حميد سمبيج.. فنان نبيل يترجّل عن «الخشبة» الإماراتية

ودّعت الساحة الفنية، أمس، الفنان والإعلامي الإماراتي حميد صالح سمبيج، الذي رحل عن عمر يناهز 56 عاماً، قضى نحو أربعة عقود في خدمة الفن المسرحي والعمل الإعلامي.

وأدى عدد كبير من المواطنين والمقيمين صلاة الجنارة على الفنان الراحل، ظهر أمس، بمسجد الصحابة في الشارقة.

ونعت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، نورة الكعبي، الفنان الراحل، وغرّدت على حسابها على موقع «تويتر»: «بمزيد من الحزن والأسى ننعى الفنان القدير حميد سمبيج الذي وافته المنية»، مضيفة: «برحيله تفقد الحركة المسرحية أحد رموزها، فقد ترك الراحل بصمات خالدة في مسيرة المسرح الإماراتي منذ بداية عمله مطلع ثمانينات القرن الماضي.. رحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته».

كما نعى الفنان الراحل العديد من النجوم والمسرحيين من رفاق الدرب والإعلاميين والكتّاب، الذين أكدوا على قامة سمبيج الفنية النبيلة التي قدمت محتوى هادفاً، واحتضانه لمواهب شابة آخذاً بيدها.

وكان سمبيج من الوجوه البارزة على «الخشبة» الإماراتية، إذ بدأ رحلته في عالم الفن وعمره 14 سنة على «مسرح خالد» في الشارقة، وشارك في أول عمل مسرحي كبير عام 1981، وهو «الله يكون في العون».

ولد سمبيج عام 1963 وحصل على بكالوريوس فنون مسرحية قسم الإخراج والتمثيل عام 1994، في معهد الكويت للفنون المسرحية، وله تاريخ طويل مع «الخشبة» يمتد إلى 40 عملاً. وحظي الراحل بالتكريم في أكثر من مناسبة، آخرها شخصية مهرجان الإمارات لمسرح الطفل بالشارقة، والشخصية المسرحية في الدورة 27 من مهرجان أيام الشارقة المسرحية 2017.

وعمل الفنان الراحل ثماني سنوات مشرفاً بوزارة التربية والتعليم بالمسرح المدرسي، وشارك في لجان لتقييم الأعمال المسرحية، وكان عضواً في لجنة اختيار العروض المسرحية لعام 2003 لأيام الشارقة المسرحية.

وتتضمن مسيرة الفنان الراحل العديد من الأعمال المسرحية البارزة، من بينها «لا آخذ للمعروف ثمناً»، وهي التالية بعد «الله يكون في العون»، و«رأس المملوك جابر»، التي كانت نتاج تعاون مع جميع الفرق المسرحية الأهلية في إمارة الشارقة، من إخراج عبدالإله عبدالقادر، ومسرحية «غاب القطو» لجمال مطر، و«حكايات من أزقة العالم الآخر»، للمخرج العراقي قاسم محمد. كما شارك سمبيج في جميع الأعمال المسرحية الأخيرة، التي أبدعها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وكان حضوره الفني مميزاً في عروض مثلت الإمارات في محافل خارجية، من بينها «صهيل الطين» و«لا تقصص رؤياك».

وإلى جانب بصماته الواضحة في المسرح، عمل مخرجاً ومراقباً للتنفيذ بإذاعة الشارقة، وكتب بعض التمثيليات الإذاعية، كما عمل مخرجاً بتلفزيون الشارقة.

صاحب بصمة فنية ومسرحية

قال مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، محمد حسن خلف: «برحيل الفنان الكبير حميد سمبيج، خسرت الساحة الفنية والإعلامية قامة فنية إبداعية لها تاريخها الطويل في الحراك الثقافي والإعلامي، وكان طوال مسيرته الحياتية حريصاً على تقديم أعمال مسرحية وتلفزيونية وإذاعية رصينة ذات رسالة وهدف وقيمة، تربت عليها أجيال من المجتمع الإماراتي».

وأضاف خلف: «الفنان حميد سمبيج عرف عنه دماثة خلقه، وطيبة قلبه، وإخلاصه وتفانيه في العمل، وحسن زمالته للفنانين والإعلاميين، إذ كان - وسيبقى - من الذين شكلوا إضافة، وتركوا بصمة واضحة في العمل الإعلامي والفني الإماراتي، وكانت مسيرته الإبداعية مع إذاعة الشارقة، وحضوره في المسرح الإماراتي حافلاً بالأعمال المميزة التي تؤكد صدق موهبته، وحجم عطائه، فهو لم يكن مخرجاً ومقدماً للأعمال الفنية وحسب، وإنما كان راعياً لطاقات مبدعة شابة، أخذ بيدها وقدمها إلى المشهد الإعلامي الإماراتي والعربي، واستحق نتاجها تكريماً من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خلال فعاليات أيام الشارقة المسرحية 2017، فلا يسعنا في رحليه إلا أن نسأل الله له الرحمة والمغفرة».

نورة الكعبي: «برحيل سمبيج تفقد الحركة المسرحية أحد رموزها».

2017

السنة التي اختير فيها سمبيج الشخصية المسرحية للدورة 27 من مهرجان أيام الشارقة المسرحية.

14

عاماً، كان عمر سمبيج حينما بدأ رحلته الفنية على «مسرح خالد».

الأكثر مشاركة