ملاحظات جماهيرية واسعة على أحداث المسلسل الرمضاني الكويتي. أرشيفية

«دُفعة القاهرة».. أخطاء بالجملة وحملة نقد شرسة

يبدو أن مشكلات الدراما الرمضانية، ليست في طريقها للانتهاء، خصوصاً بعد الضجة الإعلامية التي أثيرت في وسائل التواصل الاجتماعي، حول بعض المشاهد التمثيلية في مسلسل «لا موسيقى في الأحمدي»، وتبرير فريق العمل مجريات الأحداث في هذا العمل الدرامي الجديد، الضجة التي لم توشك على الانتهاء، حتى جرت بعدها انتقادات وملاحظات جماهيرية واسعة في رصد أحداث المسلسل الرمضاني الكويتي «دفعة القاهرة»، الذي تحمَّست له القناة التلفزيونية العارضة «إم بي سي»، عبر صفحتها الرسمية على «تويتر» بعناوين براقة، مثل: «أحداث متشابكة بألوان مصر قديمة»، من باب الحملة الإعلامية التي خصصتها القناة لتسويق العمل الدرامي الجديد، الذي تنطلق حكايته من مصر في فترة الخمسينات.

مناوشات رقمية

التعليقات انطلقت عبر الفضاء الرقمي، مع بداية عرض الحلقة الأولى للعمل، لتشير إلى التشابه الواضح بين العمل الدرامي الجديد، وبين أحداث رواية «شقة الحرية» للأديب السعودي الراحل غازي القصيبي، الأمر الذي فتح لدى بعض المتابعين شهية الحديث عن الكاتبة الكويتية، والتلميح إلى إمكانية اقتباسها بعض الأحداث والخطوط الدرامية التي تتقاطع مع العمل الأدبي، في الوقت الذي أشار فيه السواد الأعظم منهم إلى سرقة أدبية واضحة المعالم ومكتملة الملابسات، تعدت صاحبتها على حقوق الكاتب السعودي الراحل، حيث كتبت إحدى المغردات، قائلة: «لتفادي الإحراج على الأقل، خَلّو اسم المسلسل نفس اسم القصة المقتبسة منه (شقة الحرية)، مع إضافة بعض لمسات الكاتبة هبة مشاري»، لافتة في الوقت نفسه «كنا نحترمها ونتقبلها، لكن حبكة القصة مسروقة من كاتب عظيم... والله مو حلو».

في حين سجل الكاتب والمؤرخ الدكتور عبدالله المدني، من البحرين على صفحته الرسمية على «تويتر»، أخطاء تاريخية فادحة تضمنها العمل، وعلق عليها هو بالقول «بدأ بث التلفزيون المصري عام 1960، لكنه ظهر في الحلقة الأولى من مسلسل يفترض أن أحداثه تدور في عام 1956، الخطأ الآخر أن الطالبات الكويتيات يسألن المشرفة المصرية ببلاهة عن اسم الجهاز وعمله، بينما الحقيقة أن أخباره كانت منتشرة في الكويت آنذاك بعد انطلاق أول بث عربي من بغداد في 1956». وأضاف في تغريدة أخرى: «الخطأ الثالث هو أن المبتعثات الكويتيات آنذاك كن يسكن في (بيت الكويت) بشارع التحرير مكان السفارة الكويتية حالياً، ولم يقمن في عمارة مشتركة مع مصريين، كما ظهر في المسلسل الذي جعل ضابطاً مصرياً يقيم في شقة فوقهن»، ليختتم تغريداته، قائلاً: «تم إقحام أغنية (جبار) التي غناها عبدالحليم حافظ سنة 1967، في حدث يفترض أنه وقع سنة 1956، بحسب قصة المسلسل».

وفي عودة إلى عاصفة التعليقات التي انهالت على الفضاءات الرقمية، كتبت إحدى المغردات عبر موقع «تويتر»، قائلة: «أرجو ألا يكون هذا المسلسل محاولة أخرى من الكاتبة الكويتية لتشويه تاريخ مصر، كما سبق وفعلت في مسلسل سرايا عابدين»، وذلك في إشارة واضحة إلى العمل الدرامي، الذي تحدث البعض عن محاولة محاكاته للمسلسل التركي الشهير «حريم السلطان»، الذي حقق نسبة متابعة غير مسبوقة بين أوساط الجمهور حينها، ودفع الكاتبة الكويتية إلى نسج عمل درامي، يحاكي الأحداث نفسها.

رد دبلوماسي

وفي معرض ردها على سيل التعليقات والانتقادات المتتالية التي طالت المسلسل الجديد، قالت كاتبة العمل هبة مشاري حمادة، في لقاء تلفزيوني مباشر على إحدى القنوات العربية: «ما يجري اليوم من تفاعلات حول العمل هو ظاهرة صحية، لأن المادة الدرامية هي مادة استهلاكية والقضية هنا قضية مذاق ليس من الضروري أن يناسب الجميع، لهذا السبب أنا بشكل عام مستمتعة بهذه الردود». وأضافت: «هذه التغريدات سبقت العمل بثلاثة أو أربعة أيام، ولم تأتِ بالتزامن مع الحلقة الأولى، لهذا السبب أنا أستشعر من تواريخ التغريدات أنها سابقة لبداية شهر رمضان ولتوقيت العرض، وهذا يعني أننا نعيش أزمة حقيقية في التلقي، وأن هناك ترصداً عالياً وقصدية في تناول المسلسل الجديد»، لافتة في سياق آخر أن «ثقافة التلقي عندنا تخدشها الإسقاطات، وأنا أعتقد أن ما يحدث هو ضعف في التلقي، لهذا السبب لا أجرح في المتلقين كافة، خصوصاً أن هناك شريحة من الجمهور يتلقون العمل بمتعة». وفي ردها على موضوع الاقتباس أو السرقة من رواية «شقة الحرية»، قالت كاتبة العمل: «إذا أردت أن تتهمني بشيء، فكلِّف نفسك بقراءة الرواية على الأقل، وإذا لم تكن قارئاً فاذهب على الأقل إلى يوتيوب، وتابع مسلسل (شقة الحرية) بحلقاته الكاملة»، وأضافت: «لا توجد أي مقاربة حوارية لا في الشخصيات ولا في الأحداث أو الدراما، كما أن شقة الحرية لا تعتبر رواية بقدر ما هي سيرة ذاتية تؤطر حياة ومذكرات العميد الكبير المرحوم غازي القصيبي». وتابعت: «المقارنة بين مسلسل (دفعة القاهرة) واسم غازي القصيبي لا أعتبرها تهمة، بقدر ما هي تشريف لا نستحقه، وإجحاف بحق الرواية التي ذهبت إلى منعطفات أخرى، ووثقت لحياة غازي القصيبي في مخاض سياسي كبير، ضمن إسقاطات عالية المستوى».

تصحيح تاريخي

في معرض دفاعها عن مضمون «دفعة القاهرة»، قالت هبة مشاري حمادة: «في هذا المسلسل لا أعني دفعة البنات الكويتيات، ولا أنوي اقتفاء آثارهن نهائياً، وإنما أتجه إلى منعطف درامي مختلف، ولا أسعى لتوظيف النص لصالح الجغرافيا أو التاريخ، وهو تكنيك غير معمول به كثيراً عربياً».

بالأرقام

رداً على موضوع البث التلفزيوني، وما ظهر في المسلسل الدرامي، قالت حمادة «دخل البث التلفزيوني إلى مصر عام 1956، لكن بسبب العدوان الثلاثي توقف تماماً حتى عام 1960.

هبة مشاري:

«إذا أردت أن تتهمني بشيء، فكلِّف نفسك قراءة الرواية على الأقل، وإذا لم تكن قارئاً فاذهب إلى (يوتيوب)».

- «بدأ بث التلفزيون

المصري عام 1960،

لكنه ظهر في

المسلسل

في عام 1956».

الأكثر مشاركة