مشروعات المدن الذكية في العالم العربي أمام تحديات كبرى

7 تحولات رئيسة ستحدد ملامح مدن المستقبل

يتضاعف عدد السكان في الدول العربية كلّ ثلاثة عقود تقريباً، ويتوقع أن يرتفع من نحو 430 مليون نسمة في عام 2019 إلى 851 مليون نسمة في عام 2050، لكن هذه الزيادة السكانية لن تكون موزعة بالتساوي بين الأرياف والمدن، فمع أن نحو 66% من سكان الدول العربية يعيشون اليوم في المدن (مقابل 55% من سكان العالم)، تسجل المنطقة العربية تحولاً حضرياً سريعاً، فمعدل التحضر فيها ينمو سنوياً بمعدل 2.5%.

ويلقي تسارع التحول الحضري في البلدان العربية على عاتق حكوماتها تحديات جمّة، ويضعها أمام مهمّات مضاعفة، إذ عليها من جهة العمل على إبطاء هذا التحول بمواصلة تنمية الأرياف وتعزيز جاذبية العيش فيها، وعليها من جهة أخرى أن تستوعب أعداد السكان المتزايدة في المدن.

الحل المنقذ.. المدينة الذكية

تتطلب الاستجابة لتلك التحديات من الحكومات العمل على محاور متعددة، اقتصادية واجتماعية وتنظيمية، ولهذا برز اهتمام عالمي وعربي بمفهوم «المدن الذكية» لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان بالاستفادة من التطورات التقنية المُصاحبة للثورة الصناعية الرابعة، وتشير التوقعات إلى أن حجم سوق تقنيات المدن الذكية العالمي سينمو ليصل إلى 1.7 ترليون دولار بحلول عام 2023، مع أن مفهوم «المدينة الذكية» مازال في طور التطور، ولهذا لدينا ما لا يقل عن 120 تعريفاً متنوعاً للمدينة الذكية. وتشمل المجالات الأساسية لتنمية مدينة ذكية ومستدامة: نوعية الحياة، والبنية التحتية والخدمات، وتقنية المعلومات والاتصالات، والذكاء والمعلومات، والمجتمع، والبيئة والاستدامة، والحكم والإدارة، والاقتصاد والمالية، والنقل.

واتجهت الدول العربية إلى التحول نحو المدن الذكية في إطار سعيها لتلبية احتياجات مواطنيها، والتصدي للضغوط الناتجة عن تزايد معدلات التحضر، فضلاً عن العلاقة الإيجابية القوية بين المدن الذكية والازدهار والنمو الاقتصاديين بالاعتماد على التقنيات المتقدمة لرفع الكفاءة والإنتاجية وتحسين الحوكمة، إلا أن تحديد عدد المدن الذكية في الوطن العربي أو المشروعات التي قطعت أشواطًا متقدمة في هذا الاتجاه، يختلف من مصدر إلى آخر وفق نطاق تصنيفه للمدينة الذكية، فهو يراوح بين خمس مدن، وهي: أبوظبي، القاهرة، الرباط، الرياض، دبي، في الحد الأدنى، كما حددها «مؤشر المدن الذكية 2019» الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية، الذي ينظر إلى المدن الكبرى ويصنفها وفق مؤشره (صنّف مدينة دبي في المركز 45 وأبوظبي في المركز 56 بين 102 مدينة عالمية).

لكن حتى إن توفرت جميع العوامل المساعدة لتحويل المدن العربية القائمة إلى مدن ذكية، فإن هذا لن يحدث بين ليلة وضحاها، بل يتطلب أعواماً طويلة من العمل والجهد يمتد بين 20 و30 عاماً.


ما الطريق إلى مدن المستقبل الذكية؟

ربما أفضل ما يجيب على هذا السؤال ما حدده سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، خلال العام الماضي، حين تحدث عن سبعة تحولات رئيسة ستحدد ملامح مدن المستقبل، التي ستكون بالضرورة مدناً ذكية.

يلقي تسارع التحول الحضري في البلدان العربية على الحكومات تحديات جمّة.

تويتر