20 دقيقة تحبس الأنفاس في القرية العالمية.. بتوقيع «الأفراد الذين لا يقهرون»

بالجمع بين الرقص وحركات الأكروبات الهوائية، تقدم فرقة «ڤي-أنبيتابل» (الأفراد الذين لا يقهرون) عروضها على مسرح القرية العالمية، الوجهة العائلية الأولى للثقافة والترفيه والتسوّق في المنطقة، في موسمها الـ27. وتجمع الفرقة الحائزة المركز الأول في برنامج المواهب الأميركية «أميركان غوت تالنت» في عام 2020، 45 فناناً على المسرح، يقدمون إبداعهم في الرقص وفنون حركات التطاير في الهواء بعرض يحبس الأنفاس ويبهر مشاهديه.

وقال المدير التنفيذي والإبداعي في الفرقة، ماهيش موريه، لـ«الإمارات اليوم» عن العروض التي تقدم على خشبة المسرح الرئيس بالقرية العالمية حتى 30 الجاري: «يعتبر العرض الذي يقدم في القرية العالمية، من أطول العروض التي قدمتها الفرقة منذ انطلاقها، إذ يمتد إلى ما يقارب 20 دقيقة، ويُعد طويلاً نظراً لصعوبة ما تقدمه الفرقة، إذ يجمع بين الرقص والأكروبات»، مشيراً إلى أن العرض يقدم على وقع الموسيقى الهندية، إذ اختيرت أغنيات مجموعة من أهم الفنانين، ومنهم شاروخان وسلمان خان، ومزجت مع بعضها لتقديم لوحة خاصة لزوار القرية العالمية، وتراوح أعمار الراقصين ما بين 15 و38 سنة. وحول مسرح القرية العالمية، أضاف أنه مناسب جداً، ويتسع لعدد الراقصين الكبير، كما أن من ميزاته الإيجابية لهذا النوع من العروض هو الإضاءة المبهرة والتي تضيف إلى ألق الرقص.

تحديات

وبالعودة إلى بداية «ڤي-أنبيتابل» والتحديات التي واجهتها منذ التأسيس، أوضح موريه أن الفرقة بدأت بمزج رقص الهيب هوب الهندي مع الأكروبات، وانطلق الحلم مع 25 راقصاً، إذ كان مؤسسها فيكاس جوبتا يحمل حلماً كبيراً بأن تصل الفرقة الى العالمية، لكنه تعرض لحادث ووقع وأصيب في أحد تدريبات العروض، وتوفي بعد شهر من الإصابة، وكانت أصعب التحديات. وأكمل: «أحبط موت فيكاس كل أعضاء الفرقة، ولكن والده استكمل الحلم، على الرغم من كونه كان غير داعم لابنه في البدء، وحققت الفرقة نجاحاً عالمياً مبهراً، وارتفع عدد الأعضاء إلى 45 راقصاً، بدعم من والد الراحل فيكاس».

وشاركت الفرقة في بعض المسابقات في الهند ومنها «دانس بلاس» وحققت جماهيرية كبيرة، حتى تم التواصل معهم من قبل «أميركان غوت تالنت»، وقد حققت الفرقة لقب «الأفضل على الإطلاق في البرنامج»، حسب موريه الذي لفت إلى أن العقبات تتالت في مسيرة الفرقة، فبعد هذا اللقب العالمي المهم أطلت جائحة «كورونا» وحالة الإغلاق، لكن ذلك دفع أعضاء الفرقة إلى مزيد من الإصرار على مواصلة الحلم، معتبراً أن تقديم العروض في القرية العالمية خطوة نجاح إضافية كونها العروض الأولى للفرقة في الشرق الأوسط.

تناغم الفريق

من جهته، قال مصمم الرقصات، وأحد مؤسسي الفرقة أومبراكاش تشوهان، عن تصميمه العروض: «اعتدت مشاهدة فرق الجمباز، ومن هنا بدأت فكرة المزج بين الجمباز والرقص الهندي، وهكذا تولد هذا الرقص المختلف الشكل والذي يحمل العديد من التحديات؛ أبرزها تناغم الفريق في تقديم هذا النوع من العروض، والذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التدريب لفترات طويلة، ولذا تصل ساعات التدريب اليومي إلى ثماني ساعات».

وأشار إلى أن التحضير للعرض الخاص بالقرية العالمية استغرق ما يقارب شهرين، لاسيما أن عروض الفرقة السابقة كانت مدتها نحو ثلاث دقائق فقط، بينما يمتد عرض القرية العالمية إلى ما يصل إلى 20 دقيقة، وهو الأطول على الإطلاق منذ تأسيس الفرقة، ما جعله يُشكل تحدياً كبيراً لجميع الراقصين.

وأشاد تشوهان بجمهور القرية العالمية، إذ إن العرض يتوجه للكثير من الثقافات والجنسيات، وهو الأول في منطقة الشرق الأوسط، معرباً عن سعادته بردود أفعال الجمهور وإعجابه الكبير بالعرض، الذي يُعد الأكبر على خشبة المسرح. وحول الاختلاف ما بين بدايات الفرقة مع فيكاس ووضع الفرقة اليوم، لفت تشوهان الذي أسس الفرقة مع فيكاس في الهند، إلى أن «فترة فيكاس كانت محفوفة بالتحديات ومحاولات النجاح، واليوم حققت الفرقة الانتشار، وهذا ما وددت أن يراه، فقد كان يسعى إلى تحقيق النجاح وإهدائه إلى أهله».

أما نائب المدير العام لـ«ڤي-أنبيتابل»، فيباف غوبتا، فقال إنه بدأ مع الفرقة كراقص، ولكنه اليوم يتولى العمل الإداري، مضيفاً أن «التحدي الأساسي في العمل مع الفرقة هو أنه غير مسموح بأي نوع من الأخطاء على المسرح، فالعرض يحمل بعض حركات الأكروبات التي تتطلب الكثير من الدقة، وقد يتعرض الراقص إن أخطأ إلى مخاطر حقيقية، ولذا يُعد التدريب لساعات طويلة مهماً وأساسياً في عملنا».

• 45 فناناً، أعضاء الفرقة التي حازت لقب «أميركان غوت تالنت» في عام 2020.

قصة حلم

أسست فرقة «ڤي-أنبيتابل» على يد كل من فيكاس جوبتا وأومبراكاش تشوهان، إذ كانا يسعيان لتوفير حياة كريمة لصغار السن الذين يعانون ظروفاً معيشية صعبة في الهند.

وحملت الفرقة في البدء اسم «أنبيتابل» أو ما يعني الأفراد الذين لا يقهرون، ولكن أضيف الحرف الأبجدي «ڤي» على اسمها لاحقاً تكريماً لمؤسسها فيكاس بعد وفاته المحزنة إثر إصابة تعرض لها خلال تدريبات الرقص، ولتكون المحفز الدائم لأعضاء الفرقة للاستمرار والمواظبة على تحقيق حلمه بالنجاح والوصول إلى العالمية والحفاظ على جودة الحياة الكريمة لهم ولعائلاتهم.

وتستعد الفرقة حالياً لافتتاح أول أكاديمية لتعليم الفنون الاستعراضية في مومباي، من أجل توفير المزيد من الفرص للشباب للسعي وراء حلمهم.

 

الأكثر مشاركة