الملتقى يهدف إلى تعزيز القيم الإنسانية الراقية والتعايش. من المصدر

5 أسر من حول العالم تستعرض تجاربها مع مواجهة «كورونا» تحت مظلة «لتعارفوا»

تحت شعار «كلنا واحد»، وضمن مبادرة «لتعارفوا»، نظمت وزارة التسامح، أول من أمس، ملتقى افتراضياً، استعرضت خلاله خمس أسر من حول العالم تجاربها في مواجهة فيروس كورونا المستجد، وتبادل أفرادها الخبرات، في إطار «شارك.. تعلم.. تنمو»، من أجل تعزيز القيم الإنسانية الراقية والتسامح والتعايش معاً في سلام.

وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، الذي حضر الملتقى، إن «العالم في حاجة ماسة إلى الوقوف صفاً واحداً لمواجهة جائحة «كورونا»، وهو كذلك في حاجة إلى من يبث فيه روح الأمل والإيجابية والإنسانية، حتى تنجح هذه المواجهة»، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على تفعيل كل قدراتها للقيام بهذا الدور في إطار القيم الإنسانية الراقية، التي يمكنها توحيد الجهود وتوفير البيئة المناسبة للجميع، سواء في الإطار المحلي أو الإقليمي أو العالمي، لمواجهة أنواع الأزمات، لاسيما الأسر التي تحمل العبء الأكبر في هذه المواجهة.

وأضاف أن «الملتقى يفتح الباب أمام الأسر لتتشارك تجاربها الناجحة في إطار أهداف ثلاثة: (شارك.. تعلم.. تنمو)، التي يعتبرها الملتقى نقطة انطلاق للاستفادة من تجارب الآخرين، وإفادتهم في الوقت نفسه بما لدينا من تجارب».

حلقة أولى

شاركت في الملتقى أسر كل من: ارانجا كارونارانتني (سيريلانكا)، وساشا دالاس (المملكة المتحدة)، والقس براد ريد (الولايات المتحدة)، وجون سوريا (الهند)، والدكتور سالم محمد عويس الشامسي (الإمارات)، بحضور أخصائي الطب النفسي مدير معهد العلاقات الإنسانية في دبي، الدكتور ريمون حمدان، الذي أدار الجلسة من مدينة واشنطن بالولايات المتحدة، ورئيس دائرة تنمية المجتمع، الدكتور مغير خميس الخييلي، والمدير العام بمكتب وزير التسامح، عفراء الصابري، والأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة، الريم عبدالله الفلاسي. وأكد الشيخ نهيان بن مبارك أن «الأسرة المتماسكة هي أحد أهم مقومات مكافحة كل الأزمات، التي تواجه أي أمة أو شعب من الشعوب، ولاشك أن التلاحم الأسري في الإمارات أصبح نموذجاً عالمياً، حيث أظهرت الأسر والمجتمع الإماراتي قدرات رائعة في مواجهة جائحة (كوفيد-19)»، وأعرب عن تقديره للدكتور ريمون حمدان، لإدارته الحوار الذي يعد الحلقة الأولى من مبادرة «لتعارفوا»، وشكره إلى العائلات المشاركة.

أخذ كل الاحتياطات

من جانبهما، عبّر الدكتور سليم الشامسي والدكتورة مي الجابر، اللذان يمثلان الأسرة الإماراتية بالملتقى، عن اعتزازهما بأن يكونا جزءاً من هذه التجربة الاجتماعية القيمة، التي لا تتوقف فقط على إقليم أو دين أو مستوى اجتماعي، وإنما تتخطى كل ذلك إلى مستوى الإنسانية، التي وجدت نفسها فجأة وبلا مقدمات مطالبة بأن تدافع عن وجودها على هذا الكوكب، وتحملت الأسر الجانب الأكبر من المسؤولية في الحفاظ على أبنائها، ومواجهة الظروف الصعبة التي فرضتها الجائحة، وأضاف الشامسي أنه وأسرته واجها الجائحة بأخذ كل الاحتياطات التي أوصت بها وزارة الصحة الإماراتية ومنظمة الصحة العالمية، وكان عليهم أن يتأقلموا مع فكرة التباعد الاجتماعي. بينما استعرضت الأسرة السيريلانكية تجربتها في مواجهة «كورونا»، مشيرة إلى أنهم شعروا منذ اللحظة الأولى لاجتياح الفيروس للعالم بضرورة أن يعمل جميع أفراد الأسرة كفريق عمل متجانس ومتكامل، وأن يستغل كل منهم قدراته ومهاراته الحياتية ومواهبه لمصلحة الأسرة بشكل عام، وكان النظام والترابط في ما بينهم هما كلمة السر في نجاحهم في التعامل مع ما فرضته مواجهة الجائحة من تحديات، أما أسرة ساشا وغراهام كلوز، من المملكة المتحدة، فأكدت اعتزازها بالمشاركة في الملتقى ومشاركة قصتها في هذه الفترة المزدحمة بالمشاعر المتضاربة والعميقة لدى الجميع.

وزير التسامح:

«الأسرة المتماسكة أحد أهم مقومات مكافحة كل الأزمات، التي تواجه أي أمة أو شعب من الشعوب».

حوار مشرق

أكد الدكتور ريمون حمدان أن الملتقى كان بمثابة عصف ذهني شارك فيه الجميع، ليخرج بخلاصات تمثل خبرة جيدة للأسرة على مستوى العالم، مشيراً إلى أن الحوار ركز على الجوانب المشرقة ولم يغفل التحديات، وتحول كل المشاركين إلى داعمين لبعضهم، لتتجلي الإخوة الإنسانية في أسمى معانيها، وليكون شعار هذه اللقاءات «لتعارفوا» فعلاً على أرض الواقع.

وأعرب عن شكره لوزارة التسامح التي أتاحت الفرصة لهذه العائلات المختلفة، لكي تتحدث وتشرح تجاربها بمنتهى الحرية والسعادة أيضاً، لتتحول الوزارة إلى منصة لتبادل الأفكار والمشاعر الإيجابية، ولتكون النموذج للتعايش والاندماج واحترام الاختلافات وتغليب المشتركات الإنسانية.

الأكثر مشاركة