شركة «نايكي» العالمية اختارت زهرة لاري وجهاً إعلانياً لأحد منتجاتها الرياضية. الإمارات اليوم

زهرة لاري: أمضيت نصف عمري على الجليد

أمضت الإماراتية زهرة لاري 12 عاماً من عمرها على الجليد. إذ بدأت التزلج منذ أن كان عمرها 12 عاماً. فقد عشقت هذه الرياضة، وتدربت فيها، وكسرت جميع الحواجز المرتبطة بالعادات والتقاليد، خصوصاً في ما يتعلق بلباسها، إذ كان والدها في البداية معارضاً احترافها المجال. لكن لاحقاً حققت العديد من الألقاب في مسابقات دولية، وأسس والدها مركزاً لتعليم التزلج، وهي تعمل من خلاله اليوم على تدريب المبتدئين، بهدف تنمية مواهب إماراتية في هذا المجال، وترك من يمكنهم متابعة المسيرة في التزلج، كي لا تكون الإماراتية الوحيدة في المجال. وقالت لاري، لـ«الإمارات اليوم»: «مسيرتي طويلة مع التزلج، أمضيت حتى الآن نصف عمري على الجلد، وعدد الساعات التي تمرنت بها كثيرة جداً، لكني بدأت في مجال التزلج كهواية، ومع الوقت كبرت الهواية إلى أن وصلت لمرحلة المنافسة في مسابقات عالمية، وحققت نتائج مميزة، لكني حالياً أفكر كيف أغير تفكير الناس عن هذه الرياضة، خصوصاً في المجتمع العربي». ولفتت إلى أن خصوصية الثقافة والعادات في الإمارات جعلتها تواجه الكثير من المشكلات في البداية، في ما يتعلق بلباس هذه الرياضة، مشيرة إلى أن الملابس الخاصة بهذه الرياضة تعود إلى أهمية عدم إصابة المتزلج أثناء القفزات والانتقالات، لأن هذه الرياضة تحمل الكثير من المخاطر، لاسيما الحذاء، لأن المعدن الموجود في أسفل الحذاء كالسكين الحاد، وبالتالي السقوط يحمل الكثير من المخاطر.

هواية واحتراف

في بدايتها مع التزلج، كان من السهل على أهل لاري تقبل ممارسة هذه الهواية، لكن الانتقال من خانة الهواية إلى المنافسة في بطولات عالمية، لم يكن يسيراً تقبله من قبل والدها في البدء، وقالت لاري: «كان عمري 15 عاماً، حينما أردت المشاركة في أول مسابقة، وقال والدي إنه يفضل أن أمارس هذه الرياضة كهواية وليس كمحترفة، وذهبنا لحضور المنافسات ومساندة صديقاتي، وعندها رأى والدي حزني كوني لست من بين المشاركين، واقتنع بإمكانية ممارستي لهذه الرياضة كمحترفة، وبدأت أشارك في مختلف المسابقات». وبعد أن قطعت شوطاً كبيراً في مجال التزلج، افتتح والد لاري نادياً خاصاً بالتزلج، وقد استقدم أفضل المدربين لها كي تصل لمراحل مهمة في ممارسة هذه الرياضة، وحظيت بالدعم الكبير، كما أن هناك مجموعة كبيرة من المتدربين في النادي.

جدول خاص

تضع لاري جدولاً خاصاً للتدريب، وهو يتبع الموسم الخاص بالألعاب والمنافسات، ففي الصيف تكون ساعات التمرين أكثر من فصل الشتاء، كما أنه خلال المسابقات يكون التمرين أقصر لكنه أشد قسوة، فعلى الثلج تتمرن لمدة ثلاث ساعات، بينما تقوم بتمارين أخرى خارج حلبة الجليد لمدة ساعتين، ما يعني أن مجموع ساعات التمرين طويلة. ونوهت بأنه اليوم بعد أن أنهت دراستها في صحة وسلامة البيئة من جامعة أبوظبي، باتت أكثر تفرغاً للتمارين وللتزلج، خصوصاً أنها تُدرب على التزلج. وأوضحت أنها ستعمل في مجال دراستها مع الحفاظ على التمارين والتدريبات، خصوصاً أن المشوار المهني في الرياضة ليس طويلاً، ففي نهاية العشرينات يتوقف المتزلجون في هذه الرياضة، موضحة أن هذه الرياضة تؤثر كثيراً في الجسم، لأن المتزلج يسقط كثيراً، كما أن الدوران ثلاث مرات والهبوط على قدم واحدة يجعلان وزن الجسم ثمانية أضعاف الوزن الحقيقي، وهذا يشكل ضغطاً على المتزلج. وأوضحت أنها ستعمل جاهدة، للحفاظ على وجود هذه الرياضة في الإمارات، وعلى تشجيع الإماراتيين على التزلج. وعن العمر المثالي لبدء الرياضة، أكدت لاري أنه يفضل البدء من عمر ثلاث إلى أربع سنوات، لأن الشخص يحتاج إلى 10 سنوات كي يتعلمها بشكل جيد ويصبح أداؤه ممتازاً، وكلما كان الطفل أصغر يصبح التعلم أسهل، منوهة بميل البنات إلى التزلج أكثر من الذكور، لأنها تحتوي على مهارات رقص الباليه.

تحديات

تحديات رياضة التزلج كثيرة، تختصرها لاري في الساعات الطويلة للتدريب، لأن المتزلج يخضع لنوعين من التدريبات، هما تدريبات التزلج، وتدريبات رقص الباليه، بالإضافة إلى تدريبات الليونة والقوة والمرونة. ولفتت إلى أن الوقوع كثيراً، والإصابات الكبيرة تضاف إلى التحديات، إذ إن كل متزلج لديه متخصص في العلاج الطبيعي، كي يؤكد له إمكانية المشاركة. كما يشعر المتزلج بالرهبة في الحلبة أمام آلاف المشاهدين.

أما في ما يتعلق باللباس، فلفتت إلى أنها المتزلجة الوحيدة التي كانت تشارك في الخارج مع ارتداء الحجاب، حتى إنها تعرضت في إحدى المسابقات عام 2012، لخصم علامة من علاماتها بسبب ملابسها، إذ كانت المرة الأولى التي يرون فيها متبارية ترتدي الحجاب. وعملت بعدها لاري على مناقشة اللجنة، وبعد المناقشات تمكنت من إلغاء وجود أمر كهذا في المستقبل مع المتحجبات.

وشاركت لاري في الأولمبياد الشتوي للجامعات بروسيا، ولم تحقق اللقب فيه لكنها من البطولات العزيزة على قلبها، فبعد أن حققت الكثير من الألقاب والميداليات الذهبية والفضية في مسابقات أخرى، تعتز بهذه المشاركة، كونها أول إماراتية رفعت علم الإمارات في روسيا.

تصاميم خاصة

تختار زهرة لاري تصاميم مختلفة عن المتزلجات، خصوصاً أنها تضع الحجاب، فلا ترتدي الملابس المألوفة التي نشاهدها في هذه الرياضة، وقد استعانت بأكثر من مصمم، منهم جان لونغ ماير، مشيرة إلى أنها في المسابقات تحرص على ألا يكون الفستان واسعاً، كي تتمكن من إظهار كل مهاراتها أمام اللجنة. يذكر أن زهرة لاري شاركت في الحملة الإعلانية، التي قامت بها «نايكي» لإطلاق الملابس الجديدة الخاصة بالسباحة، وأشارت إلى أنها تسبح كثيراً بعد التدريبات، لأن العضلات تكون متعبة، والسباحة تريح هذه العضلات من الإنهاك.

- هذه الرياضة تحمل الكثير من المخاطر، لاسيما الحذاء، لأن المعدن الموجود أسفله حادٌّ كالسكين.

- خصوصية الثقافة والعادات في الإمارات جعلتني أواجه مشكلات متعلقة بنوعية لباس هذه الرياضة.

 

الأكثر مشاركة