مهما كانت الظروف تظل لرمضان فرحته التي ينشرها في المجتمع.■الإمارات اليوم

أسرٌ تتمسك ببهجة رمضان.. رغم قيود «كورونا»

يأتي شهر رمضان المبارك هذا العام في ظل ظروف استثنائية لم يشهدها العالم من قبل بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وما صاحب ذلك من تداعيات وإجراءات احترازية للحد من العدوى، ومن أبرزها تطبيق التباعد الاجتماعي، وتعليق الصلاة في المساجد، ومنها صلاة التراويح، ما فرض غياب العديد من المظاهر الرئيسة التي ارتبطت بالشهر الفضيل، والأجواء المميزة له بين كل أشهر السنة.

رغم كل ذلك، تظل لرمضان فرحته التي ينشرها في المجتمع.. وكالعادة حرصت منافذ بيع السلع الغذائية في أنحاء الدولة على تعليق زينة خاصة بالشهر الفضيل، وتقديم العديد من العروض على السلع والأدوات المنزلية وقطع الديكور ذات الطابع التراثي، بل بالعكس اعتبرت أسر كثيرة أن قدوم الشهر الكريم فرصة لتغيير الأجواء المصاحبة للمكوث في البيت معظم الوقت، ونظام الحياة بشكل عام، وأن «كورونا» لن يفقد رمضان بهجته المعتادة.

أجواء إيجابية

قالت هند الشامسي (موظفة بجهة حكومية)، إن الاستعداد لاستقبال شهر رمضان لا يتعارض مع اتباع الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار «كورونا»، ولذلك حرصت على إجراء تغييرات في ديكورات المنزل، وشراء قطع ديكور جديدة عبر الإنترنت، كما حرصت على أن يشاركها أفراد الأسرة جميعاً الاختيار، حتى يشعروا بالسعادة ويستقبلوا الشهر المبارك بطاقة إيجابية، خصوصاً أنهم سيقضون الشهر كله في المنزل من دون خروج للزيارات أو العزائم التي اعتادها الجميع في شهر رمضان من كل عام.

أما سميرة صالح (مدرّسة)، فذكرت أن الاحتفاء بشهر رمضان أمر ضروري، لما له من مكانة كبيرة كشهر للعبادات والأجواء الروحانية، ولذلك قامت مع أطفالها بشراء زينة وتعليقها في أنحاء المنزل، وخصصت ركناً للصلاة وقراءة القرآن الكريم، نظراً لأن الشهر الفضيل هذا العام يختلف عن السنوات الماضية.

واعتبرت سميرة أن أجواء رمضان لا تكتمل من دون تعليق الفوانيس في المنزل وإضاءتها، وسماع التواشيح الدينية قبيل أذان المغرب، كما اعتادت منذ طفولتها.

حفظ النفس

من جهته، لم يخف علي محمود (57عاماً)، مدير مالي في شركات الخاصة، حزنه لأن شهر رمضان سيشهد تغييراً كبيراً في عاداته، فلن يتمكن من أداء الصلوات جماعة في المسجد، لاسيما التراويح كما اعتاد، مشيراً إلى أنه رغم حزنه بسبب هذا الأمر، إلا أنه يدرك أن جوهر الدين يقوم على حفظ النفس، وعدم تعريض الإنسان لنفسه وغيره للخطر، ولذلك يحرص على اتباع الإجراءات الاحترازية.وأكد نيته الصلاة جماعة في المنزل مع أسرته وأبنائه.

بينما اعتبرت فاطمة عبدالله (ربة منزل)، أن تعليق الصلاة في المساجد قد تؤثر بشكل عام في الأجواء الروحانية التي يتميز بها شهر رمضان، ولكنها لن تؤثر في عاداتها، إذ اعتادت التراويح في المنزل، لأنها تشعر بالهدوء والسكينة خلال الصلاة في المنزل، مضيفة أنها توقفت عن صلاة التراويح في المسجد منذ سنوات، لأن بعض السيدات اعتدن اصطحاب أطفالهن معهن، وتركنهم يلعبون ويتحدثون بصوت مرتفع خلال الصلاة، ما يزعج من في المسجد. ولكنها أشارت إلى أنها ستفتقد صلاة التهجد في الثلث الأخير من رمضان، وكانت تحرص على تأديتها جماعة في المسجد القريب من منزلها، وتشعر خلالها بالروحانية والصفاء.

هو الأغرب

بالنسبة لسالم المنصوري (29 عاماً)، مهندس، يعتبر رمضان هذا العام هو الأغرب، إذ سيفتقد كثيراً من المظاهر التي لا يمكن تخيل الشهر من دونها، مثل صلاة التراويح في المسجد، والتجمعات العائلية والعزائم وتبادل الزيارات مع الأهل والأصدقاء والجيران، والخروج للتنزه، والاستمتاع بالأجواء الاحتفالية التي تصاحب شهر رمضان، مشيراً إلى أن التكنولوجيا الحديثة تلعب دوراً مهماً في التخفيف من هذه العزلة، حيث يحرص على التواصل الأهل والأقارب والأصدقاء من خلال تطبيقات التواصل.

لكن هذه العزلة في رمضان وجدت فيها مهدية سعيد جانباً إيجابياً، مشيرة إلى أنها فرصة للتفرغ للأسرة والتقارب بين أفرادها، وكذلك ستتيح لها وقتاً أكبر للعبادة، إذ وضعت جدولاً لختم القرآن الكريم، وقراءة تفسير آياته بتركيز، بعد أن كان كثير من وقتها يضيع في العزائم واستقبال الضيوف أو القيام بزيارات اجتماعية في الأعوام الماضية.

فرصة جيدة

أشار مصطفى المصري (36 عاماً)، موظف، إلى صعوبة ممارسة عمله من المنزل، وحضور الاجتماع اليومي مع زملائه في العمل عبر الإنترنت، بسبب تلقي طفليه حصصهما الدراسية عن بُعد في الوقت نفسه، معرباً عن أمله في إنهاء الدراسة مبكراً، خصوصاً للصفوف الدراسية الصغيرة.

واعتبر أن البقاء في البيت خلال شهر رمضان يمثل فرصة جيدة لالتقاط الأنفاس، والتفرغ للعبادة، ومراجعة النفس.

كالعادة حرصت منافذ بيع في أنحاء الدولة على تعليق زينة خاصة بالشهر الفضيل.

أجواء رمضان لا تكتمل دون تعليق الفوانيس وإضاءتها.

 

الأكثر مشاركة