص في عملية بحث مكثفة استغرقت أربع سنوات، واستدعت بذل جهود كبيرة للتعرف إلى حكاية المرموم وتفاصيلها».

وأضاف «سعينا في عملية البحث إلى جمع المعلومات والحقائق التاريخية من مصادرها، إلى جانب التركيز على مفردات تراثية وحقائق تمت مطابقتها مع روايات لسكان المنطقة الذين أبدوا تجاوباً كبيراً وواضحاً أسهم في إصدار (المرموم)». وبين «سعيت في عملية البحث إلى التعرف عن كثب الى المنطقة عبر معايشة ميدانية شملت عشرات الزيارات التي قابلت فيها سكاناً من المنطقة، والتقطت وفريقي مجموعة من الصور التي جسدت أهميتها وعكست تنوعها البيئي الفريد».

وحرص بن ثالث في عملية البحث والتوثيق على مواكبة مرحلة مهمة خلقت لـ«المرموم» جاذبية خاصة، لاسيما في ظل الجهود التنموية التي تضافرت لأجلها جهات حكومية عديدة، ففيها كما ذكر «ينفذ أكثر من 20 مشروعاً بيئياً وترفيهياً وثقافياً ورياضياً، من بينها 10 منصات لمراقبة الحيوانات البرية والطيور ومراقبة النجوم وغروب الشمس وممارسة اليوغا، ومسرح خارجي يستضيف عروضاً من مختلف أنحاء العالم، يتسع لـ350 شخصاً، إضافة إلى مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الأكبر من نوعه في موقع واحد في العالم، بقدرة 5000 ميغاواط بحلول عام 2030، كما تستضيف أكثر من 20 بطولة وفعالية رياضية على مدار العام يشارك فيها أكثر من 20 ألف شخص».

ومن أبرز الموضوعات التي تناولها بن ثالث في «المرموم»، الذي سيطلق رسمياً في مكتبة الصفا بدبي نهاية الشهر الجاري، دور المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، باني دبي وصانع رؤية «المرموم»، في هذه المنطقة، حيث ذكر أنه قام ببناء المساكن فيها واعتاد على زيارتها في عطلة آخر الأسبوع، وكان يحرص على حضور سباق الهجن فيها، لاسيما أنها من الرياضات المحببة له، وقد كان يرصد لها جوائز مالية ومنحها الكثير من الاهتمام إلى أن غدت اليوم من أهم الرياضات المحلية والدولية.

«المرموم».. وأكبر مشتل للحياة النباتية في الدولة

ذكر بن ثالث في إصداره الأخير «المرموم»، الذي يصدر قريباً بالتعاون مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، أن «محمية المرموم» تُعد أول محمية صحراوية غير مُسوّرة في الدولة مفتوحة للزوار، تم مضاعفة مساحتها نحو ثلاث مرات، وتحتضن «مشتل نباتات الإمارات» أكبر مشتل للحياة النباتية في الدولة على مساحة 40 هكتاراً، وستضم أكثر من مليون شتلة من مختلف أنواع النباتات المحلية للحفاظ على التنوع البيولوجي في إمارة دبي.

الأكثر مشاركة