«تحدي أكياس القمامة».. مغامرة قد تسبّب الوفاة

حذّر أطباء وخبراء من خطورة الانجرار وراء تقليد تحد جديد يكتسح مواقع التواصل الاجتماعي، يحمل اسم «تحدي أكياس القمامة»، خصوصاً مع بدء انتشاره بين الشباب والكبار في المنطقة العربية. وعلى مدى الأيام الماضية انتشر التحدي على نطاق واسع عبر فيديوهات لأشخاص يقومون بتنفيذه. ويعتمد على جلوس الشخص داخل كيس القمامة، بحيث يغطي الجسد كاملاً، ويتم سحب الهواء من الكيس بوساطة مكنسة كهربائية، ليلتصق الكيس بجسم الشخص بشكل تام. وبينما يكتفي البعض بارتداء الكيس حتى العنق، هناك من يقوم بتغطية كامل الوجه أيضاً. ووقال خبراء إن هذا التحدي «الغريب» قد يتسبب في كثيرمن الأضرار، تبدأ من نقص الأوكسجين بالجسم، لتصل الى تكسّر الضلوع، كما ان تكراره قد يصيب بعض الأطراف بالشلل.

أوضح الممارس العام في طب الأسرة في مستشفى الزهراء، الدكتور محمد زيدان لـ«الإمارات اليوم»، المخاطر الناجمة عن تطبيق التحدي، قائلاً: «هناك شكلان لتطبيق التحدي، كما توضح الفيديوهات، منها التي تقوم على ارتداء الكيس في الجسم، أو التي يتم فيها وضع الكيس على الوجه أيضاً، ولذلك أن المخاطر ستكون مختلفة بحسب تطبيقه». وأضاف: «إن سحب الهواء من الكيس وجعله يلتصق على الجسم، سيؤدي إلى زيادة الكمية الصاعدة للمخ بشكل مفاجئ». ولفت إلى أن الضغط القوي من الكيس على الرئتين يتسبب في نقص الأوكسجين، لأنه يمنع حركة القفص الصدري فيتوقف التنفس، وبالتالي تصبح أعراضه شبيهة بأعراض الغرق، وأن بقاء الكيس ضاغطاً على الرئتين لمدة دقيقتين سيكون الوقت كافياً للتسبب في الغياب عن الوعي، وربما الوفاة كما يحدث في الغرق.

وشدد الدكتور زيدان على أنه ليس هناك من محاذير يمكن تقديمها للقيام بمثل هذا التحدي، لأنه مرفوض من الناحية الطبية بشكل مطلق، ويفترض تطبيق غرامات على من يقوم بتطبيقه.

أما الذين يضعون الكيس على الوجه أيضاً، فتزداد المشكلات الصحية التي قد يتعرضون لها، إذ إن العملية تصبح شبيهة بعملية الخنق، والتصاق الكيس بشكل كامل، وعدم القدرة على التنفس في مدة تراوح بين 20 ثانية ودقيقتين ستسبب أضراراً في مراكز المخ، الأمر الذي بدوره يسبب الشلل في أطراف الجسم، مشيراً إلى أن الأكياس القوية التي تلتصق على نحو كبير بالجسم قد يصعب نزعها بسهولة، وبالتالي تتضاعف المشكلات في الجسم، لتصل إلى تكسّر ضلوع القفص الصدري بسبب الضغط على الرئتين، لاسيما عند صغار السن. وطالب زيدان بعدم الانجرار وراء هذه الصيحات، خصوصاً أن بعض الأهالي هم الذين يطبقون التحدي على أطفالهم. ولفتت المرشدة النفسية، حنان الكربي، إلى أن الصيحات في وسائل التواصل الاجتماعي كثيرة، والناس ينجرون لتطبيقها، لأن عقولهم باتت مستقبلة فقط، فتكون ردود أفعال الأفراد قائمة على الاستقبال فحسب، مشددة على أن من يطبقون هكذا تحديات أنها لا تحمل أي هدف إيجابي يمارسها أشخاص يفتقدون لأي هدف في الحياة، ويتبعون الموضة، وما يعرف بـ«التراند» في عالم التواصل الاجتماعي. ولفتت الكربي إلى وجوب الترويج للتحديات الإيجابية التي يتم تنفيذها، منها مثلاً تحدي الـ24 ساعة الذي نُفذ في الإمارات وفي الجهات الحكومية، ويقوم على العصف الذهني لتقديم حلول وخطط لمشكلات في العمل، مشيدة باهتمام الدولة بفئة الشباب والجيل المراهقين وتقديم تحديات إيجابية لهم. وعن الأهالي الذين يدعمون أطفالهم في تطبيق التحدي، رأت أنهم ينظرون للتجربة على أنها تجربة مرحة، وهؤلاء ينقصهم النضج الفكري، لأنهم مستقبلين فقط، وهذه الممارسات تؤمن لهم اشباع معين. وأكدت الكربي أن وسائل التواصل الاجتماعي تبرمج الكثير من السلوكيات، فهناك استعمار للعقول، وتجعل الناس مدمنين عليها ويتبعون ما يحدث، لاسيما أن رأوا المشاهير يطبقون مثل هذه الأعمال، ويقومون بأشياء لا تتوافق مع المنطق.

 

الأكثر مشاركة