الشيف مروان أبوداوود: الإمارات رائدة في التوجه إلى المطبخ النباتي

يشهد العالم في الفترة الأخيرة إقبالاً متزايداً على الأنظمة الغذائية النباتية، واستطاعت دولة الإمارات أن تتصدر المنطقة في هذا التوجه، إذ تحتضن أكثر من 300 مطعم تقدم الأطباق النباتية، وفق ما أوضح الشيف الرئيس لشركة «أبفيلد» بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مروان أبوداوود، لـ«الإمارات اليوم»، متوقعاً أن يتبنى المزيد من المطاعم في الإمارات هذا التوجه لتلبية أذواق مختلف شرائح المجتمع والحفاظ على عملائها.

وأكد أبوداوود أن الأنظمة الغذائية للأفراد لها تأثير على التغير المناخي، إذ أثبت العديد من الدراسات وجود علاقة بين الأنظمة الغذائية النباتية وانخفاض نسبة انبعاثات الغازات الدفيئة، والناتجة عن عمليات إنتاج الأطعمة الحيوانية. وأظهر تقرير الفريق الدولي للإدارة المستدامة للموارد في برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن تكريس توجه عالمي نحو الأنظمة الغذائية النباتية عامل رئيس لحماية العالم من أسوأ تأثيرات التغير المناخي. كما أشار تقرير صادر عن معهد وورلد ووتش إلى أن 51% من انبعاثات الغازات الدفيئة حول العالم يمكن أن تُعزى إلى تربية المواشي، مثل الأبقار والأغنام والجِمال وغيرها من حيوانات المزارع التي تُربى للاستفادة من لحومها، لذا تحمل تربية المواشي عواقب في ما يتعلق بالتغير المناخي. وبيّنت دراسة نُشرت في المجلة الدولية لأبحاث الغذاء (فبراير 2018) أن استبعاد اللحوم من النظام الغذائي يمكن أن يقلل انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 34%.

متطلبات متغيرة

وأوضح الشيف أبوداوود أنه نتيجة لهذه الدراسات يشهد العالم اليوم منافسة بين أبرز الأسماء في عالم المأكولات، مثل بيتزا هوت وبرغر كينغ وماكدونالدز، لطرح الأطباق النباتية، واللحاق بهذا التوجه لتلبية المتطلبات المتغيرة للمستهلكين، والحفاظ على أكبر قاعدة ممكنة من العملاء، مبيناً أن الأنظمة الغذائية النباتية تركز على الأطعمة المشتقة بشكل أساسي من النباتات، لكن لا تقتصر حصراً على الفواكه والخضراوات، بل تشتمل على المكسرات والبذور والزيوت والحبوب الكاملة والبقوليات، فضلاً عن الأسماك والدواجن والبيض واللحوم الحمراء في بعض الأحيان. وازداد التوجه نحو بدائل مشتقات الألبان، مع إدراك المستهلكين للقيود الغذائية، مثل عدم تحمل اللاكتوز، ما يتيح للطهاة الاعتماد على منتج واحد لتلبية مختلف الأنظمة الغذائية دون المساومة على المذاق.

توعية

وأضاف أبوداوود: «باعتبارنا من الشركات الأبرز عالمياً للمنتجات النباتية مع مسيرة تزيد على 150 عاماً في هذا المجال، فنحن على اطلاع مستمر بأحدث التوجهات في القطاع. وبما أن مكتبنا الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط يتركز في دبي، يمكننا القول وبكل ثقة إن الإمارات تتصدر المنطقة بالنسبة لهذا التوجه، إذ تحتضن أكثر من 300 مطعم تقدم الأطباق النباتية، ونتوقع أن تتبنى المزيد من المطاعم هذا التوجه لتلبية أذواق مختلف شرائح المجتمع، والحفاظ على عملائها».

ودعا إلى التوعية بتأثير خيارات الأفراد لطعامهم على التغير المناخي، لافتاً إلى أهمية أن تكون البداية من المدارس لترسيخ هذه الثقافة، حيث بدأت بعض المدارس في دبي بتبني هذا التوجه، والتعاقد مع شركات لتوريد الأطعمة النباتية والخالية من مسببات الحساسية.

وأشار مروان أبوداوود إلى حرص «أبفيلد»، وهي شركة متخصصة في المأكولات النباتية، وتتخذ من أمستردام مقراً لها، على المشاركة في مؤتمر ومعرض الطهاة العالميين 2022 الذي استضافته العاصمة الإماراتية، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض من 30 مايو الماضي، واختتمت فعالياته أمس، ويُعتبر المعرض الحدث الأول من نوعه للطهاة، موضحاً أنهم ركزوا خلال مشاركتهم على تعزيز وعي الطهاة والجمهور بأن المطبخ النباتي بات يقدم خيارات واسعة لا تقتصر على السلطات والوجبات الخفيفة، بل من الممكن تحضير جميع الوجبات المفضلة، من البيتزا والباستا وغيرها باستخدام بدائل نباتية بالكامل، والاستمتاع بالمذاق ذاته.

«ميك إت بلانت»

• قال مروان أبوداوود: «أطلقنا خلال معرض الطهاة العالميين 2022 في أبوظبي حملة #ميك_إت_بلانت، التي تسعى إلى دعم وتشجيع الطهاة في جميع أنحاء العالم لاعتماد بدائل مستدامة وخالية من منتجات الألبان من خلال تزويدهم بخيارات نباتية. وأثمر توجه مزيد من المستهلكين نحو اعتماد الخيارات شبه النباتية والأقلّ ضرراً بالبيئة، تزايداً ملحوظاً في البدائل النباتية».

مروان أبوداوود:

• «المطبخ النباتي بات يقدم خيارات واسعة لا تقتصر على السلطات والوجبات الخفيفة، بل من الممكن تحضير جميع الوجبات المفضلة، من البيتزا والباستا وغيرها، باستخدام بدائل نباتية بالكامل، والاستمتاع بالمذاق ذاته».

• «يجب التوعية بأهمية ترسيخ الأنماط النباتية، خصوصاً من المدارس، إذ بدأت بعض المدارس في دبي تبني هذا التوجه، والتعاقد مع شركات لتوريد الأطعمة النباتية والخالية من مسببات الحساسية».

300

مطعم في دولة الإمارات تقدم الأطباق النباتية.

الأكثر مشاركة