معرض بمتحف الاتحاد يوثّق العلاقات بين الإمارات وبريطانيا

«صور في حوار».. لقطات تروي لحظات تاريخية بمتحف الاتحاد

صورة

يقدم معرض «صور في حوار»، الذي انطلق أخيراً في متحف الاتحاد بدبي، مجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة، التي تسلّط الضوء على محطات تاريخية، تبرز ملامح من العلاقات بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة، بشكل خاص خلال فترة الستينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي.

يروي المعرض، الذي يستمر حتى 25 مارس المقبل، مجموعة من القصص التاريخية لأبرز القادة والمسؤولين في البلدين، الذين عملوا على وضع خطط لإنهاء الوجود الرسمي للمملكة المتحدة في المنطقة، وبداية عهد مشرق لدولة الإمارات. ينتقل زائر المعرض عبر العديد من المحطات التاريخية؛ ففي البداية تكون الانطلاقة بالتعرف إلى العلاقات الدبلوماسية وما تم تبادله من وثائق في عام 1968، إلى جانب الزيارات الرسمية المتبادلة بين الدولتين، لينتقل بعدها إلى مرحلة الاتحاد.

ولا يقدم المعرض صوراً فحسب، بل يعرض مجموعة من الوثائق المتبادلة بين الدولتين، التي تبرز العلاقات الوطيدة التي طالما جمعتهما، إضافة إلى بعض المقتنيات والكاميرات وغيرها.

قصة خاصة

من جانبه، قال مدير متحف الاتحاد، عبدالله الفلاسي، عن «صور في حوار»، لـ«الإمارات اليوم»، إن «المعرض يضم مجموعة من الصور التي تعكس العلاقات الإماراتية - البريطانية، بدءاً من عام 1968 وإلى ما بعد الاتحاد، وإلى جانب الصور هناك الكثير من الوثائق التي تبرز الاتفاقيات بين البلدين، والتي منها ما وقّع ما قبل الاتحاد». وأشار إلى أن «متحف الاتحاد يعد من أبرز المتاحف التاريخية السياسية التي تروي حكاية دولة الإمارات، وهذا المعرض يتوجه إلى القصة التاريخية التي تجمع بين بلدنا وبريطانيا».

وعن الاتفاقية مع معرض اللوحات القومي في بريطانيا، أوضح أنها «تمت بدعم من المجلس البريطاني، حيث توجد مجموعة كبيرة من الصور لدى المعرض القومي، والتي تروي العلاقات التاريخية بين البلدين، ويعد (صور في حوار) الأول، ويمكن أن يكون نقطة انطلاق لمجموعة من الفعاليات الأخرى». اختيار الصور - حسب الفلاسي - كان بناءً على التسلسل الزمني أولاً للأحداث التي ترتبط بحكاية ما قبل وما بعد الاتحاد، إلى جانب الشخصيات المؤثرة جداً في تلك الحقبة، وعلى رأسها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، واختيرت اللقطات بالتنسيق بين متحف الاتحاد والمعرض.

مركز عالمي

أكد الفلاسي أن رؤية هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) هي أن تكون الإمارة مركزاً ثقافياً عالمياً، ولهذا تم التعاون على الصعيد الدولي بين متحف الاتحاد ومعرض اللوحات القومي في بريطانيا، بدعم من المجلس البريطاني، لتقديم هذا المعرض الأول من نوعه في الإمارات.

ونوه بأنه إلى جانب الصور المستعارة من المعرض القومي في بريطانيا، تعرض مجموعة من الصور التي تعود للأرشيف الوطني لدولة الإمارات، موضحاً أن الصور التقطت من قبل مجموعة من أشهر المصورين في تلك الحقبة، ومنهم سيسيل بيتون ويوسف كاش وراكس كولمان، إلى جانب صور نادرة للمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، التي التقطها له راكس كولمان في استوديوهات البارون في لندن عام 1961، كما أن هناك صورة نادرة للملكة اليزابيث الثانية، التي التقطها سيسيل بيتون عام 1968.

وعن محطات المعرض، ذكر أن هناك تسلسلاً زمنياً يبرز مراحل مختلفة، وممثلين بارزين من البلدين، ومنهم رؤساء حكومة بريطانيا، ومن خلال هذا التسلسل الزمني يمكن الوقوف عند اللحظات التي وثّقها المصورون، والتي تم الاحتفاظ بها نظراً لأهميتها.

مقتنيات مهمة

إلى جانب الصور، يضم المعرض مقتنيات التي لا تقل أهمية عن اللقطات التاريخية. وتعد مرحلة الاتحاد المرحلة الأخيرة التي يبرزها المعرض، إذ يتم التعرض لها مع الزيارات الرسمية المتبادلة، التي توضح كيف كانت العلاقة التي تجمع بريطانيا والإمارات، والتي تقوم على الصداقة والتعاون.

أما أبرز الصور النادرة التي يضمها المعرض، فلفت الفلاسي إلى صورتين، الأولى المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والتي تعرض للمرة الأولى في دبي، والتقطت عام 1961، بعدسة راكس كولمن. ويعرض مقابلها كتاب يضم المواعيد الخاصة بجلسات التصوير، ويبرز الوقت الذي التقطت فيه الصور.

ولفت إلى أن الصورة الثانية هي لسيسيل بيتون، والتي التقطها للملكة اليزابيث ترتدي فيها ما يرمز للبحرية، منوهاً بأن جميع المصورين الذين يعرض المعرض أعمالهم تميزوا بالصور النادرة، ومنهم يوف كاش ونور علي راشد.


تدابير احترازية

عن استقبال الزائرين في ظل الظروف الراهنة، أكد مدير متحف الاتحاد، عبدالله الفلاسي، أن المتحف يقدم نوعين من العروض، المؤقتة والدائمة، مشدداً على أنه تم اتخاذ كل التدابير الاحترازية، والتباعد الاجتماعي، إضافة إلى استقبال عدد محدد من الزوار، على ألا يتجاوز 50% من القدرة الاستيعابية للمتحف، علاوة على مجموعة من الاشتراطات التي وضعت للزوار للحد من انتشار فيروس كورونا.

وأشار الفلاسي إلى أن المتحف صمم مجموعة من الجولات الافتراضية، كما أطلقت للطلبة الذين كانوا يتعلمون عن بُعد، منصة لزيارة المتحف وهم في منازلهم، معتبراً أن ما يميز هذه الجولات الافتراضية عن غيرها، هو وجود مرشد ثقافي يكون برفقة الزوار، فهي ليست جولات مسجلة مسبقاً، بل تعتمد على البث الحي.

وحول الجدول الخاص بالمعارض المؤقتة، ذكر أنه يرتبط بالتعاون بين الجهات المحلية والخارجية والمتحف.

المعرض لا يقدم صوراً فحسب، بل وثائق متبادلة بين البلدين، تبرز العلاقات الوطيدة التي طالما جمعتهما، إضافة الى مقتنيات وكاميرات وغيرها.

تويتر