«قاروني»: «لم يساعدني أحد في بداية مشواري». من المصدر

مصطفى قاروني: نظرة البعض القاسية وراء غياب المواهب الموسيقية الإماراتية

رغم صعوبة البدايات ونظرة البعض السلبية، إلا أن محاولات «الدي جي» والمغني الإماراتي مصطفى قاروني، لم تذهب أدراج الرياح، في ظل إصراره على الاستمرار في طريق تحقيق طموحاته وأحلامه التي حدد ملامحها منذ الصغر، وذلك، بعد أن كشف مصطفى مبكراً النقاب عن عوالم الموسيقى فعشقها وانساق نحو سحرها، فقرر الانطلاق في تعلم أصول العزف على البيانو وآلة «الأكورديون»، ليتسنى له عزف النشيد الوطني في الصباحات المدرسية، قبل أن يقرر التخصص في موسيقى «الراب» و«الهيب هوب» «والآر أند بي» و«الريغي» التي أبدع القاروني في تجسيدها على أرض الواقع على مدار 17 عاماً، مقدماً أكثر من 70 أغنية مازال أغلبها حبيس الأدراج بانتظار الفرصة.

تحديات المشوار

في حواره مع «الإمارات اليوم»، توقف مصطفى عند جملة الصعوبات التي واجهته في بداية مشواره الموسيقي، وتجسدت في الرفض العام الذي قوبلت به تجربته في البداية، لافتاً إلى موقف والدته المعترض على توجهه الموسيقي، الذي تعارض آنذاك لحسن حظه مع موقف والده الداعم لمجهوداته وأحلامه في خوض تجارب الموسيقى التي عشقها، الأمر الذي شجعه لاحقاً على الانخراط جدياً في مجال تنسيق الأغاني الشبابية وتقديمها في الحفلات والنوادي المتخصصة بداية من عام 2004، قائلاً بنبرة تفاؤل واضح «لم يساعدني أحد في بداية مشواري، وعانيت كثيراً نظرة المجتمع المتعنتة والقاسية إزاء انخراطي في المجال الموسيقي وما أقدمه من أعمال أتهم دوماً فيها بتقليد الغرب، سواء على صعيد الألحان أو طريقة الأداء أو مضامين الأعمال التي أكتبها وأؤديها، الأمر الذي دفعني إلى التفكير باتخاذ خطوة مغايرة تبقيني قريباً من المجال، وهي خطوة منسق الأغاني وما يعرف في الغرب بـ(الدي جي)»، مؤكداً «صادفت كذلك في هذا المجال العديد من المصاعب والعقبات وأهمها صعوبة تعاطي الوسط المحافظ مع دخول الرجل ميدان الموسيقى الغربية بشكل عام وميدان (الديجيينغ) بشكل خاص، الذي يعتبرونه دخيلاً على ثقافتنا الخليجية والعربية، وهذا ما ظل يدفع الكثيرين باستمرار في النوادي التي اشتغلت بها في دبي، إلى سؤالي ما إن كنت إماراتي الجنسية فعلاً»، لافتاً «لم أكن أنزعج من تكرار السؤال ولا من استهجان البعض واستغرابهم الدائم من انخراطي في ميدان (الديجيينغ)، لأنني كنت مقتنعاً بتوجهاتي واختياراتي، وهذا ما أظنه ساعدني أكثر على تخطي نظرة البعض الضيقة لإثبات موهبتي وتحقيق النجاح بعد أن أصبحت بداية من عام 2017 (الدي جي) الرسمي لبعض أهم وأشهر نوادي الإمارات الموسيقية».

مع النجوم

وحول طبيعة عمل منسق الأغاني أو «الدي جي»، أكد المغني والموسيقي الإماراتي مصطفى قاروني، أهمية اختيار الألوان الغنائية وقيمة تنسيقها خلال العروض بشكل يضمن السرعة والنجاعة وجذب انتباه الجمهور المتابع، خصوصاً إرضاء مختلف الذائقات، قائلاً «أحاول باستمرار إرضاء جمهوري ببذل قصارى جهدي في البحث عن الجديد، وقد يتطلب ذلك أحياناً أياماً عديدة من التحضير لحفلة موسيقية واحدة».

أما في ما يتعلق بأبرز مشروعاته الفنية، فأشار مصطفى إلى تصديه لتجارب حفلات موسيقية عديدة في البحرين وتايلاند وإثيوبيا، في الوقت الذي كان مقرراً أن يشارك في مجموعة من الحفلات الموسيقية المهمة في السعودية والأردن، لكن ظروف الحظر وجائحة «كورونا» حالتا دون استكمال هذه التجربة الجديدة، التي يضيفها القاروني اليوم إلى مشاركته كـ«دي جي» أساسي لحفلات أشهر نجوم العالم أمثال جينفر لوبيز وشاغي وشون بول وفيفتي سنت وغيرهم من النجوم العالميين الذين قدموا حفلات ناجحة في دبي على مدار السنوات الماضية، مؤكداً أن سبب نجاح هؤلاء النجوم يرجع إلى بساطتهم في التعامل مع الآخرين وجديتهم في التعاطي مع عملهم.

«إنستغرام» نافذتي

في معرض حديثه عن علاقته بوسائل التواصل الاجتماعي، تحدث «الدي جي» الإماراتي مصطفى قاروني، عن تواصله الدائم مع الجمهور عبر منصة «إنستغرام» التي يعتبرها النافذة الأمثل التي تتيح له التعرف إلى ردود أفعال الشباب حول ما يقدمه من أعمال فنية، في الوقت الذي تقدم له منصة «يوتيوب» البوابة الإلكترونية المجانية المتخصصة في الفيديوهات، عرض أعماله وتقديمها لشرائح واسعة من الجمهور الإماراتي والخليجي، رافضاً في الوقت نفسه فكرة مغادرة الإمارات إلى المهجر، وذلك على الرغم من تلقيه العديد من العروض المهمة في أماكن متعددة حول العالم للعمل منسقاً موسيقياً أساسياً، بفضل النجاحات التي كرسها في ميدانه في الإمارات، قائلاً «لا أستطيع الابتعاد عن بلدي، لأنني مرتبط بجذور المكان الذي ترعرعت فيه وشهد أجمل ذكرياتي مع الأهل والأصحاب».

مواهب شابة

يتذكر مصطفى قاروني، أشهر الأغاني التي قدمها للجمهور في عام 2008، والتي تحدث من خلالها عن تجربة تعرضه لحادث أليم سرد تفاصيله في أغنية (surrounded)، قائلاً «تعودت كتابة وتلحين الأغاني، بالإضافة إلى توزيعها موسيقياً»، متوقفاً في الوقت نفسه عند مستقبل فن «الراب» في الإمارات الذي لايزال يعاني حسب رأيه الكثير من الصعوبات ويحتاج إلى دعم رسمي من القائمين على الشأن الثقافي في الإمارات، لافتاً إلى حاجة هذا اللون الفني كذلك إلى مساندة الجمهور وإلى المزيد من التقبل المجتمعي، متابعاً بالقول «هناك الكثير من المواهب الإماراتية الشابة التي تمتلك الموهبة والقدرة على تقديم تجارب متميزة في المجال، لكنها لاتزال تعاني للأسف الرفض والاستهجان والنظرة السلبية لهذا النوع من الفنون الذي يحاكي برأيهم المجتمعات الغربية».

• لم أكن أنزعج من استهجان البعض واستغرابهم وكنت مقتنعاً بتوجهاتي واختياراتي.

• شاركت كـ «دي جي» في حفلات لجينفر لوبيز وشاغي وفيفتي سنت.

الأكثر مشاركة